شكلوا ائتلافاً ضم 20 ألف مريد للإطاحة بقادتهم
صوفيون يعلنون ثورتهم في مولد السيدة نفيسة
شهد مولد السيدة نفيسة أخيراً انتفاضة جديدة، تأثراً بثورة 25 يناير، التي طالت كل الفئات والمهن، وبين قرابة مليوني زائر لحفيدة الامام الحسين بوسط القاهرة، ووسط حلقات الذكر والانشاد الصوفي، خرجت مجموعات من شباب الصوفية لتعلن أمام الجميع رفضها لقادة الطرق الصوفية، وعدم صلاحيتهم لادارة 12 مليون مريد.
وقال عضو الائتلاف الصوفي مصطفى عمران، لـ«الإمارات اليوم» إن «ما قام به الشباب من إعلان للثورة وتشكيل ائتلاف لشباب الصوفية، يُعد السابقة الأولى من نوعها في تاريخ الطرق الصوفية القائمة على الطاعة العمياء»، مشيراً إلى أن «عرش الطرق الصوفية الذي ظل راسخاً طوال مئات السنين قد تهدد بفعل ثورة يناير».
وأوضح عمران أن «ائتلاف الثورة يضم أكثر من 20 ألف مريد من شباب الطرق الصوفية تحت اسم ائتلاف الصوفيين المصريين»، وقال إن «ثورة يناير نجحت في ضرب الموروث داخل الطرق الصوفية، إذ كان المريد يعتبر صاحب الطريقة أحد اولياء الله الصالحين الذين يدين لهم بالولاء والطاعة والحب». وتابع «نحن المريدين لا نجلس وشيخنا واقف، ولا نأكل إلا بعد أن يأكل، ونعتبر بقايا ما يشربه بركة نتصارع على الفوز بها».
وتابع «ما حدث هو ثورة حقيقية بكل ما تعني الكلمة، لاننا تمردنا على كل هذا، ووجهنا اتهامات بالفساد لبعض قادة الطرق، ونطالب بإقالتهم، واستبدالهم بعناصر شابة لتجديد الخطاب الصوفي». وقال عمران «نطالب بحشد ملايين الصوفية في العمل العام والمساعدة في بناء ونهضة المجتمع، بعد ان ظلت أعمالنا تنحصر طوال السنوات الماضية في إقامة الموالد وحلقات الحضرة والبعد عن السياسة».
وكان شباب الائتلاف، قد قام بطبع نموذج لجمع التوقيعات للعضوية، ونجح في جمع أكثر من 20 ألف توقيع خلال أيام، وشاركت جميع الطرق في التوقيع، خصوصاً الطرق الكبرى كالشاذلية، والأحمدية المرزاقية، والأحمدية الإمبابية، والطريقة الرفاعية، والطريقة البرهامية، والطريقة البيومية والجنيدية الخلوتية، والفيضية الخلوتية، والقادرية.
وقال عضو الائتلاف مدني عبدالله، لـ«الإمارات اليوم» إن «أصحاب الطرق ارتكبوا مخالفات كثيرة، اجبرتنا على القيام بثورتنا». واضاف أن «على رأس هذه المخالفات تأييد التوريث، وإدخال رجل الاعمال وأمين التنظيم السابق للحزب الوطني المنحل احمد عز، في المجلس الصوفي، ومنحه لقب شريف».
وأوضح مدني أن «قادة الطرق الصوفية يحصلون على أموال طائلة مقابل منح رجال الاعمال والسياسيين لقب شريف، وتحرير بطاقة عضوية لهم، وهو ما يعد تزويراً في محررات رسمية، وتضليلاً للرأي العام، وخلطاً في الانساب».
وقال «إننا في الماضي كنا نعتبر أن ما يقوم به قادة الطرق الصوفية لحكمة لا نعلمها، وانهم فقط اصحاب الكشف عن الغيب ومعرفة الحقيقية، لكن ثورة يناير رفعت الغمامة من على أعيننا، وأصبحنا اليوم نرى الحقيقة الناصعة وهي أنهم كانوا أدوات في أيدي النظام السابق لتسويق عملية التوريث، وان امن الدولة المصرية كان يضع يده على كل شيء داخل الطرق الصوفية». وكشف مدني عن خطة وضعها احمد عز، بالتوافق مع قادة الطرق الصوفية، كانت تقضي بتحركهم في جميع محافظات مصر للدعوة إلى جمال مبارك رئيساً لمصر.
وكان سكرتير قائد الطريقة الرفاعية، أكبر الطرق الصوفية في مصر، مصطفى زايد، قرر تشكيل الائتلاف هو وزملاؤه من أتباع الطرق الصوفية الأخرى، وأصبح المتحدث الرسمي باسم ائتلاف الصوفيين المصريين، في موجة ثانية لثورة المصريين على اوضاع كان من المستحيل تغييرها.
واتهم زايد قادة الطرق الصوفية الحاليين بالاهتمام بالمناصب الدنيوية، وجمع الأموال من أبناء وأتباع طرقهم، خصوصاً بعد النزاع الذي يشهده البيت الصوفي حالياً من اعتصام من بعض المشايخ، الذي شوه البيت الصوفي، وربما يهدمه، كما أكد مصطفى زايد أن الإقبال على الانضمام للائتلاف في تزايد كبير، مشيراً إلى أن الائتلاف سينظم تظاهرة علنية كبيرة في ساحة مسجد الحسين خلال الأيام المقبلة، يتم الإعلان فيها عن مطالبهم.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news