طرابلس تعتبر قيادة القذافي غير مطروحة للتفاوض
« الأطلسي » يهدّد بهجمات على أهداف مدنية سابقة.. ومعارك قرب زليطن
أعلن حلف شمال الأطلسي، أمس، عزمه شن هجمات على أهداف مدنية سابقة في ليبيا بسبب استخدامها من قبل قوات الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي لأغراض عسكرية، في وقت يراوح هجوم الثوار الليبيين في زليطن للاقتراب من طرابلس مكانه على ما يبدو، فيما عرض وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ على القذافي البقاء في ليبيا، مقابل تنحيه عن السلطة، بعدما كان طالبه من قبل بالرحيل، وفي وقت لاحق أعلن مصدر دبلوماسي بريطاني أن لندن لم تغير استراتيجيتها حيال القذافي، وان «على الشعب الليبي ان يقرر مصير القذافي»، وقال رئيس الوزراء الليبي البغدادي علي المحمودي إن ليبيا لن تبدأ أي محادثات بشأن وضع نهاية للصراع مع المعارضة قبل توقف الهجمات الجوية التي يشنها «الأطلسي»، وإن قيادة القذافي غير مطروحة للتفاوض.
وتفصيلاً، قال المتحدث باسم مهمة الناتو في ليبيا، الكولونيل الكندي رولاند لافوي، أمس، إن قوات القذافي «تحتل بشكل متزايد منشآت كانت تستخدم في الماضي لأغراض مدنية». وأوضح أن تلك الأهداف عبارة عن حظائر سابقة ومنشآت زراعية ومخازن ومصانع ومعامل إنتاج مواد غذائية.
وقال لافوي في مؤتمر صحافي منقول عبر الفيديو في مقر حلف الناتو ببروكسل، إن نظام القذافي حول تلك الأماكن إلى منشآت عسكرية يدير منها هجمات. وأضاف أن تلك المنشآت فقدت بذلك «وضعها المحمي السابق»، وأصبحت أهدافاً عسكرية مسموحاً بها وضرورية للحلف. واتهم المتحدث حكومة القذافي بشن «حملة تضليل» ضد الحلف. ورغم الدعم الذي يقدمه الحلف للثوار فإنهم لا يملكون فعليا وسائل السيطرة على طرابلس، وباتوا يعتمدون اكثر من أي وقت مضى على ثورة قصر يقوم بها المقربون من القذافي.
ميدانياً، تتواصل المعارك، على ما أفاد مراسل لوكالة «فرانس برس» نقلته السلطات، أول من أمس، الى مدينة زليطن على بعد 150 كلم شرق طرابلس.
وذكر ان معارك بالأسلحة الثقيلة تدور وسحب الدخان ترتفع على بعد بضعة كيلومترات من شرق هذه المدينة التي تضم 200 الف نسمة، ويبذل الثوار جهودا للاستيلاء عليها منذ اسابيع.
وشاهد مراسل «فرانس برس» ايضاً عدداً من الابنية المدمرة في زليطن، بينها ما قدم على أنه مسشتفى ومخازن منتجات غذائية. وبحسب طرابلس، فإن عمليات قصف الحلف الاطلسي مسؤولة عن ذلك وتسببت بقتل سبعة أشخاص.
ورداً على سؤال، أمس، بهذا الشأن في بروكسل، قال مسؤول في الحلف إنه لا يملك «أي دليل على ان هذه المعلومات صحيحة»، موضحاً انها «ليست المرة الاولى التي تصدر فيها مثل هذه التأكيدات».
وفي لندن، سعى وزيرا خارجية بريطانيا وليام هيغ وفرنسا آلان جوبيه، أول من أمس، الى تبديد المخاوف من انقسامات ظهرت بين البلدين الاسبوع الماضي عندما اعتبرا ان البلدين «متحدان تماماً» حول الملف الليبي.
وقال جوبيه «نعتقد انه ينبغي الاستمرار في ممارسة ضغط قوي على النظام الليبي». وأضاف «لو لم نتدخل قبل اربعة أشهر، لكانت حصلت مجزرة في بنغازي وأعتقد ان بإمكاننا ان نفتخر باتخاذ هذا القرار الشجاع». أما بالنسبة للمسألة الشائكة المتعلقة بمستقبل الزعيم الليبي، فقد اعتبر هيغ ان «ما سيحصل للقذافي هو في نهاية المطاف مسألة تعود لليبيين». وأضاف «يعود لليبيين ان يحددوا مستقبلهم». وأوضح أن «المؤكد حتماً، كما قال آلان (جوبيه)، هو ان على القذافي ترك السلطة مهما جرى. يجب ألا يتمكن ابداً من تهديد حياة مدنيين ليبيين».
من جهة أخرى، زارت بعثة انسانية من الامم المتحدة طرابلس وأعلنت أنها رصدت مناطق في العاصمة الليبية «يحتاج فيها السكان الى مساعدة انسانية عاجلة».
وبين المشكلات الاخرى التي حددتها البعثة، تشير الامم المتحدة الى ان «قطاع الصحة يواجه ضغوطاً»، اثر مغادرة آلاف الموظفين الاجانب، وزيادة أسعار المواد الغذائية ونقص الإمدادات بالمحروقات وتقليص التداول بالسيولة النقدية. يأتي ذلك في وقت أعلنت وزارة الطوارئ الروسية، أمس، عن توجه طائرة روسية إلى طرابلس على متنها أكثر من 36 طناً من المساعدات الإنسانية.
والتقى وزير الخارجية الليبي عبدالعاطي العبيدي، أمس، في العاصمة التونسية نظيره التونسي محمد المولدي الكافي. واستمر اللقاء اكثر من نصف ساعة وأحيط بتكتم شديد، لأن الوزارة التونسية لم تشأ الاعلان عن الزيارة أو مضمون المحادثات.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news