صورة نشرتها وكالة الأنباء السورية (سانا) تظهر الشوارع فارغة في مدينة حماة بعد اجتياحها. إي.بي.إيه

مقتل 10 برصـاص الأمـن وتظاهـرات حاشــــدة تعمّ سورية

قُتل 10 أشخاص، أمس، عندما أطلقت قوات الأمن السورية النار لتفريق متظاهرين في ريف دمشق وحمص ضد نظام الرئيس بشار الأسد في أول يوم جمعة في رمضان تحت شعار «الله معنا»، الذي شهد خروج تظاهرات حاشدة في معظم المدن والبلدات والقرى السورية للمطالبة بإسقاط النظام والتضامن مع حماة ودير الزور. في وقت شهدت فيه دير الزور حركة نزوح جماعي خوفاً من عملية عسكرية ضد المدينة المحاصرة.

وقال مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبدالرحمن إن 10 اشخاص قتلوا، أمس، وجرح كثيرون عندما اطلق رجال الأمن النار لتفريق متظاهرين في ريف دمشق وحمص.

وأوضح عبدالرحمن ان «سبعة اشخاص قتلوا في عربين (ريف دمشق) وشخصاً في المعضمية (ريف دمشق)، كما قُتل شخصان في حمص»، مشيراً الى «اصابة عدد كبير من المتظاهرين بجروح».

ونقل عبدالرحمن عن تجمع «أحرار دمشق وريفها للتغير السلمي» قوله «إن هناك اصابات بصفوف المتظاهرين في مدينة دوما (ريف دمشق) بعضها خطرة ناتجة عن استخدام الأجهزة الامنية للقنابل المسمارية».

وفي حمص (وسط)، اكد عبدالرحمن ان «20 شخصاً اصيبوا بجراح سبعة بينهم جراحهم بالغة عندما اطلق رجال الامن النار على تظاهرة كانت خارجة من احد المساجد في دير بعلبة، كما اطلق رجال الامن النار لتفريق تظاهرة حاشدة خرجت في حي القصور».

وأكد ان اكثر من 30 الفاً شاركوا في احدى تظاهرات حمص في حي الخالدية.

وأضاف ان الأمن قام بتفريق التظاهرات وأطلق النار على المتظاهرين في شارع الحمرا وبابا عمرو وتير معلة، القريبة من حمص.

وأوضح ان اكثر من 12 الف متظاهر خرجوا في مدينة بنش الواقعة في ريف ادلب (شمال غرب) للمطالبة بإسقاط النظام والتضامن مع حماة ودير الزور.

ونادى ناشطون على صفحة «الثورة السورية» على موقع التوصل الاجتماعي الـ«فيس بوك» الى تنظيم «الليلة وكل ليلة تظاهرات الرد في رمضان كل يوم هو يوم الجمعة».

في سياق متصل، اعلن عبدالرحمن ان مدينة دير الزور في شرق سورية تشهد منذ الاربعاء الماضي حركة نزوح واسعة النطاق لسكانها، تكثفت أمس، خوفاً من هجوم وشيك قد تشنه قوات الجيش «خلال ساعات» على المدينة المحاصرة.

وقال نقلاً عن شاهد عيان إن «دير الزور شهدت حركة نزوح كبيرة خوفاً من العملية العسكرية المحتملة خلال ساعات».

وأضاف أن حركة النزوح «كثيفة لدرجة ان ربع سكان دير الزور تقريباً (البالغ عددهم نحو 500 الف نسمة) غادروها»، مؤكداً ان «هناك مؤشرات على ان اجتياح المدينة سيتم خلال ساعات».

وأوضح ان من بين هذه المؤشرات ان «جميع المستشفيات في دير الزور اغلقت وغادرتها كوادرها الطبية باستثناء مستشفى وحيد يرفض اصلا استقبال المتظاهرين الجرحى (مقرب من السلطات)».

وأضاف ان من هذه المؤشرات ايضاً «إخراج المرضى من المستشفيات الحكومية باستثناء ذوي الحالات الحرجة»، و«استقدام صهاريج مياه للمراكز الامنية والعسكرية» و«تحرك ناقلات جند داخل المناطق الغربية» من المدينة.

وأشار عبدالرحمن الى ان هناك «رسائل ارسلت من رئيس الامن العسكري ومن المحافظ الذي رفض استقبال بعض الاعيان الذين حاولوا لقاءه لبحث ازمة الخبز في المدينة ورواتب الموظفين التي لم تدفع لهم وقد بدأ شهر رمضان». وأوضح ان مادة الخبز شبه مفقودة في دير الزور حيث تمنع القوات العسكرية والأمنية التي تحاصر المدينة دخول الطحين اليها.

وقال رئيس الرابطة السورية لحقوق الانسان عبدالكريم ريحاوي، إن «تظاهرات خرجت في الميدان وتصدى لها رجال الامن بالقنابل المسيلة للدموع، كما اعتدوا على المتظاهرين ولاحقوهم الى داخل الازقة».

وفي ريف دمشق، خرج عشرات الآلاف في حرستا ودوما والكسوة ومضايا والزبداني وسقبا وعربين التي شهدت اطلاق نار كثيف، كما خرجت تظاهرة في داريا على الرغم من الوجود الأمني. ولفت الى ان المتظاهرين في القابون والمعضمية لم يتمكنوا من الخروج نظراً للوجود الأمني الكثيف في المدينتين.

وقال ناشطون ان تظاهرة خرجت من جامع الرفاعي في كفرسوسة وقد تم قمعها مباشرة واعتقال بعض المشاركين فيها.

ولفتوا الى أن «الوجود الأمني الكثيف منع المتظاهرين من خروج تظاهرات في ركن الدين والقابون».

وقال ريحاوي، إن تظاهرات نظمت في كفر نبل وتفتناز وسرمين وفي ادلب نفسها بعد صلاة الجمعة.

وذكر أن «اكثر من 30 الف شخص خرجوا للتظاهر في مدينة دير الزور (شرق) المحاصرة رغم الحر الشديد».

وأضاف «كما خرج آلاف في مدينة درعا (جنوب) والقامشلي (شمال شرق) نصرة لحماة».

وأشار الى ان تظاهرات حاشدة خرجت في كل من بستان الحمامي والرمل الجنوب والصليبة في اللاذقية (غرب) تنادي بإسقاط النظام بالإضافة الى مئات المتظاهرين خرجوا من جامع المنصوري في جبلة الساحلية (غرب) هاتفين الله معنا، الله معنا».

وفي أنقرة اعتبرت تركيا، أمس، أن القمع العنيف الذي يتعرض له المتظاهرون في سورية «غير مقبول».

ونقلت وكالة أنباء الاناضول الرسمية عن وزير الخارجية احمد دواد اوغلو قوله ان «ما يجري في سورية، كما قلت من قبل، غير مقبول».

وأضاف للصحافيين لدى خروجه من المسجد بعد صلاة الجمعة ان «استعمال اسلحة ثقيلة ودبابات في مناطق سكنية مثل حماة، امر غير مشروع».

الأكثر مشاركة