دمشق مستعدة للتحوّل الديمقراطي.. ووفد المعارضة يطالب موسكو بالضغط على سورية لوقف العنف

تظاهرات ليلية حاشدة ضد الأسد.. وحملات اعــتقال واسعة

مارغيلوف خلال لقائه وفد المعارضة السورية في موسكو أمس. رويترز

خرجت تظاهرات حاشدة في مدن سورية عدة ليل الاثنين/ الثلاثاء، مطالبة بإسقاط نظام الرئيس بشار الاسد، فيما شنت قوات الأمن عمليات اعتقال واسعة في صفوف المتظاهرين.

وأعلن وفد المعارضة السورية الذي يزور موسكو رفضه أي تدخل خارجي في بلاده وطلب في الوقت نفسه من روسيا الضغط على دمشق لوقف أعمال القمع، فيما قالت المستشارة الاعلامية والسياسية للرئيس السوري بثينة شعبان، إن حكومتها مستعدة لقبول الاصلاحات والتحول باتجاه الديمقراطية.

وقال رئيس المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبدالرحمن، إن تظاهرات ليلية نظمت في أماكن عدة دعت الى إسقاط النظام وانتقدت اجتماعا للمعارضين عقد أول من أمس في دمشق.

وأوضح عبدالرحمن أن «آلاف المحتجين تظاهروا في حمص (وسط)، وما بين سبعة الى 10 آلاف في حماة (شمال) وما بين خمسة وسبعة آلاف في دير الزور (شمال شرق)، وفاق عددهم الألفين في ادلب (شمال غرب)».

كما جرت تظاهرات معادية للنظام، في مدينتي جبلة واللاذقية الساحليتين، وفي حييي القابون وبرزة في دمشق. وأكد الناشط «رفض اي حوار مع السلطة».

وتحدث عبدالرحمن من جهة ثانية عن اعتقال قوات الأمن متظاهرين في ركن الدين وبرزة في دمشق وادلب وفي قرية الناجية القريبة من الحدود التركية.

في المقابل، ندد المطالبون بالديمقراطية الذين اطلقوا ثورة ضد النظام السوري، باجتماع المعارضين العلني غير المسبوق الذي عقد في دمشق.

وقالت لجان تنسيق الثورة السورية في بيان صدر على «فيس بوك» انها «تندد من حيث المبدأ بأي اجتماع أو مؤتمر يعقد تحت راية النظام، وذلك دون تخوين لأي من الأشخاص الحضور فيه».

وأضاف البيان «إذا أراد أي من الثوار الاجتماع فهناك عشرات الإجراءات الأمنية والاحترازية التي نقوم بها كي نتجنب الاعتقال والتعذيب أو التصفية».

وقال «من الطبيعي جداً التساؤل عن كيفية عقد اجتماع يدعي الانتماء للشارع السوري في حين نرى أن النظام السوري يؤمن له الحماية والتغطية الإعلامية ويعول عليه في بناء صورة حضارية حوارية وشرعية هو الاكثر افتقاداً لها».

وفي موسكو، أعلن وفد المعارضة السورية الذي يزور موسكو رفضه لأي تدخل خارجي في بلاده.

وطلب الوفد من روسيا الضغط على دمشق لوقف أعمال القمع.

وقال رئيس الوفد مؤسس مركز دمشق لدراسات حقوق الإنسان والمقيم في واشنطن رضوان زيادة، ان «روسيا يمكنها اللجوء الى سبل ضغط على النظام السوري لكي توصل اليه الرسالة بوضوح بأن هذا النوع من السلوك (القمع) غير مقبول».

والتقى الوفد موفد الكرملين الى افريقيا وكذلك رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الاتحاد الروسي ميخائيل مارغيلوف، وقال مارغيلوف «إن روسيا ليس لديها صديق آخر في سورية غير الشعب السوري»، داعياً الى وقف «كل أشكال العنف» والى اجراء مفاوضات سياسية.

وروسيا الحليف التقليدي للنظام السوري أوقفت حتى الآن في مجلس الامن الدولي كل مشروع قرار يدعو الى إدانة القمع في سورية، معتبرة أن مثل هذا النص يمكن ان يؤدي الى تدخل عسكري غربي كما حصل في ليبيا.

من جهتها، قالت بثينة شعبان إن حكومتها مستعدة لقبول الاصلاحات والتحول باتجاه الديمقراطية.

وأبلغت شعبان شبكة «سكاي نيوز» أنها «تريد التغيير لأن البلد خلاف ذلك سيكون في خطر، والجميع الآن في المعارضة أو الحكومة يدرك ذلك، وحقيقة ليس هناك من طريق آخر سوى الذهاب إلى الأمام».

إلى ذلك استدعي السفير السوري في لندن، سامي الخيمي، أمس، إلى وزارة الخارجية لتوضيح «حالات ترهيب من جانب دبلوماسي لسوريين مقيمين في بريطانيا أوردتها الصحافة». وقالت وزارة الخارجية في بيان إن «كل نشاط من هذا النوع يساوي انتهاكا واضحا للتصرف المقبول».

من جهته، قال الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي إكمال الدين إحسان أوغلو، خلال الاجتماع الـ38 لمجلس وزراء خارجية دول المنظمة، أمس، في العاصمة الكازاخية أستانة، ان المنظمة تتابع بقلق اضطرابات في بعض المدن السورية.

وأضاف «ندعو إلى حوار وطني في هذا البلد وتسريع وتيرة الإصلاحات التي أعلنتها الحكومة السورية من أجل وقف أعمال العنف والاشتباكات بين الشعب وقوات الأمن». وكان مجلس وزراء خارجية دول منظمة المؤتمر الإسلامي قرر في وقت سابق تغيير اسم المنظمة إلى منظمة التعاون الإسلامي واعتماد شعار جديد لها.

تويتر