المعلم: على أوروبا تغيير سيـاستها تجاه دمشق لإعادتها إلى الخريطة
رهن وزير الخارجية السوري وليد المعلم، أمس، ما سماه «إعادة أوروبا إلى الخريطة»، بتراجع الأوروبيين عن سياستهم حيال سورية، ودعا الى «إغلاق الأبواب أمام التدخلات الخارجية، أياً كان مصدرها».
فيما اعتقلت السلطات السورية المعارض البارز زعيم حزب الشعب الديمقراطي جورج صبرا، ومحامياً من منزليهما.
وقال المعلم في ندوة حوارية بجامعة دمشق: «إذا أراد الأوروبيون العودة الى الخريطة، فعليهم التراجع عن سياستهم حيال سورية». وأضاف أن الاوروبيين «ينتهجون سياسة فتح ونبش الملفات لكي يصطادوا موقفاً ضد سورية، لكن حتى الآن لم يفلحوا، فلجئوا الى محيطهم الغربي لفرض عقوبات على سورية، وكذلك فعلت الولايات المتحدة الأميركية».
وأكد أن «الأبعاد السياسية للأزمة الراهنة في بلدنا تشير بقوة الى خطورتها من حيث التدخلات الخارجية التي بوشر بها والمحتملة ايضاً». وانتقد التدخل الأميركي في الاحداث التي تشهدها سورية، من خلال تصريحات المسؤولين الأميركيين، وزيارة السفيرين الأميركي روبرت فورد والفرنسي إريك شوفالييه إلى مدينة حماة. وقال «نحن نعلم بأن السياسة الأميركية تصنع من قبل إسرائيل، وتنفذ من قبل الولايات المتحدة». وحذر المعلم فورد وشوفالييه من التجول خارج دمشق من دون اذن رسمي.
وكان المعلم قال في 20 يونيو الماضي، إنه منذ اندلاع الأزمة في سورية لم يأت مسؤول واحد لكي يناقش ما يجري، وبدأوا بفرض سلسلة من العقوبات، واليوم يستهدفون لقمة العيش للمواطن، وهذه توازي الحرب، مشيراً الى ما قاله حينها «سننسى ان اوروبا على الخريطة، وسأوصي القيادة بتجميد العضوية بالاتحاد من أجل المتوسط. العالم ليس اوروبا، وسورية ستصمد كما صمدت في الماضي».
وأضاف المعلم في الندوة «نحن لن نطرد السفيرين، لرغبتنا المستقبلية بعلاقات افضل مع الولايات المتحدة وفرنسا، ونأمل ان يعيدا النظر بعلاقاتهما الخارجية». وحول تطورات الأحداث في بلاده، قال المعلم إن «الاسرة السورية بأمسّ الحاجة اليوم لان تهدئ من اندفاعات الغضب والتحديات وتتمسك بالوحدة الوطنية ملاذاً ومصدر قوة، لنصنع من سورية وطناً للديمقراطية».
ودعا الى «إغلاق الأبواب امام التدخلات الخارجية أياً كان مصدرها»، مؤكدا ضرورة «الالتفات الى عامل الوقت»، واعتبر أن المطلوب ممن بالسلطة وخارجها أن يتحركوا بسرعة باتجاه الإصلاح «فهو السبيل لاتقاء الأخطار التي نراها اليوم تهدد وطننا».
وحول تصريحات رئيس الحكومة اللبنانية، السابق سعد الحريري، قال المعلم: «أفضل ألا اعلق على تصريحات سعد الحريري، انا امثل حكومة وهو يمثل تيار».
وأشار الى أن «السفير القطري غادر دمشق من دون ان يعلم وزارة الخارجية، وإلى الآن لم يصدر بيان من وزارة الخارجية القطرية، ومع ذلك نتطلع الى علاقات طيبة مع دولة قطر، بغض النظر عما تفعله قناة الجزيرة، وشعبنا يدرك مدى الزيف الذي تقوم به».
وعلق المعلم على الاعتراف السوري بالدولة الفلسطينية بالقول: «لا يعقل ان ندعم الموقف الفلسطيني، ونحن لم نعترف بعد بالدولة الفلسطينية».
من ناحية أخرى، قال رئيس الرابطة السورية لحقوق الانسان عبدالكريم الريحاوي، إن السلطات السورية اعتقلت المعارض جورج صبرا.
وأضاف «في الساعة الثانية صباحا اقتحمت قوات الامن منزل صبرا في بلدة قطنا (قرب دمشق) واعتقلته»، مشيرا إلى اقتياده إلى «جهة غير معلومة».
وكان صبرا قد اعتقل قبل ذلك في الـ10 من ابريل الماضي لمدة شهر، خلال الحركة الاحتجاجية على نظام الرئيس السوري بشار الاسد.
وفي حلب، ثاني مدن سورية، اعتقل المحامي جمال الطحان من منزله أيضاً. والطحان معارض معروف في مدينته، بحسب ريحاوي.
إلى ذلك، أكد مصدر مطلع، فضل عدم كشف هويته، لـ«فرانس برس»، أمس، أن السلطات السورية بعثت برسالة اعتذار الى وزارة الخارجية القطرية، بعد مهاجمة سفارة الدوحة في دمشق وتجميد نشاطاتها. وقال «لقد أرسلت سورية رسالة اعتذار الى وزارة الخارجية القطرية».
وكان مسؤول في البعثة القطرية، في سورية، أكد أن سفير قطر في دمشق زايد الخيارين غادر سورية، أخيرا، وقامت السفارة «بتجميد أعمالها».
وقال هذا المسؤول، طالبا عدم كشف هويته، إن «الدبلوماسيين غادروا سورية، والأعمال جمدت إلى موعد لم يحدد».
ولم يذكر المصدر تاريخ مغادرة السفير، ولا أسبابه.