النرويج: « مسيحي متطرف » يقف خلف اعتداءات أوسلو

رئيس الوزراء (يمين) يواسي أسر الضحايا. إي.بي.إيه

استجوبت الشرطة النرويجية، أمس، «أصولياً مسيحياً» مقرباً من أوساط اليمين المتطرف، يشتبه في أنه منفذ الاعتداءين اللذين أوديا، أول من أمس، بحياة 92 شخصاً في اوسلو ومحيطها، في أعنف مجرزة تشهدها النرويج منذ الحرب العالمية الثانية، في مجزرة وصفها رئيس الوزراء النرويجي ينس ستولتنبرغ بأنها «مأساة وطنية»، حيث أفادت حصيلة جديدة لاتزال مؤقتة أعلنتها الشرطة، أمس، بمقتل 85 شخصاً على الأقل في اطلاق النار في جزيرة اوتويا على بعد نحو 40 كلم من اوسلو، وسبعة في التفجير الذي استهدف الحي الحكومي وسط العاصمة. وقام قسم كبير من افراد العائلة المالكة النرويجية ورئيس الحكومة ووزراء، أمس، بزيارة الناجين من إطلاق النار.

وقال رئيس الوزراء ينس ستولتنبرغ أمام كاميرات التلفزيون: «إن هذا المشهد أثر فيّ كثيراً». وأضاف: «إننا الآن في حداد إلى جانب أقرباء الضحايا».

وعلى ذمة المعلومات التي وردت على الانترنت، فإن المشتبه فيه نرويجي الجنسية و«الأصل»، يبلغ من العمر 32 عاماً، وهو «اصولي مسيحي»، كما اعلن المسؤول في الشرطة، روجر اندرسن، موضحا ان آراءه السياسية تميل الى «اليمين».

وبحسب المعلومات الواردة بشأنه على صفحة الـ«فيس بوك»، فإن الرجل اندرس بيرينغ برييفيك، وهو صاحب شعر اشقر متوسط الطول، يوصف بأنه «محافظ» و«مسيحي» عازب، يهتم بالصيد وبألعاب إلكترونية مثل «وورلد اوف واركرافت» و«مودرن وارفير 2». وعلى «فيس بوك»، يقدم الرجل نفسه على انه مدير في شركة «برييفيك جيوفارم» البيولوجية، الامر الذي سمح له بشراء مواد كيميائية يمكن استخدامها في صنع متفجرات.

وأعلنت تعاونية المواد الزراعية، أمس، أنه اشترى ستة أطنان من الأسمدة الكيميائية في بداية مايو.

وبُعيد ذلك، فتح المشتبه فيه النار على مشاركين في مخيم صيفي للشبيبة تابع للحزب العمالي (الحاكم)، في جزيرة اوتويا، على بعد نحو 40 كلم من العاصمة.

وقد دخل الرجل إلى المخيم مدعياً انه يريد الاطمئان على سلامة المشاركين، بعد انفجار اوسلو، وأطلق النار عليهم. وكان يرتدي بلوزة صوفية عليها شارة الشرطة عندما تم توقيفه بعد اطلاق النار الذي استمر نحو ساعتين. وقد حاول الكثير من الشبان الفرار عن طريق السباحة عبر القفز في النهر، كما ذكر شهود. وعلى طرف من الجزيرة، كانت هناك ضحية اخرى مغطاة، ورجال شرطة ينتشرون في كل مكان. وبعد مرور نحو 20 ساعة على الوقائع، كانت كل جثث الشبان الذين قتلوا في اطلاق النار في مكانها. وتم تجميع الناجين على بُعد بضعة كيلومترات من فندق صنفولدن، حيث كانت هناك مشاهد قاسية للغاية من آباء وأمهات وأطفال يرتمون في أحضانهم، اشخاص ينهارون كلياً، وآخرون يهيمون ولايزالون تحت وقع الصدمة.

وفي مشهد يذكر باعتداءات الحادي عشر من سبتمبر 2001 في الولايات المتحدة، نشرت صحيفة «افتنبوستن» النرويجية الواسعة الانتشار، صورة لمكتب رئيس الوزراء ينس ستولتنبرغ وقد دمره الانفجار. وبدت كل النوافذ متطايرة، مع عنوان بسيط للغاية: «22 -07 - 2011».

وأعلنت شرطة أوسلو ان قوات الجيش والشرطة ستشدد التدابير الامنية حول المباني والمؤسسات الحساسة التي يحتمل ان تتعرض لتهديدات بعد الاعتداءين اللذين يعتبران الأكثر دموية في أوروبا منذ اعتداءات 11 مارس 2004 في مدريد، التي اسفرت عن سقوط 191 قتيلاً ونحو 2000 جريح، وتبنتها خلية اسلامية متطرفة باسم تنظيم القاعدة.

تويتر