المهدي يدعوها إلى مواجهة استحقاقات الديمقراطية.. وعرمان متفائل بالعودة قريباً إلى الوحدة
إسرائيل تعترف بدولة جنوب السودان وتتعهـــد بدعمها
أعلن رئيس الوزراء الاسرائيلي بينامين نتنياهو في بيان أن الحكومة الإسرائيلية اعترفت أمس، بجنوب السودان الذي اعلن أول من أمس، استقلاله متمنية للبلد الجديد «النجاح والتوفيق». وقال بيان رئاسة الوزراء الاسرائيلية «بالأمس ولدت دولة جديدة جنوب السودان، أنا اعلن هنا ان اسرائيل تعترف بجمهورية جنوب السودان»، مضيفاً «ونتمنى لها النجاح والتوفيق كبلد ساعٍ للسلام». وأضاف البيان ان اسرائيل «تتطلع للعمل مع جنوب السودان».
وكانت علاقات اسرائيل ودية مع الجيش الشعبي لتحرير السودان، الحركة المتمردة السابقة التي قادت جنوب السودان نحو الاستقلال. ويتردد على نطاق واسع ان الدولة اليهودية قدمت اسلحة الى الجيش الشعبي خلال حربه التي استمرت 22 عاماً، ضد نظام الخرطوم وإن لم يقر أي جانب ذلك علناً.
من جهتها، أعلنت وكالة (اسرا ايد) التي تتألف من منظمات اغاثة اسرائيلية ومنظمات اهلية يهودية أمس، عن ارسالها على الفور مساعدات انسانية لجنوب السودان «بالنيابة عن الشعب الاسرائيلي واليهودي كبادرة حسن نوايا بين الشعبين». وتقول وسائل إعلام إن العديد من الخبراء الاسرائيليين موجودون في جنوب السودان، لاسيما في قطاع الزراعة. وقد وفرت اسرائيل ملجأ لآلاف اللاجئين السودانيين، بينهم المئات من جنوب السودان، حيث يجري الاحتفال باستقلال الجنوب الاحد في تل ابيب، التي تضم معظم السودانيين الذين استقروا في اسرائيل.
على صعيد متصل، هنأ الرئيس الصيني هو جين تاو جنوب السودان على استقلاله ووعد بإقامة علاقات قوية بين البلدين مع سعي الصين للحفاظ على امكانية وصولها الى امدادات النفط السودانية. والصين من بين المشترين الرئيسين للنفط الخام السوداني وتحرص على ضمان الا يؤدي تقسيم السودان الى دولتين الى نشوب قتال قد يعطل الامدادات، ويلحق الضرر بوضع بكين على جانبي الحدود الجديدة.
وقال هو للرئيس سلفاكير في اتصال هاتفي «على الرغم من آلاف الاميال التي تفصل بين الصين وجمهورية جنوب السودان فإن الشعبين تربطهما صداقة تقليدية عميقة ورغبة مشتركة في تعزيز العلاقات الودية». ونقل بيان نشرته وزارة الخارجية الصينية على موقعها على الانترنت في ساعة متأخرة من الليلة قبل الماضية، ان «إقامة الصين علاقات دبلوماسية مع جنوب السودان فتحت فصلاً جديداً في العلاقات بين البلدين». وأضاف هو ان الصين مستعدة «لاقامة علاقات ودية وتعاونية مستقرة بعيدة الامد مع جنوب السودان لمصلحة شعبي البلدين».
ونقل عن القنصل العام الصيني في جوبا قوله في عدد أول من امس، من صحيفة الشعب الناطقة بلسان الحزب الشيوعي الصيني، إن الصين «صديقة للشعب في كل من شمال وجنوب السودان». وأضاف انه مع وجود ثلاثة ارباع نفط السودان الموحد في الجنوب، فإن التعاون في هذا المجال سيكون جزءاً مهماً من «العلاقة المفيدة للجانبين».
على صعيد متصل، قال زعيم حزب الأمة المعارض الإمام الصادق المهدي إن «استحقاقات مفصلية تنتظر الدولة الوليدة أبرزها صراعات دامية يقودها متمردون على حكومة الجنوب». وأضاف المهدي لـ «الإمارات اليوم» بجوبا: «التحدي الديمقراطي لجمهورية جنوب السودان سيخضع لاختبار حقيقي يستدعي تشكيل حكومة ذات قاعدة عريضة يشارك فيها كل معارضي حكومة سلفاكير بمن فيهم من حملوا السلاح في وجهها»، وأضاف «التوافق على حكومة ذات قاعدة عريضة يسهم في نزع فتيل الازمات ويحقق استقراراً يعين الدولة الوليدة على التفرغ لبناء دولة تفتقر لأبسط مقومات البنية التحتية، والخدمات».
وجدد المهدي دعوته إلى حكومتي الجنوب والشمال إلى الشروع في التفاوض للاتفاق على ميثاق توأمة بين الدولتين يسهم في تعزيز العلاقات الثقافية والاقتصادية والسياسية. ورأى المهدي أن انفصال جنوب السودان لم يكن انفصال شعوب ووجدان وثقافة قدر ما كان انفصال حدود.
من ناحيته، قال الأمين العام للحركة الشعبية بالشمال ياسر عرمان لـ«الإمارات اليوم» «علاقة جمهورية جنوب السودان مع شمال السودان تستند الى ارث راسخ للعلاقات بين شعوب السودان المختلفة، ومصالح فعلية لا يمكن تجاوزها، وحدود الجنوب ستكون على طول (4000) كلم مع كل البلدان ونحو (2000) مع الشمال، إضافة إلى نحو ستة ملايين من الرعاة على حزام التمازج بين الشمال والجنوب»، وتوقع عرمان أن تأتي في وقت قريب اجيال تعمل على توحيد السودان على اساس اتحاد بين دولتين او كونفدرالية بين عدد من الدول في المنطقة.
من ناحيته، قال القيادي الجنوبي بالمؤتمر الوطني الحاكم في الشمال الاب قوبريال روريج: «أقول للشعب السوداني مبروك، والسودانيون في الجنوب والشمال (توأم) يختلفان في الطباع ويتشابهان في بعض الملامح والمعالم، ووالدهما واحد هو (السودان)، وناشد حكومة الجنوب بالتوجه لتنمية الوطن الجديد والعمل على رفاه شعبه، داعياً إلى قيام علاقات جيدة بين الدولتين في الجنوب والشمال، معتبراً الانفصال سياسياً وليس اجتماعياً، مبيناً أن عناصر وعوامل عدة تجمع الشعبين، ويوجد جنوبيون متزوجون من الشمال وشماليون متزوجون من الجنوب، ولذلك لابد ان تستمر تلك العلاقات الاجتماعية».
في الإطار ذاته، قال النائب السوداني الجنوبي جوليوس مويلينغ إن «الاستقلال شيء، والمضي للأمام معاً نحو بلد فاعل شيء آخر».
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news