الجيش يهاجم قرى وبلدات في جبل الزاوية

الأمن السوري يقتل 11 في حماة والدبابات تـطوّق المدينة

تظاهرة ضد نظام الأسد أمام السفارة السورية في القاهرة. أ.ب

طوّقت الدبابات السورية، أمس، مدينة حماة (وسط)، في تهديد لشن هجوم كبير على المدينة التي شهدت أكبر احتجاجات ضد حكم الرئيس بشار الأسد، فيما طالبت واشنطن دمشق بسحب قواتها من المدينة، وقتلت القوات السورية ومسلحين موالين للأسد، قتلوا 11 مدنياً في غارات أمنية استهدفت أحياء سكنية رئيسة في المدينة لقمع الاحتجاجات، أسفرت عن اعتقال نحو 300 شخص. في وقت هاجم فيه الجيش والعربات المدرعة قرى وبلدات في منطقة جبل الزاوية.

وقال رئيس المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن لوكالة «فرانس برس»: «إن 11 شخصاً قتلوا - 10 بنيران الأمن السوري وامرأة اغتيلت ثم رميت جثتها في نهر العاصي- واصيب اكثر من 35 آخرين بجروح».

وقال سكان وناشطون إن الدبابات السورية طوقت حماة، في تهديد لشن هجوم كبير على المدينة.

وقام مئات الشبان بسد الطرق المؤدية الى الأحياء السكنية الرئيسة في حماة، بحاويات للقمامة والأخشاب والألواح المعدنية، في محاولة لمنع تقدم محتمل للقوات. وذكر شهود ان السكان كانوا يكبرون من الشرفات وأسطح المنازل.

وقالوا إن الدبابات والعربات المدرعة تقدمت خلال الليل إلى أطراف المدينة، وشوهدت 30 قطعة قرب جسر علوي على طريق مؤدي إلى جهة الغرب.

ونظمت في حماة، التي شهدت حملة قمع دموية نفذها الرئيس الراحل حافظ الاسد، والد بشار قبل 30 عاماً، لسحق انتفاضة اسلامية، بعض من أكبر الاحتجاجات، وشهدت أسوأ أعمال عنف في الانتفاضة المستمرة منذ 14 أسبوعاً في سورية.

من جهته، قال رئيس المرصد السوري لحقوق الانسان، رامي عبدالرحمن، إن النظام السوري لا يتحمل الاحتجاجات السلمية الكبيرة، مؤكدا أن قراراً صدر بإخضاع حماة بطريقة أو بأخرى، بدءاً بالهجوم الذي يجري تنفيذه. وأشار ناشط حقوقي إلى ان الحلول الامنية التي تتبعها السلطات السورية لن تجدي، لان أهالي المدينة متحدون للدفاع عن مدينتهم «حتى الموت»، مضيفاً ان «أهالي حماة يرفضون السماح بدخول الجيش إلى مدينتهم، ويشددون على سلمية تحركهم».

وقال الناشط السوري، محمد عبدالله من منفاه في واشنطن، «الاسد قد ينتظر ليرى ما اذا كانت ستستمر احتجاجات واسعة النطاق في حماة. هو يعلم ان استخدام العدوان العسكري ضد تظاهرات سلمية في مكان رمزي مثل حماة سيفقده تأييد روسيا والصين».

وعارضت الدولتان قراراً ضد سورية طرحه الغرب على مجلس الامن الدولي، ما ساعد الرئيس السوري على تحمل العزلة الدولية المتصاعدة ضده.

وأضاف عبدالله ان استخدام الدبابات لمهاجمة حماة سيفقد الاسد «الصدقية تماماً»، وهو يسعى لفتح باب الحوار مع المعارضة. وذكر ان قوات الجيش والعربات المدرعة تهاجم بالفعل قرى وبلدات في منطقة جبل الزاوية الى الشمال من حماة، التي شهدت أيضاً احتجاجات كبيرة ضد حكم الاسد الممتد منذ 11 عاماً.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان، إن الجيش هاجم بلدة كفرنبل بالفعل في ساعة مبكرة من صباح أمس، ونشر دباباته على مفارق الطرق، من دون ان تقابل بطلقة رصاص واحدة من البلدة التي شهدت احتجاجات سلمية منذ بدء الانتفاضة.

وذكرت صحيفة الوطن السورية الموالية للسلطة، ان «وحدات الجيش بدأت عملية أمنية واسعة وسريعة في قرى ناحية كفرنبل التي تشكل المنطقة الجنوبية لجبل الزاوية». ونقلت الصحيفة عن مصادرقولها «إن وحدات الجيش أنهت أمس (الاثنين) تمشيط بلدتي كفرومة وحاس، اللتين تعتبران المعقل الرئيس للتنظيمات والمجموعات المسلحة في منطقة معرة النعمان».

تويتر