جمال وعلاء.. من الثراء والنفوذ إلى المحاكمة
مثل جمال النجل الاصغر للرئيس المصري السابق حسني مبارك، الذي كان يحلم بأن يخلف والده على رأس اكبر دولة عربية، وأخوه الاكبر علاء الذي كان يعتقد انه سيستمر في تجميع الثروات، أمس، أمام محكمة الجنايات في القاهرة. وقد ظهر نجلا الرئيس السابق اللذان يحاكمان معه بتهمة الفساد المالي، داخل قفص الاتهام في الملابس البيضاء التي يرتديها المحبوسون احتياطياً في السجون. وعندما سأل القاضي جمال وعلاء تباعا، عن رأيهما في الاتهامات بالفساد الموجهة اليهما اجابا بالنفي.
وكانت هذه هي المرة الاولى التي يظهر فيها الاثنان علناً منذ إطاحة والدهما في 12 فبراير، بعد ان تخلى الجيش عنه، إثر انتفاضة شعبية استمرت 18 يوماً تطالب بسقوطه.
وبحسب تقارير صحافية، تشاجر جمال وعلاء بحدة عشية الاطاحة بوالدهما، إذ لام علاء شقيقه الاصغر جمال، لدفعه والده الى تبني طموحاته في توريثه الحكم، وهو ما ادى الى الاسراع بسقوطه.
تربى علاء وجمال، وكلاهما في نهاية عقده الخامس، في قصور مصر الجديدة في ظل سلطة والدهما، لكن لكل منهما مزاج مختلف عن الآخر.
فجمال الذي عمل مصرفياً في بداية حياته كان يمثل «الحرس الجديد» الذي ازاح «الحرس القديم» من نظام والده. تولى جمال منصباً قيادياً في الحزب الوطني الديمقراطي الذي كان والده يترأسه، وأراد أن يجعل منه ماكينة للوصول ذات يوم الى الرئاسة.
وفي محيط الاسرة، كانت والدته سوزان تساند بقوة طموحاته لخلافة الرئيس المسن الذي تولى السلطة في عام ،1981 لكن الطريق الى الرئاسة كان محفوفاً بالمخاطر، فالمصريون كانوا ينظرون إلى جمال مبارك ودائرته المقربة من رجال الاعمال الأثرياء باعتبارهم فاسدين، وكان مرفوضاً بشدة في الشارع.
كما أن جزءاً كبيراً من الجيش، الذي خرج منه كل رؤساء مصر منذ عام ،1952 لم يكن يؤيد سيناريو توريث الحكم.
تخرج جمال مبارك في الجامعة الاميركية في القاهرة، ثم عمل في مصرف بنك اوف اميركا في لندن ما بين عامي 1988 و،1994 قبل إن يعود الى مصر في عام 1995 إثر محاولة اغتيال مبارك في اديس أبابا. واعتباراً من عام ،1999 بدأ جمال مبارك في تسلق المناصب الحزبية، ووضع رجاله، ومعظمهم من رجال الاعمال، في البرلمان والحكومة. وكانت الانتخابات البرلمانية الاخيرة في نوفمبر وديسمبر الماضيين، التي انتهت باستبعاد كل المعارضين تقريباً من مجلس الشعب، خطوة جديدة في اتجاه الفوز بالحكم.
لكن هذه الانتخابات، التي شابتها اتهامات غير مسبوقة بالتزوير، عززت شعور المصريين بانسداد الأفق السياسي في البلاد، وخرجوا الى الشارع بعد بضعة أسابيع للمطالبة برحيل مبارك. علاء مبارك ترك لشقيقه المعترك السياسي، وصب اهتمامه على عمله رجل أعمال، وقد حقق ثروة كبيرة من خلال مشاركته في شركات عدة، خصوصاً في مجال العقارات. ويتردد اسم علاء بكثرة في القضايا المتعلقة بالفساد المالي التي بدأت التحقيقات فيها بعد ثورة 25 يناير. فقد علاء أحد ولديه محمد (12 عاماً) عام ،2009 وهو ما أحزن كثيراً حسني مبارك. ولجمال ابنة تدعى فريدة من زوجته خديجة الجمال.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news