معتصمون يصرون على البقاء في التحرير.. واشتباك بين الجيش ومحتجين قطعوا طريقاً في السويس

مصر: «العسكري» يلوح باستفتاء على تصرفات الثوار

مصريون معتصمون في ميدان التحرير. أ.ف.ب

تصاعدت التجاذبات بين الجيش وشباب الثورة في مصر أمس، وفيما تواصل اعتصام للثوار في ميدان التحرير لليوم الثاني، اشتبك الجيش مع محتجين قطعوا طريق السويس - العين السخنة، دعا عضو في المجلس الأعلى للقوات المسلحة المصرية إلى إجراء استفتاء سريع بين أفراد الشعب المصري، من خلال القنوات الإخبارية لمعرفة مدى موافقتهم على تصرفات شباب الثورة وتحديداً لجهة إغلاق مجمع التحرير ومنع موظفيه من أداء عملهم داخله. وانتقد اللواء طارق مهدي خلال مداخلة هاتفية مع قناة «النيل للأخبار» المصرية ظهر أمس، تعطيل العمل بمرافق الدولة، مؤكداً أن ذلك ليس له مبرر «خصوصاً أن مصر تحتاج إلى العمل والإنتاج للخروج من الأزمة الاقتصادية.. كما أن هذه التصرفات لا تدل على احترام الرأي الآخر». ودعا مهدي المتظاهرين إلى منح الحكومة الوقت الكافي لتحقيق بقية مطالب الثورة بالتدريج، مشيراً إلى أن خمسة أشهر من عمر أي ثورة هو عمر قصير جداً على تحقيق الأهداف «وتاريخ الثورات وتحديداً ثورة يوليو 1952 استغرقت فترة زمنية لتحقيق أهدافها». وأضاف ان وعود رئيس الوزراء الدكتور عصام شرف، التي تلاها في بيانه إلى الشعب أمس، تحتاج مزيداً من الوقت لتحقيقها «ودماء الشهداء غالية جداً، ولن يُضيعها أحد من المسؤولين».

من جهة أخرى، يواصل محتجون قضوا ليلتهم الثانية في ميدان التحرير في وسط القاهرة، اعتصامهم في هذا الميدان على الرغم من سلسة القرارت الاصلاحية التي اصدرها رئيس الوزراء المصري عصام شرف أول من أمس، لاحتواء هذه الاحتجاجات. وأوقف مئات المتظاهرين صباح أمس، حركة المرور حول الميدان مركز التظاهرات التي اطاحت بالرئيس السابق محمد حسني مبارك في فبراير الماضي، بعد ان قضوا ليلتهم فيه رغم التشديد. كما اعتصم فريق منهم في صف طويل امام مجمع التحرير، احد اكبر الدوائر الحكومية في القاهرة، واقنوا العديد من موظفيه بالإضراب عن العمل. وقالت الناشطة الحقوقية غادة شهبندر، التي تشارك في الاحتجاجات منذ بداية انطلاقها في يناير الماضي «اقنعنا العديد من الموظفين بعدم الذهاب الى عملهم». ويعتصم آلاف المتظاهرين في ميدان التحرير منذ الجمعة الماضية بعد تظاهرات واسعة في سائر أنحاء البلاد للضغط على المجلس العسكري الحاكم للوفاء بما وعد به من اصلاحات.

وفي مدينة السويس شرق القاهرة قال معتصمون إن قوات من الجيش حاولت بالقوة فتح طريق سريع يغلقونه منذ ساعات للمطالبة بسرعة محاكمة ضباط شرطة متهمين بقتل متظاهرين خلال الانتفاضة التي أسقطت مبارك. وقال معتصم ان «قوات الجيش ضربت المحتجين بالعصي أمام ميناء الادبية على طريق السويس-السخنة وإن المعتصمين رشقوا القوات بالحجارة». وأضاف «قوات الجيش تمكنت لنحو 10 دقائق من فتح الطريق وتصادمت بضع سيارات بسبب حالة الارتباك»، وتابع أن النشطاء أغلقوا الطريق مرة أخرى. وكان العمل توقف تماما أمس، في ميناء السويس بعد ان اغلق المحتجون طريق مرور الحافلات بحسب مسؤول في الميناء. وأوضح شاهد عيان ان «مئات المتظاهرين بمدينة السويس قطعوا فجر أمس، طريق السخنة ومنعوا مرور الحافلات التي تنقل عمال الشركات والمصانع إلى مصانعهم، ما تسبب في شلل حركة المرور وتكدس مئات السيارات». وأشار الى انهم «توجهوا ايضا إلى المجرى الملاحي لقناة السويس في محاولة لتعطيل حركة الملاحة عن طريق اقتحام مكتب الإرشاد ومنع دخول مرشدي السفن إلى داخله إلا انهم تراجعوا، وقرروا الاعتصام أمام المجرى». وذكر موقع صحيفة «الأهرام» المصرية على الإنترنت، أن قيادة الجيش الثالث أرسلت عدداً من المدرعات والسيارات المصفحة بمحاولة لتهدئة المتظاهرين وفتح الطريق التي قطعت باستخدام الأشجار المقطوعة. وكان أهالي شهداء ومصابي الثورة المصرية ومعهم بضعة آلاف من المحتجين قاموا يوم الثلاثاء الماضي بقطع طريق السويس- القاهرة وأشعلوا النار في إطارات السيارات احتجاجاً على قرار محكمة جنايات السويس بالإفراج المؤقت عن سبعة ضباط يواجهون تهمة القتل العمد لمتظاهرين بمحافظة السويس، خلال أحداث الثورة المصرية التي اندلعت في الـ25 من يناير الماضي.

تويتر