معتصمو التحرير والمحافظات المصرية يطالبون بتحقيق 9 مطالب
تواصلت، أمس، في ميدان التحرير في وسط العاصمة المصرية التظاهرة الحاشدة التي دعت إليها مختلف القوى السياسية والفكرية والدينية المصرية، والمعروفة بـ«جمعة الإصرار على تصحيح مسار الثورة»، إذ حددت حركة «شباب 6 أبريل» تسعة مطالب يتمسك المعتصمون بالميدان وبقية المحافظات المصرية بتحقيقها، فيما أدى اسامة هيكل، أمس، اليمين وزيراً للاعلام امام رئيس المجلس الاعلى للقوات المسلحة المشير محمد حسين طنطاوي.
ويحتشد الميدان منذ صباح أمس بنحو 100 ألف متظاهر من الشعب وأهالي شهداء ومصابي الثورة المصرية، وقد باتوا الليل تحت خيام نصبوها في الميدان، في اعتصام مفتوح حتى تتحقق بقية مطالب الثورة، وهي عقد محاكمات علنية للضالعين بقتل شهداء الثورة، وتطهير وزارة الداخلية ومختلف أجهزة الدولة من الفساد ورموز النظام المصري السابق.
وكانت حركة «شباب 6 أبريل»، وحزب الوسط ذو التوجّه الإسلامي قد أعلنتا، أول من أمس، الدخول في اعتصام مفتوح بالميدان، حتى تتحقق بقية مطالب الثورة، فيما رفضت جماعة الإخوان المسلمين وعدد من القوى السياسية والحزبية فكرة الاعتصام. وخلى الميدان والشوارع المحيطة من أي وجود أمني لليوم الثاني على التوالي، مع استمرار إغلاق الميدان أمام حركة المرور، وتواصل اللجان الشعبية من الشباب والفتيات ممارسة عملها بإجراء تفتيش ذاتي للراغبين في دخول الميدان والتدقيق في هوياتهم.
وفي موازاة ذلك، تواصل أعداد كبيرة من المتظاهرين في محافظات مصرية عدة اعتصاماً مفتوحاً، وقد بات بضعة آلاف من أهالي الاسكندرية ليلتهم تحت خيام نصبوها في محيط مسجد القائد إبراهيم وعلى شاطئ البحر، وكذلك أهالي شهداء ومصابي الثورة بمدينة السويس في شارع الأربعين الرئيس والشوارع المحيطة به.
ففي مدينة السويس خرج اكثر من 10 آلاف متظاهر الى الشوارع، وقال مراسل «فرانس برس» ان احد «البلطجية» اطلق عياراً نارياً خلال التظاهرة أدى الى إصابة شخص وإشاعة حالة من الهلع بين المتظاهرين قبل إلقاء القبض عليه وتسليمه الى عناصر الأمن.
وفي الاسماعيلية، هتف آلاف المتظاهرين «اسقط اسقط يا طنطاوي»، في اشارة الى وزير الدفاع المشير طنطاوي، رافعين شعارات تطالب بوقف محاكمة المدنيين امام المحاكم العسكرية.
ومن أمام مستشفى شرم الشيخ، حيث يرقد مبارك هتف مئات المتظاهرين «يا مبارك غور غور خلي شرم تشوف النور»، مطالبين بالإسراع في محاكمته.
وأوضح الناطق باسم «6 أبريل»، محمد عادل، في تصريح لموقع صحيفة «الأهرام» على الانترنت، أن المطالب هي إجراء محاكمات علنية وعادلة وناجزة للرئيس السابق حسني مبارك وكل رجاله، والقصاص من الضباط المتورطين في قتل المتظاهرين بمحاكمات عاجلة عادلة علنية، وتطهير وزارة الداخلية من رجال وزير الداخلية الأسبق حبيب العادلي، والمتورطين في ارتكاب جرائم التعذيب في مختلف أقسام الشرطة. وأضاف عادل أن المعتصمين يطالبون بتطهير حكومة عصام شرف من الوزراء المنتمين للحزب الوطني المنحل، وتطهير كل مؤسسات الدولة من بقايا النظام السابق، وعلى رأسها مؤسسات القضاء والإعلام والصحة والتعليم، ووضع حد أدنى عادل للأجور، وإقرار قانون ربط الأجور بالأسعار، ووضع ميزانية عاجلة لرفع المعاشات للمتقاعدين، وإلغاء قانون منع التظاهر والإضراب، وإلغاء تحويل المدنيين إلى المحاكمات العسكرية.
يأتي ذلك في وقت أمر المدعي العام في الاسكندرية بالقبض على 12 ضابطاً في الشرطة بتهمة التعذيب والقتل بحق مشتبه فيه في حادث تفجير كنيسة القديسين ليلة رأس السنة اوقع 21 قتيلاً، فيما أفاد مصدر قضائي بأن النائب العام المصري قرر، أمس، تمديد حجز الاسرائيلي إيلان غرابيل المتهم بالتجسس لحساب إسرائيل.
من ناحية أخرى، أدى اسامة هيكل اليمين وزيراً للاعلام، وكان هذا المنصب موضع جدل بعد ان تم تجميد وزارة الاعلام في التعديل الحكومي في 22 فبراير الماضي بعد ايام من تنحية الرئيس السابق. وذكرت وكالة الشرق الاوسط نقلا عن هيكل انه تلقى توجيهات من طنطاوي «بإعادة الثقة مجدداً للاعلام المصري وعلى سرعة حل المشكلات داخل قطاع الاعلام، مع ضرورة وجود كتيبة إعلامية محترمة تؤدي دورها بمنتهى الكفاءة والحرية». وكان هيكل يتولى رئاسة تحرير صحيفة الوفد الناطقة باسم حزب الوفد، بعد ان عمل فيها مراسلاً عسكرياً لمدة 18 عاماً، إضافة الى عمله محرراً لشؤون رئاسة الجمهورية.