سلفا كير يتولى رئاسة الدولة الجديدة وسط احتفالات حاشدة واعتراف دولي واسع
جنوب السودان يعلن استقـلاله رسمياً
![](https://www.emaratalyoum.com/polopoly_fs/1.408891.1462722084!/image/image.jpg)
سلفا كير أحدث رئيس في العالم يرفع بيديه دستور جنوب السودان بعد أن وقعه باحتفال كبير في جوبا. أ.ف.ب
أعلن جنوب السودان استقلاله عن الشمال رسمياً، أمس، بعد أكثر من 50 عاما من الحرب بين المتمردين الجنوبيين وحكومات الخرطوم المتعاقبة ليصبح أحدث دولة في العالم وسط أجواء احتفالية بمشاركة دولية واسعة. فيما أنزل العلم السوداني ورفع علم الجنوب في العاصمة جوبا بحضور الرئيس السوداني عمر البشير، بالتزامن مع مسارعة دول العالم للاعتراف بالدولة الجديدة وتقديم الوعود بالمساعدات، في وقت رقص فيه عشرات الآلاف من مواطني جنوب السودان ورددوا الهتافات احتفالا بالاستقلال، فيما أدى سلفا كير ميارديت اليمين الدستورية كأول رئيس لدولة جنوب السودان.
وقرأ رئيس البرلمان السوداني الجنوبي جيمس واني ايغا إعلان الاستقلال امام العشرات من رؤساء الدول والشخصيات الدولية البارزة ووسط ابتهاج آلاف الجنوبيين الذين حضروا المراسم.
وقال «نحن ممثلي الشعب المنتخبين ديمقراطياً، وبناء على إرادة شعب جنوب السودان واستناداً الى نتيجة استفتاء تقرير المصير، نعلن جنوب السودان أمة مستقلة ذات سيادة». ومن ثم رفع العلم الوطني لجنوب السودان وسط تصفيق حاد ودموع وأناشيد.
البشير يطالب الغرب برفع العقوبات عن بلاده طالب الرئيس السوداني عمر البشير الرئيس الأميركي باراك أوباما والاتحاد الأوروبي برفع العقوبات المفروضة على الخرطوم وفتح صفحة جديدة من العلاقات بين البلدين. ودعا البشير، في كلمته التي ألقاها في جوبا عاصمة جنوب السودان، أمس، خلال الاحتفالات بإعلان قيام دولة جنوب السودان، المجتمع الدولي والاتحاد الاوروبي للوفاء بالتزاماته تجاه السودان ودولة جنوب السودان والعمل على الاعفاء من الديون والتعامل بالشفافية. وأكد أن نجاح الدولة الوليدة هو نجاح لبلاده. وشدد البشير على استعداد بلاده لدعم دولة جنوب السودان في إقامة مؤسساتها وتقديم الخبرات اللازمة لها في هذا الصدد. وقال ان العلاقات بين السودان ودولة جنوب السودان يجب أن تقوم على المنفعة المتبادلة والمصالح المشتركة واحترام كل طرف للآخر. وعبر البشير عن تقديره «للاشقاء والشركاء والاصدقاء لإسهاماتهم في تعزيز مسيرة اتفاقية السلام الشامل والوصول بها الى غاياتها». وأوضح ان «التحدي الماثل هو الحفاظ على أمن حدود الدولتين وتشكيل رؤية وتفاهم واع على الحزام الحدودي وان يسهم مواطنو الدولتين في الحدود عبر تبادل المنافع والمصالح في تقوية الامن». وأكد أن علاقات السودان الخارجية ستكون علاقات قائمة على الاحترام والمصالح المتبادلة والتعاون المشترك. جوبا ــ د.ب.أ السودان يخسر ربع مساحته خسر السودان، أمس، 25٪ من مساحته إثر انفصال الجنوب عنه وقيام «جمهورية جنوب السودان» المستقلة، وبذلك لم يعد هذا البلد اكبر أقطار القارة الافريقية كما تراجع الى المرتبة الثالثة من حيث المساحة بين البلاد العربية. وقال مدير مصلحة المساحة السودانية عبدالله الصادق إنه «بانفصال الجنوب فقد السودان 25٪ من مساحته حيث كانت مساحته سابقا 2.5 مليون كلم مربع وبعد الانفصال أصبحت 1.881 مليون كلم مربع». وأضاف «أن ثلاث دول كانت لدينا معها حدود لن يكون لنا معها حدود بعد التاسع من يوليو هي اوغندا وكينيا والكونغو الديمقراطية». وكانت وزارة الاعلام السودانية كشفت عن الخريطة الرسمية لدولة السودان بعد التاسع من يوليو وحددت حدوده بأنها تمتد من خط العرض 8.45 ش حتى خط العرض 23.8 ش، وبين خطي الطول 21.49 ق الى خط الطول 38.34 ق. وأصبحت حدود السودان مع ست دول بدلاً من تسع قبل انفصال الجنوب. والدول الحدودية معه الآن هي اريتريا واثيوبيا وافريقيا الوسطى وتشاد وليبيا ومصر. كما ان حدود السودان مع اثيوبيا تقلصت من 1605 كيلومترات الى 727 كلم أما حدوده مع افريقيا الوسطى فتراجعت من 1080 كلم الى 448 كلم. وبحسب الكتاب الصادر عن وزارة الاعلام فإن السودان صار ترتيبه الـ16 من حيث المساحة بين دول العالم والثاني في افريقيا خلف الجزائر والثالث عربياً خلف السعودية والجزائر. الخرطوم ــ أ.ف.ب الصادق يحمل خريطة السودان بعد انفصال الجنوب. أ.ب |
وجاء إعلان الاستقلال مؤكداً الطبيعة الديمقراطية والتعددية العرقية والدينية للدولة الجديدة، فضلاً عن التزامها بعلاقات ودية مع كل البلدان، «بما فيها جمهورية السودان»، بحسب إعلان رئيس البرلمان.
وأضاف ايغا أن جنوب السودان سيسعى «كأولوية استراتيجية» للانضمام الى الامم المتحدة، والاتحاد الافريقي، ومجموعة (ايغاد) لبلدان شرق إفريقيا وغيرها من المنظمات والمحافل الدولية.
وبعد ذلك وقع الزعيم الجنوبي سلفا كير الدستور الانتقالي وأدى يمين تولي الرئاسة كأول رئيس للدولة الجديدة، متعهدا بـ«دعم التنمية ورفاهية شعب جنوب السودان». وشارك عشرات القادة والمسؤولين الاجانب بينهم 30 رئيساً افريقياً والامين العام للامم المتحدة بان كي مون في احتفال اعلان الاستقلال.
وأعلن الرئيس الكيني مواي كيباكي، أول المتحدثين في الحفل، اعتراف بلاده «الكامل» بجنوب السودان.
وقال كيباكي متحدثا عن (ايغاد) ان اعلان استقلال جنوب السودان «خطوة مهمة في طريق السلام الدائم والاستقرار لجميع السودانيين».
كما اعترفت مصر ايضا رسميا بتأسيس جمهورية جنوب السودان مع توجه وزير الخارجية المصري محمد العرابي الى جوبا لحضور مراسم الاستقلال، بحسب وكالة انباء الشرق الاوسط الرسمية المصرية.
وفي واشنطن أعلن الرئيس الاميركي باراك أوباما اعتراف الولايات المتحدة رسميا بجمهورية جنوب السودان الجديدة.
وقال في بيان «أعلن بفخر زن الولايات المتحدة تعترف رسمياً بجمهورية جنوب السودان دولة تتمتع بالسيادة ومستقلة ابتداء من هذا اليوم، 9 يوليو 2011».
أما الخرطوم فقد اعترفت منذ الجمعة بجمهورية جنوب السودان على الرغم من بقاء بعض المسائل الأساسية التي تتطلب حلا بين الدولتين مثل وضع الولايات الحدودية المتنازع عليها.
وجاء في قرار الاعتراف السوداني أن الخرطوم تعترف بجمهورية جنوب السودان «دولة ذات سيادة وفقاً للحدود القائمة في الاول من يناير 1956» تاريخ الاستقلال، كما أعلنت التزامها «بتنفيذ اتفاق السلام الشامل (2005) وحل جميع القضايا العالقة مع الجنوب».
وفي لندن أعلن رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون اعتراف المملكة المتحدة رسميا بجمهورية جنوب السودان وتعيين سفير لها في جوبا. وقال كاميرون في بيان «إنه يوم تاريخي لجنوب السودان ولإفريقيا بأسرها». من جهته أعلن الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي اعتراف فرنسا بجمهورية جنوب السودان وعرض على كير إقامة علاقات دبلوماسية وتبادل للسفراء.
كذلك اعترفت المستشارة الالمانية انغيلا ميركل باستقلال جمهورية جنوب السودان واعتبرت أنه «يوم فرح وأمل كبير بالنسبة الى سكان جنوب السودان». واعترف الاتحاد الاوروبي ودوله الأعضاء بجمهورية جنوب السودان، معرباً عن دعمه للدولة الجديدة، ورحب بقرار السودان الاعتراف بها أيضا.
ووجه الرئيس الروسي ديمتري مدفيديف برقية تهنئة الى نظيره السوداني الجنوبي بعد اعلان استقلال جنوب السودان.
من جهتها املت الصين، وهي اكبر شريك تجاري للسودان واكبر مستثمر في صناعته النفطية، بأن يحترم الشمال والجنوب «حسن الجوار وأن يكونا شريكين وشقيقين الى الابد»، كما اعلن الموفد الخاص للرئيس هو جينتاو في الاحتفالات بالاستقلال.
وأعرب كي مون، الذي حضر الاحتفالات، عن ارتياحه لفتح «صفحة جديدة لجنوب السودان».
كذلك اعترفت بجنوب السودان كندا وتركيا وسويسرا وجنوب افريقيا واثيوبيا وكينيا.
وعمت عاصمة الدولة الجديدة جوبا مظاهر الفرح والابتهاج منذ مساء أول من أمس، حيث سار جنود ومدنيون بينهم مجموعات من النساء في وسط المدينة تحت وهج شمس حارقة وقد ارتدى بعضهم ملابس تقليدية فيما عبر البعض الآخر عن فرحته بالرقص على وقع الطبول.
وأضاءت ألعاب نارية سماء المكان فيما جاب السائقون شوارع جوبا رافعين أعلام جنوب السودان ومطلقين العنان لأبواق سياراتهم.
ويأتي إعلان الاستقلال نتيجة لاتفاق السلام الموقع في 2005 الذي مهد تحت ضغط الولايات المتحدة وبريطانيا خصوصاً، الطريق لإجراء الاستفتاء على استقلال جنوب السودان الذي نظم في يناير الماضي. وقد اختار 99٪ من الجنوبيين الانفصال عن الشمال في ذلك التصويت الذي جرى من دون تسجيل حوادث كبيرة.
وتبنى مجلس الامن الدولي، أول من أمس بالاجماع قرارا يقضي بإرسال قوة حفظ سلام الى جنوب السودان تضم 7000 جندي و900 مدني وخبير للاسهام في إعمار البلاد وإرساء الامن. وستحل القوات الجديدة مكان قوات الامم المتحدة في كامل السودان، لكن معظم هذه القوات توجد في الجنوب.
وأعرب مجلس الأمن الدولي ايضاً عن «قلقه الشديد إزاء الوضع الراهن في منطقة أبيي وازاء كل أعمال العنف التي ترتكب بحق المدنيين في انتهاك للقانون الإنساني الدولي والقانون المتعلق بحقوق الإنسان، بما في ذلك عمليات القتل وتهجير عدد كبير من المدنيين».
ويعتبر الوضع النهائي لأبيي أحد المواضيع الخلافية التي تتطلب حلاً بين الجانبين.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news