أعضاء في «الشيوخ» الأميركي يطالبون أوباما بتعيين سفير في بنغازي
اشتباكات عنيفة غرب ليبيا.. والــثوار يستعدّون للسيطرة على البريقة
اندلعت اشتباكات عنيفة بين المعارضين وقوات الزعيم الليبي معمر القذافي، أمس، في بلدة بئر الغنم في الجبل الغربي بليبيا، في الوقت الذي يسعى فيه المعارضون الى التقدم صوب طرابلس، فيما يستعد الثوار، المتحمسون بالاعتراف الدولي الذي حصلت عليه الهيئة التي تمثلهم سياسياً، للهجوم على البريقة والتقدم على الجبهة الشرقية بالسيطرة على مدينة البريقة النفطية، بعد نجاح اختراقهم الليلة قبل الماضية، وفي وقت أعلنت كندا انها لا تملك الافراج عن أرصدة ليبية مجمدة كي تساعد على تمويل المعارضة المسلحة، طالب أعضاء في مجلس الشيوخ الاميركي الرئيس باراك أوباما بتعيين سفير في بنغازي.
وتفصيلاً، تسيطر المعارضة على المناطق المرتفعة على أطراف بئر الغنم، وهو أقرب موقع لهم من العاصمة طرابلس التي تبعد 80 كيلومتراً.
وقال أحد المعارضين، ويدعى أحمد في بئر عياد، إن قافلة من نحو 15 مركبة من قوات القذافي حاولت الوصول الى بئر الغنم إلا أن المعارضين فتحوا النيران عليها، وتراجعت القافلة بعد نحو ساعة من اطلاق النيران.
في السياق ذاته، صرح الناطق باسم الثوار في بنغازي، محمد الزاوي، الليلة قبل الماضية، بأن وحدة استكشاف من 50 ثائراً دخلت مدينة البريقة من شمالها، قبل أن تنسحب قبيل منتصف الليلة قبل الماضية.
ونظراً لصعوبة القتال في ميدان صحراوي، اعتبر الزاوي ان مقاتلي الطرفين حفروا خنادق لقضاء الليل، و«سنتمكن من السيطرة على البريقة».
وتحقق هذا الاختراق في عمق الاراضي التي يسيطر عليها نحو 3000 عنصر من قوات العقيد معمر القذافي، بعد نحو 32 ساعة من بدء الهجوم الذي شنه الثوار على ثلاثة محاور لاستعادة البريقة.
وفي حين باتت أكثر مواقع الثوار تقدما على بعد أربعة كيلومترات من وسط المدينة، اصطدمت وحدة ثانية من الثوار شرقا بمقاومة شديدة على بعد ما بين 10 و20 كلم من المدينة. وقال المتحدث إن «القسم الاكبر من قوات القذافي متمركز على ما يبدو في وسط المدينة».
لكن في جنوب البريقة، حيث حقق الثوار تقدماً كلفهم خسائر فادحة في الارواح، دحرهم الجيش النظامي بقوة.
كما تعين على الثوار ايضا ازالة اكثر من 100 لغم زرعت في محيط المدينة لتهيئة الميدان أمام المدفعية الثقيلة.
وسقط ما لا يقل عن 10 ثوار و172 جريحا في هذا الهجوم على البريقة، أصيب معظمهم بألغام، خلافاً للمعارك السابقة حيث كانت المدفعية الثقيلة تخلف العدد الاكبر من الخسائر، حسب مصادر طبية.
وقال الطبيب أحمد ديناري في مستشفى اجدابيا: «وصل خمسة جرحى جدد (أمس) اصيبوا جميعاً بألغام».
وروى الجريح علي صالح (19 سنة)، من على سريره، كيف اصيب في ركبته عندما انفجر لغم لدى مرور مدرعته وسط رتل الثوار المركزي صباحاً. وأوضح «كنا قرب البريقة عندما تلقينا الامر من الحلف الاطلسي بالانسحاب، فتراجعنا لكن مدرعتنا داست لغماً دمر مجنزراتها».
من جانبه، أعلن الحلف الاطلسي انه دمر، أول من أمس، 14 هدفا عسكريا لقوات القذافي في قصف جوي على تلك المدينة.
وأعلن الثوار الخميس الماضي أنهم تجاوزوا نصف المسافة، 40 كلم بين البريقة ومحور طرق اجدابيا المهم، حيث كانوا يصطدمون بمقاومة منذ اسابيع، وانهم سيطروا على آلية عسكرية تابعة للجيش النظامي.
من ناحية أخرى، طالب اربعة اعضاء في مجلس الشيوخ الاميركي، أوباما، بتعيين سفير في بنغازي، مركز المجلس الوطني الانتقالي، الذي اعترفت به واشنطن «السلطة الحكومية الشرعية» في ليبيا.
وحض السيناتورات الجمهوريون، جون ماكين، وليندسي غراهام، وماركو روبيو، وزميلهم المستقل جو ليبرمان، ادارة اوباما على تعزيز «الوجود الدبلوماسي الاميركي» في بنغازي، وتعيين سفير اميركي لدى الثوار. وطالبوا ايضاً الادارة بمنح ممثلي المجلس الانتقالي في واشنطن ونيويورك كل «الحقوق والامتيازات الدبلوماسية».
وصرح وزير الخارجية الكندي جون بيرد، بأن أي محاولة من جانب واحد للافراج عن الاموال المجمدة للحكومة الليبية قد تصطدم بقيود قانونية معقدة وقد تتعارض مع عقوبات الامم المتحدة، ما يجعلها عاجزة عن اتخاذ إجراءات من جانبها.
وقال للصحافيين عبر الهاتف: «نعتقد ان المبلغ الاكبر الذي تم تجميده في كندا يخضع لعقوبات مجلس الامن التابع للامم المتحدة، لذا فإن سلطاتنا القانونية التي يخولها لنا القانون الكندي تقضي بانه ليس بمقدورنا الافراج عنه لهم (المجلس الانتقالي) أو للغير، ولا يتأتى ذلك الا اذا رفع مجلس الامن هذا التجميد او اتخذ قرارا اخر في هذا الشأن».
ولم يوضح بيرد حجم الاموال المجمدة في مصارف كندا، سواء داخل البلاد او في أفرع في الخارج، إلا انه قال إنها أموال «ضخمة».
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news