محتجون يهاجمون سفارات أميركا وفرنسا وقطر في دمشق
أطلق حراس السفارتين الأميركية والفرنسية النار والقنابل المسيلة للدموع باتجاه متظاهرين سوريين، حاولوا اقتحام مبنى السفارة الفرنسية، احتجاجاً على زيارة السفيرين إلى مدينة حماة، واعتبارها تدخلاً في الشؤون السورية ومساعدة المتظاهرين، كما هاجم محتجون السفارة القطرية. فيما دهمت القوات السورية، أمس، مدينة حمص ثالث أكبر المدن السورية وقتلت مدنياً وأصابت ،20 خلال أعنف مداهمات للمدينة منذ نشر قوات الجيش هناك قبل شهرين، لسحق المعارضة للرئيس بشار الأسد. كما دهمت قوات الأمن مدينة حماة، ونفذت عمليات اعتقال من منزل لمنزل وسط إطلاق نار. وقال دبلوماسيون في العاصمة السورية إن حرس السفارة الفرنسية في دمشق أطلقوا ذخيرة حية، لتفرقة مؤيدين للأسد حاولوا اقتحام مجمع السفارة. وأضافوا أن مؤيدين للاسد اقتحموا أيضا السفارة الأميركية ولكنهم غادروها في ما بعد. وذكر مسؤول في السفارة الأميركية أن رد السلطات السورية كان «بطيئا وغير كاف».
جاء ذلك بعد ثلاثة أيام من زيارة سفيري الولايات المتحدة روبرت فورد وفرنسا إريك شوفالييه مدينة حماة، في استعراض غير مسبوق لدعم المتظاهرين المطالبين بالديمقراطية ومساعدة المتظاهرين.
وقال شهود عيان إن «عشرات الشباب السوريين اعتصموا أمام مبنى السفارة الفرنسية، وحاول احدهم تسلق سورها ما دفع قوات حمايتها لإطلاق النار من داخلها، ما أسهم في حصول تدافع بين المعتصمين أدى الى جرح اثنين منهم.
وأطلق حرس السفارة الأميركية قنابل مسيلة للدموع، بعد محاولة محتجين سوريين اقتحام مبناها، وقال مصدر دبلوماسي في السفارة إن الحراس أطلقوا قنابل مسيلة للدموع، بعد محاولة محتجين سوريين الدخول إلى المبنى. وأضاف أن عشرات الشباب رموا الحجارة على مبنى السفارة، ما أدى إلى تحطيم الزجاج». وهاجم محتجون أيضا مبنى السفارة القطرية في دمشق، وقاموا بتحطيم الزجاج الخارجي للمبنى، وحضرت قوات الأمن سورية لإبعادهم.
ودانت وزارة الخارجية الأميركية سورية رسمياً، متهمة اياها بالامتناع عن حماية مجمع السفارة الاميركية في دمشق من الهجوم الذي قالت انه تم بتشجيع من تلفزيون مؤيد للحكومة السورية.
وقال متحدث باسم الوزارة في بيان «قامت محطة تلفزيون متأثرة بشدة بالسلطات السورية بالتشجيع على هذا الاحتجاج العنيف».
وفي باريس، اعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية برنار فاليرو ان ثلاثة عناصر امن في السفارة الفرنسية في دمشق اصيبوا بجروح، إثر هجوم متظاهرين موالين للنظام السوري على مقر السفارة وتم تدمير سيارة السفير.
من ناحية أخرى، قال المرصد السوري لحقوق الانسان إن عربات مدرعة اطلقت نيران مدافعها الآلية على احياء كثيفة السكان في حمص، وتم اعتقال اشخاص عديدين. وجاءت الهجمات المدعومة بعربات مدرعة ودبابات على حمص مسقط رأس اسماء الأسد زوجة الرئيس السوري، بعد يوم واحد من عقد السلطات مؤتمرا «للحوار الوطني» قاطعته المعارضة التي وصفته بأنه يفتقد الصدقية.
وقال احد سكان باب السباع في حمص إن «الغارات العسكرية والاعتقالات من منزل لمنزل أصبحت امرا روتينيا بعد الاحتجاجات، ولكن هذه المرة لم يكفوا عن إطلاق النار طوال الليل، أول من أمس، في الأحياء الرئيسة».
وأضاف أنه تم تنفيذ عمليات اعتقال واسعة، في صفوف المواطنين.
وفي مدينة حماة، قال نشطاء إن قوات الأمن نفذت عمليات اعتقال، وسمع صوت إطلاق نار، ولكن لم ترد انباء فورية عن سقوط ضحايا، وسمع صوت اطلاق النار عبر حماة مع مواصلة قوات الأمن والمسلحين الموالين للاسد الغارات على المدينة، بعد قتل ما يصل إلى 30 شخصا الأسبوع الماضي.
وفي طهران، بحث وزير الخارجية الإيرانية علي أكبر صالحي مع نظيره التركي أحمد داوود أوغلو، أمس، الوضع في المنطقة بما في ذلك الوضع في سورية.
وقال صالحي في مؤتمر صحافي مشترك مع داوود اوغلو إن التطورات التي تشهدها المنطقة «ستترك تأثيراتها في العالم برمته». وأضاف أن البلدين يواصلان مشاوراتهما حول هذا الموضوع، ويراقبان هذه التطورات لحرصهما على السلام والاستقرار في المنطقة.
بدوره أعرب الوزير التركي عن أمله بأن «تثمر هذه التغييرات والتطورات الاستقرار والتنمية في المنطقة، وتلبي الرغبات المشروعة للشعوب الرامية الى اهتمام الحكام بتحقيق الإصلاحات في هذه البلدان». وأعلن معارضة بلاده «أي خطوة تتعارض مع حقوق الإنسان، ورغبات الشعوب».
من جهته، وصف السفير السوري في طهران حامد حسين موقف الحكومة التركية من الأحداث في بلاده، بأنه غير «واضح ومثير للشكوك» . وقال حسين لوكالة «مهر» شبه الرسمية إن «الموقف التركي أدهش الجانب السوري، وإن تصريحات قادة تركيا أثارت استغراب القيادة السورية». وأضاف أن الشعب السوري لا يرى أي مبرر لتنظيم مؤتمرات للمعارضة السورية في تركيا، في إشارة الى مؤتمر المعارضة الذي نظم الشهر الماضي في أنطاليا.