أوروبا تطالب بتحرك مجلس الأمن.. وروسيـا تدعو دمشق إلى وقف العنف
طلب الاتحاد الأوروبي، أمس، من مجلس الأمن الدولي التحرك لوضع حد لأعمال العنف في سورية، ووسع العقوبات المفروضة على نظام الرئيس السوري بشار الأسد، بينما دعت روسيا دمشق إلى وقف استخدام القوة ضد المواطنين المدنيين. في وقت اقتحمت فيه القوات السورية منطقة الحامدية بوسط حماة وقتلت ستة أشخاص، كما سقط قتيل في مدينة البوكمال الحدودية (شرق) التي بدأ الجيش دخولها. فيما شهدت مناطق سورية عدة الليلة قبل الماضية تظاهرات حاشدة نصرة لحماة بعد صلاة التراويح.
وطلبت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون من مجلس الامن الدولي التحرك دون تأخير لوضع حد لأعمال العنف في سورية.
وقالت في بيان «آن الأوان ليتخذ مجلس الامن موقفاً واضحاً بشأن ضرورة انهاء اعمال العنف» في سورية.
وأضافت أن مجلس الامن قرر عقد اجتماع طارئ في وقت لاحق. ووصفت آشتون التي اعربت عن «مشاعر الصدمة» تدخل الجيش السوري الاخير بـ«المجزرة». وأكدت ان «واجب قوات الشرطة والجيش السورية حماية المدنيين وليس قتلهم».
وطالبت ايطاليا وألمانيا مجلس الامن بعقد اجتماع طارئ في حين طالب وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ بـ«مزيد من الضغوط الدولية» على سورية.
وأكد وزير الخارجية البلجيكي ستيفن فاناكير أنه يدعم «الاقتراح الالماني والفرنسي لإجراء نقاش معمق في مجلس الامن لارسال اشارة واضحة الى النظام السوري بضرورة وقف اعمال العنف فوراً».
وقتل 139 شخصاً برصاص قوات الامن، أول من أمس، بينهم 100 في حماة (وسط)، واصيب العشرات بجروح غالبيتها خطرة خلال اقتحام الجيش عدداً من معاقل الحركة الاحتجاجية ضد الاسد، بحسب حصيلة وضعتها «فرانس برس» استناداً الى منظمات حقوقية.
من ناحية أخرى، وسع الاتحاد الأوروبي نطاق العقوبات المفروضة على نظام الاسد، أمس، بتجميد أصول وحظر سفر خمسة أشخاص آخرين على صلة بالحملة الدموية لقمع الاحتجاجات.
وجاءت الموافقة الرسمية على الخطوات التي صاغتها حكومات الدول الاعضاء بالاتحاد الأوروبي الأسبوع الماضي بعد أن اتهم الاتحاد سورية بارتكاب «مذبحة» دون تمييز ضد المدنيين في بلدة حماة في مطلع الاسبوع. ومع اعلان توسيع نطاق العقوبات لتشمل خمسة أفراد آخرين على صلة بأعمال العنف حذرت آشتون من أنه قد تكون هناك المزيد من الخطوات «إذا استمرت القيادة السورية في مسارها الحالي».
من جهته، قال الأمين العام للحلف الاطلسي اندرس فوغ راسموسن في مقابلة مع صحيفة «ميدي ليبر» الفرنسية الصادرة، أمس، الاثنين إن «الشروط لم تتضافر» لتدخل عسكري في سورية.
وأضاف «في ليبيا نقوم بعملية بالاستناد الى تفويض واضح من الامم المتحدة ولدينا دعم دول المنطقة. هذان الشرطان لم يتوفرا في سورية».
وفي موسكو أعربت وزارة الخارجية الروسية عن القلق ازاء أنباء عن مقتل عدد من الأشخاص نتيجة اشتباكات بين القوات السورية والمعارضة في مدينة حماة، داعية الأطراف للامتناع عن استخدام القوة والالتزام بالقانون.
ونقلت قناة «روسيا اليوم» عن بيان للخارجية، أن «موسكو تعرب عن قلقها الكبير حيال الأنباء الواردة عن سقوط عدد كبير من القتلى (في حماة). وأن استخدام القوة ضد المواطنين المدنيين وضد ممثلي الهيئات الحكومية أمر غير مقبول ويجب وقفه». وأضافت «ندعو الحكومة السورية والمعارضة الى ضبط النفس والابتعاد عن الاستفزاز والقمع والالتزام بالقانون واحترام حقوق الإنسان».
بدوره دعا الرئيس التركي عبدالله غول، أمس، الحكومة السورية إلى وقف العنف فوراً ضد شعبها وتنفيذ الإصلاحات، مندداً بالعنف ضد المحتجين.
ودان غول في حديث لوكالة «أنباء الأناضول» العمليات التي يشنها الجيش السوري ضد المحتجين وآخرها في مدينة حماة. وقإل «إن بدء الشهر الفضيل بأجواء دموية أمر غير مقبول».
إلى ذلك، أكد نشطاء سوريون أن قوات سورية اقتحمت منطقة الحميدية بوسط حماة وقتلت ستة أشخاص. ويأتي هذا بعد يوم واحد من الاقتحام الموسع الذي شهدته المدينة أمس، وأسفر عن مقتل 100 شخص. وأكد نشطاء تعرض منطقة الحولة في حمص لعملية قمع بدأت، أمس، حيث تم اقتحامها من جميع الجهات وسط دوي القذائف المدفعية.
وأضافوا أن الدبابات وصلت إلى قلب مدينة مدينة البوكمال بدير الزور ترافقها قوات أمن وشبيحة وأكدوا سقوط قتيل وإصابة اثنين.
وقال مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبدالرحمن إن شخصاً قتل وجُرح آخرون في البوكمال مع بدء دخول دبابات ومدرعات وقوات امنية الى هذه المدينة، مشيراً الى ان «الاتصالات مقطوعة عنها».
وشهدت مناطق سورية عدة الليلة قبل الماضية تظاهرات حاشدة نصرة لحماة بعد صلاة التراويح، وسط دعوات للاستمرار في «تظاهرات الرد» بعد صلاة التراويح من كل يوم. من جهته، افاد رئيس الرابطة السورية لحقوق الانسان عبدالكريم ريحاوي بأن «ليل امس (الأحد) شهد كما كان متوقعاً تظاهرات كبيرة في معظم المناطق والمدن السورية بعد صلاة التراويح».
وأعلن ريحاويان «تظاهرتين كبيرتين خرجتا واجتمعتا في حي كونيش الميدان في العاصمة» مشيراً الى ان «القوى الامنية فرقتهما بالقوة مستخدمة الغازات المسيلة للدموع». وأضاف ان تظاهرات عدة خرجت في ريف دمشق حيث خرج المئات في كل من جديدة عرطوز وفي عربين والتل والزبداني ودوما وحرستا وزملكا التي شهدت حملة اعتقالات ومداهمة. وخرجت تظاهرة حاشدة تم تفريقها بالقوة واطلاق الرصاص الحي في درعا البلد (جنوب) كما خرج مئات المتظاهرين في داعل (ريف درعا) وفي ادلب (شمال غرب) نصرة لحماة ولدير الزور. وخرجت تظاهرات حاشدة في معظم احياء حمص رغم الحصار وخرج مئات المتظاهرين في القامشلي (شمال) وطرطوس وجبلة وفي اللاذقية حيث خرج نحو 4000 متظاهر في حي الرمل نصرة لمدينة حماة وللمطالبة بإسقاط النظام. وفي دير الزور «تجمع عشرات الآلاف من ابناء قبائل البكارة عند دوار الصالحية، مطالبين بسحب الجيش كاملاً من المدينة والإفراج عن المعتقلين وفي مقدمتهم الشيخ نواف البشير» الذي اعتقلته السلطات الأمنية عصر السبت.