150 عنصراً من قوات القذافي يسلّمون أنفسهم إلى الجيش التونسي
سلم أكثر من 150 جندياً وضابطاً من القوات العسكرية الموالية للعقيد الليبي معمر القذافي أنفسهم، أمس، إلى وحدات من الجيش التونسي متمركزة على طول الحدود التونسية-الليبية، في خطوة هي الثانية من نوعها منذ اندلاع الأزمة الليبية في 17 فبراير الماضي، فيما اتهم نظام القذافي حلف شمال الاطلسي بقتل 15 مدنياً في مدينة البريقة النفطية، الأمر الذي نفاه الحلف، وسمع دوي ثلاثة انفجارات قوية تهز شرق طرابلس، أمس.
وتفصيلاً، قال خليفة العويدي المقيم في منطقة الذهبية جنوب تونس العاصمة في اتصال هاتفي مع وكالة «يونايتد برس انترناشونال»، إن الجنود والضباط الليبيين ينتمون إلى كتيبة عسكرية ليبية كانت متمركزة في منطقة أم الفار المحاذية للحدود التونسية. وأوضح أن «عددهم ،153 ودخلوا الأراضي التونسية بكامل أسلحتهم ومعداتهم الحربية، وقاموا بتسليم أنفسهم إلى الجيش التونسي المتمركز في المكان».
وهذه هي المرة الثانية التي يقدم فيها عدد كبير من الجنود والضباط الليبيين الموالين للقذافي على خطوة من هذا النوع في حين كانت الأولى في الـ14 من الشهر الماضي عندما حاولت كتيبة عسكرية ليبية تتألف من 220 جنديا، التوغل داخل الأراضي التونسية للقيام بعملية التفاف على المعارضة الليبية المسلحة التي تسيطر حالياً على الجانب الليبي من المعبر الحدودي «وازن - الذهيبة».
وكان ميناء «الكتف» بمدينة بنقردان التونسية قد استقبل قبل ثلاثة أيام أكثر من 45 عسكرياً ليبياً، قالوا إن «قرار فرارهم من ليبيا جاء ليس خوفاً من الموت بل رفضا للقتل الذي يمارس ضد أبناء الشعب الليبي».
إلى ذلك، أفاد مصدر رسمي موريتاني، بأن الرئيس الموريتاني محمد ولد عبدالعزيز توجه، أمس، إلى جنوب افريقيا للمشاركة في الاجتماع الرابع للجنة رفيعة المستوى بالاتحاد الافريقي المكلفة بحل الأزمة الليبية. وقال المصدر إن القمة المصغرة ستناقش اليوم في بريتوريا مقترحات حلول للأزمة الليبية على ضوء التصعيد العسكري المتواصل. وكلف الاتحاد الإفريقي الرئيس الموريتاني برئاسة اللجنة التي عقدت ثلاثة اجتماعات، اثنان في نواكشوط وزارت ليبيا وقابلت القذافي وممثلي المعارضة المسلحة لكن جهودها لم تفلح في وقف إطلاق النار.
ميدانياً، أفاد مراسلو وكالة «فرانس برس» بأن ثلاثة انفجارات قوية هزت، أمس، ضاحية تاجوراء شرق العاصمة طرابلس حيث شوهدت سحب الدخان ترتفع فوق المنطقة. وسمع دوي الانفجارات من وسط العاصمة.
وقال مراسل الوكالة إن سحب الدخان شوهدت ترتفع فوق ضاحية تاجوراء التي استهدفت مرات عدة بغارات الاطلسي منذ بدء عملياته في ليبيا، لكن لم يتسن على الفور تحديد الاهـداف التي تعرضت للقصـف.
من جانبه، نفى الأطلسي ما أعلنته ليبيا عن ضربه مواقع مدنية في البريقة (شرق) ما أدى الى مقتل 15 شخصاً، وقال الناطق باسم مهمة الحلف في ليبيا إن «الأطلسي لم يضرب أهدافاً مدنية في منطقة البريقة الغنية بالنفط، ما ضرب كان اهدافا عسكرية مشروعة». وأضاف «لقد استغرق الأمر وقتا طويلا لمراقبة المنطقة والتأكد».
وتابع أنه بحسب الاطلسي، فإنه «لم يكن أحد موجودا في تلك المنطقة حين ضربت الاهداف العسكرية المشروعة».
وفي تقريره اليومي، أعلن الحلف أنه ضرب 35 هدفاً، أول من أمس، بينها آليات ومنشآت عسكرية في منطقة مرفأ البريقة النفطي على بعد 800 كلم من طرابلس و240 كلم جنوب غرب البريقة.
ورفض المتحدث العسكري باسم الثوار أحمد باني في تصريحات لقناة «الجزيرة» الانتقادات الموجهة لعمليات الحلف في ليبيا، وقال إن هؤلاء الذين ينتقدون الحلف أعداء لحرية وأمن الشعب الليبي.
وكانت الحكومة الليبية قد أعلنت، أمس، أن 15 شخصاً قتلوا خلال هجمات نفذها الأطلسي ضد «أهداف مدنية» في مدينة البريقة.
وذكر التلفزيون الليبي أن من بين الأهداف التي تعرضت للقصف مطعما ومخبزا، مشيراً إلى أن 20 شخصاً أصيبوا خلال الغارة.