عمليات دهم واعتقالات.. وهروب من القصير إلى لبنان
الجيش السوري يستهدف الجنـــازات.. والمعارضة تنفي وجـود أجنـدات خارجية
شهدت بلدة القصير السورية قرب الحدود اللبنانية، أمس، إطلاق نار، غداة مقتل مدنيين برصاص قوات الامن في البلدة، فيما قال المرصد السوري لحقوق الإنسان، ان قوات الأمن قتلت بالرصاص خمسة مدنيين خلال جنازات تحولت الى احتجاجات ضد الرئيس السوري بشار الاسد، رافقتها اعتقالات تمت خلال دهم من منزل الى منزل، وذلك عشية انعقاد الملتقى التشاوري للمعارضة الذي نفى وجود أجندات خارجية أو مشاركة مسؤولين سوريين فيه.
وتفصيلاً قال رئيس المرصد السوري لحقوق الانسان الذي يتخذ مقراً له في لندن، رامي عبدالرحمن، سُمع اطلاق نار ليلا في مدينة القصير الواقعة على مسافة 15 كلم من الحدود اللبنانية. وتابع نقلا عن شهود «هرب مئات من سكان القصير الى لبنان». وكان المرصد افاد بمقتل مدنيين في القصير برصاص قوات الامن السورية، التي عززت وجودها في البلدة منذ الجمعة الماضي، مشيرا الى اعتقال عدد من الاشخاص. وقال عبدالرحمن انه سمع كذلك اطلاق نار في أحياء عدة من حمص التي دخلها الجيش منذ ايام عدة.
في منطقة عكار في شمال لبنان، افاد مختار بلدة الكنيسة علي حمود، وكالة فرانس برس، بأن بين 350 و400 شخص دخلوا الكنيسة الحدودية قادمين من سورية، وانتشروا في عدد من منازلهاو وفي بلدة مجاورة. وأوضح ان معظم القادمين هم من اللبنانيين المقيمين في بلدتي الهيت والدويك السوريتين الحدوديتين.
وقال امام مسجد في الكنيسة، من اصل سوري، الشيخ مصطفى حمود، ان عائلتي «مقسومة بين لبنان وسورية. اشقائي المقيمون في سورية موجودون عندي في المنزل مؤقتا، لكنهم يريدون العودة». وأوضح حمود الذي ينسق على الارض مع القادمين من سورية، ان «معظم الزوار من سورية الذين لدى معظمهم اقارب في منطقة وادي خالد في عكار، يأتون مساء الى لبنان خوفا من حصول تطورات امنية في الليل، ثم يعودون صباحا للعمل في اراضيهم. انه موسم حصاد القمح».
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان ان قوات الأمن السورية قتلت بالرصاص خمسة مدنيين خلال جنازات تحولت الى احتجاجات ضد الرئيس السوري بشار الاسد. وأضافت تلك الجماعة الحقوقية ان آخرين قتلوا خلال دهم لمنازل في مناطق الاحتجاج. وقتل محتجان في الكسوة التي تبعد 15 كيلومترا جنوبي دمشق، خلال جنازات لعدد من المحتجين الذين قتلوا الجمعة. وقتل ثلاثة مدنيين آخرين خلال اعتقالات جرت في دهم من منزل الى منزل في منطقة برزة في دمشق وفي بلدة القصير غربي مدينة حمص على مقربة من حدود لبنان.
وقال شهود ان 220 شخصاً على الاقل اعتقلوا في دهم لمنازل في برزة، عقب احتجاجات الجمعة في اطار حملة امنية متصاعدة تركز على المناطق القريبة من العاصمة. من جهته نفى المنسق الإعلامي للملتقى التشاوري الذي تعقده شخصيات مستقلة سورية اليوم الاثنين في دمشق، محيي الدين عيسو، وجود أجندات خارجية للملتقى او مشاركة مسؤولين سوريين أو حتى أشخاص موالين للسلطة. وقال محيي الدين عيسو إن الملتقى يعقد تحت شعار «سورية للجميع في ظل دولة ديمقراطية مدنية»، وذلك بمشاركة نحو 250 شخصاً، ويضم كتّابا وصحافيين وفنانين وناشطين وشبابا مهتمين بالشأن العام، لمناقشة الوضع السوري الراهن وكيفية الانتقال إلى دولة ديمقراطية مدنية.
ونفى ما أشيع عن رعاية إحدى السفارات للقاء، وعقده في فندق شيراتون دمشق «نحن لم نتلق أي رعاية من احد، لا داخلية ولا خارجية، وتم نقل موقع الاجتماع الى فندق سمير أميس، وذلك ضغطاً للنفقات المالية لان من يقوم بعملية تمويل اللقاء، الذي يستمر ثماني ساعات، تصدر في ختامه مجموعة توصيات، هم المشاركون، وكل حسب مقدرته المالية».
وشدد على رفض حضور أي أشخاص من السلطة او من أعضاء حزب البعث، ولا حتى المؤيدين للسلطة هذا اللقاء، مضيفا «نحن لن نتحاور مع أشخاص ينشرون الدبابات في المدن السورية، لا في هذا الملتقى ولا مستقبلاً».
وأكد عدم حضور أي شخصية سورية شاركت في المؤتمرات التي عقدتها المعارضة السورية خارج البلاد فـ«المشاركون هم أشخاص من المعارضة الداخلية، ومن جميع المحافظات السورية».
وقالت مصادر مقربة إن ورقة العمل في الاجتماع ستركز على بناء الثقة بين السلطة والشعب عبر تراجع العملية الأمنية إلى الخلف وتقدم العملية السياسية إلى الأمام، وإيجاد الوسائل للتصالح مع النخب السورية، وإطلاق يدها للعمل في الحياة العامة، باعتبارها الشريك الوحيد للسلطة في خياراتها الإصلاحية والتغييرية.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news