السبسي يرفض انتقادات بشأن تعيين دبلوماسي عمل في إسرائيل

السبسي خلال كلمته أمام هيئة تحقيق أهداف الثورة. رويترز

رفض رئيس الحكومة التونسية المؤقتة الباجي قائد السبسي، أمس، الانتقادات الموجهة له على خلفية تعيينه قبل نحو أسبوع دبلوماسياً تونسياً عمل سابقا في تل أبيب، فيما قال إنه واثق بأن بقية الثورات العربية ستنجح، وأن الشعوب العربية المقموعة ستستعيد مصيرها بأيديها، بينما أقدم شاب تونسي على إضرام النار بجسده بمدينة حاجب العيون من محافظة القيروان، وذلك في حادثة على طريقة البوعزيزي هي الخامسة من نوعها التي تشهدها المدينة منذ ثورة 14 يناير، التي أطاحات نظام الرئيس السابق زين العابدين بن علي.

ودافع السبسي في كلمة ألقاها، أمس، أمام أعضاء الهيئة العليا لتحقيق أهداف الثورة والإصلاح السياسي والانتقال الديمقراطي، عن قراره المتعلق بتعيين الدبلوماسي التونسي خميس الجهيناوي مساعدا لوزير الخارجية رغم الانتقادات الموجهة لهذا الدبلوماسي الذي ترأس مكتب تونس في تل أبيب، الذي بدأ العمل في عام ،1996 قبل أن يتم إغلاقه في عام .2000

وقال السبسي إن «الجهيناوي موظف دولة، وقد تم تعيينه في المنصب المذكور، ولا يمكنه رفض التعيين، كما أن التعيين يندرج في سياق الحكومة في ذلك الوقت، وبالتالي لا أرى في ذلك أي شيء».

وكانت تونس وإسرائيل قد اتفقتا في 22 يناير من عام 1996 على إقامة تبادل للتمثيل الدبلوماسي، بفتح مكتبين لرعاية المصالح، وذلك في أعقاب لقاء جمع في واشنطن بين الحبيب بن يحيى وزير خارجية تونس، ونظيره الإسرائيلي في ذلك الوقت إيهود باراك، بحضور وزير الخارجية الأميركي وارين كريستوفر.

وبررت تونس قرارها، في ذلك الوقت، بأنه يندرج في إطار دعم دورها في مسيرة السلام، وفي تركيز السلطة الفلسطينية، ولذلك قررت أيضا فتح مكتب لها في مدينة غزة.

ولم يتردد السبسي في القول ردا على الانتقادات الموجهة له «هذا أمر غير مقبول، والمـسألة لا تـتعلق بمـوقف هذا الموظف بل تهم سياسة دولة، ثم إن الحكومة المؤقتة قد استمعت إلى الرأي المعارض، وعليكم محاسبة الحكومة وليس صغار الموظفين».

وقد أثار دفاع السبسي عن الدبلوماسي التونسي المتهم بالتطبيع مع إسرائيل، حفيظة عدد من أعضاء الهيئة الذين انسحبوا من قاعة الاجتماع.

من جهة أخرى، اعتبر السبسي أن الاختلاف «لا ينبغي أن يفضي إلى مغادرة أي طرف من الهيئة العليا، لتحقيق أهداف الثورة والإصلاح السياسي والانتقال الديمقراطي، باعتبار حساسية المرحلة في تونس التي تشهد إنفلاتا أمنيا واقتصاديا وإعلاميا»، وذلك في إشارة إلى انسحاب حركة النهضة الإسلامية من الهيئة المذكورة.

وأكد، في هذا السياق، ضرورة مشاركة مختلف الأحزاب في عملية الانتقال الديمقراطي، والإسهام بآرائها وأفكارها وتصوراتها، خدمة لمصلحة تونس وشعبها.

وانتقد السبسي تجاهل القادة العرب لنجاح ثورة تونس، وقال إن قطر والامارات والكويت فقط هنأت تونس بثورتها. وأضاف «هم محرجون من نجاح الثورة التونسية، شعوبهم الان تعاني ما كان يحصل في تونس في الماضي، لكن الامور ستتغير».

وقال ان تونس لا يمكنها ان تتدخل في النزاع الليبي رغم طلب الثوار وممثلين عن حكومة القذافي، وفسر ذلك بأن تونس لديها ما يكفي من مشكلاتها الخاصة لتحلها. وقال ان الوضع الاقتصادي في تونس اصبح كارثيا بعد ان وصل النمو الاقتصادي خلال النصف الاول من العام صفر٪.

وأضاف «هذه أصعب فترة في تاريخ تونس منذ الاستقلال والحكومة ليست لديها عصا سحرية لحل كل المشكلات». وطالب بإنهاء كل الاعتصامات والاضرابات التي تشل الاقتصاد ودعا الاحزاب السياسية الى العمل معا لمصلحة تونس اقتصاديا وأمنيا وسياسيا.

تويتر