واشنطن تطالـب دمشـق بسحب الجيش.. والأسد يعيّن وزيراً جديداً للدفاع
طالبت واشنطن دمشق بإعادة الجيش إلى ثكناته «فورا»، وإطلاق سراح جميع المعتقلين، فيما استدعت الكويت والبحرين سفيريهما في دمشق، تعبيرا عن احتجاجهما على قمع التظاهرات ضد نظام الرئيس بشار الأسد، الذي عين، أمس، العماد أول داوود راجحة وزيرا جديدا للدفاع خلفا للعماد علي حبيب. في وقت قتل فيه ثمانية أشخاص برصاص القوات الامنية، ثلاثة بينهم الناشط البارز معن العودات في درعا (جنوب) وخمسة في دير الزور(شرق)، هم سيدتان وطفلان وشابة، بينما اقتحمت قوات الجيش مدينة معرة النعمان في محافظة إدلب ورافقتها قوات امنية بدأت بتنفيذ حملة اعتقالات واسعة.
وطلبت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون، من نظيرها التركي أحمد داود اوغلو، أن ينقل الى دمشق رسالة واضحة مفادها ان على السلطات السورية «إعادة جنودها فوراً الى ثكناتهم».
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية مارك تونر ان كلينتون، خلال مكالمة هاتفية مع نظيرها التركي، تطرقت الى الوضع في سورية، والى نداءات المجتمع الدولي المطالبة بوقف القمع العسكري ضد المتظاهرين المناهضين للاسد. وأكد أن «الوزيرة كلينتون ناقشت الموقف الاميركي القائل بان على سورية ان تعيد فورا جنودها الى ثكناتهم، وان تطلق سراح جميع المعتقلين».
للإطلاع على المخطط الجغرافي لتوسع دبابات السورية هجوما على دير الزور الرجاء الضغط على هذا الرابط |
وأضاف «لقد طلبت من وزير الخارجية ايصال هذه الرسائل الى الحكومة السورية. لقد كررت ايضاً الدعم الاميركي لعملية تحول ديمقراطي في سورية».
في سياق متصل، اعلن وزير الخارجية الكويتي محمد الصباح سالم الصباح، أمس، أن الكويت قررت استدعاء سفيرها في دمشق تعبيراً عن احتجاجها على قمع التظاهرات المعادية للنظام. ويأتي هذا القرار غداة خطوة مماثلة قامت بها السعودية.
وقال الصباح للصحافيين عقب الاجتماع بلجنة برلمانية «قررنا استدعاء سفيرنا من سورية للتشاور». واضاف «لا يمكن لاحد أن يقبل بإراقة الدماء في سورية، لابد من وقف الخيار العسكري»، مثنياً على القرار السعودي المماثل.
وقال الصباح إن وزراء خارجية بلدان مجلس التعاون لدول الخليج العربية الستة سيعقدون اجتماعاً في وقت قريب لبحث التطورات في سورية، والخروج بتحرك مشترك. ونظم مئات الكويتيين تظاهرات الجمعة الماضية «لنصرة الشعب السوري»، مطالبين بطرد السفير السوري واستدعاء الكويت سفيرها من دمشق.
من جهته، قال وزير الخارجية البحريني الشيخ خالد بن حمد آل خليف، أمس، وذلك بعد قرارين مماثلين اتخذتهما السعودية فالكويت، على صفحته على «تويتر» إن «البحرين تستدعي سفيرها في دمشق للتشاور، وقد ناشدت العودة الى الرشد». وكان العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز دان، أول من أمس، بشكل قوي الحملة الدامية على المحتجين المطالبين بالديمقراطية في سورية، واستدعى سفير بلاده من دمشق.
وفي عمان وصف وزير الخارجية الأردني ناصر جوده ما يجري الآن في سورية بأنه «أمر مقلق ومؤسف ومحزن». وتمنى جوده في مقابلة مع وكالة الأنباء الأردنية «بترا» نشرتها الليلة قبل الماضية أن تعود لغة الحوار، وأن تنجز الإصلاحات التي تضمن خروج سورية من هذا المأزق.
وأضاف جودة «نحن لا نتدخل بالشأن الداخلي السوري. ووحدة وأمن واستقرار سورية هي خط أحمر بالنسبة للأردن».
إلى ذلك، قال التلفزيون السوري إن الأسد اصدر مرسوماً يعين فيه العماد أول داوود راجحة وزيراً للدفاع.
وكان راجحة (64 عاماً) رئيساً لأركان الجيش، ويحل مكان العماد علي حبيب الذي كان وزيراً للدفاع منذ العام .2009
وقال التلفزيون «إن هذا التعيين يأتي في اطار تغيرات على اعلى مستوى الدولة تقررت بعد لقاءات عقدها الرئيس الاسد مع وفود»، تمثل اهالي المدن التي تشهد احتجاجات. وأضاف أن حبيب «مريض منذ بعض الوقت ووضعه الصحي تدهور أخيرا».
من جهته، قال مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبدالرحمن إن الاجهزة الامنية السورية «اغتالت معن العودات الذي كان يشارك في تشييع جثمان شهيد في درعا سقط على ايدي اجهزة الامن»، موضحاً «انه استهدف في الرأس». وأضاف ان شخصين آخرين من المشيعين سقطاً ايضاً برصاص قوات الأمن.
كما أعلن المرصد ان خمسة قتلى هم سيدتان احداهما مع ابنيها سقطوا، أمس، برصاص قوات الامن في دير الزور. وقال المرصد نقلاً عن ناشطين إن «سيدة واثنين من ابنائها كانوا يبحثون عن ملاذ آمن فارقوا الحياة، عندما أطلقت عليهم دورية امنية الرصاص الحي في حي الحويقة». كما تحدث عن «استشهاد امرأة في حي الجورة برصاص اطلقته قوات الأمن»، ومقتل شابة في الحويقة. وأضاف الناشطون أن «الأجهزة الامنية بدأت حملة مداهمات واعتقالات بمنطقة الوادي بحي الجورة الواقع غرب المدينة».
وأكد المرصد أن «الحملة ترافقت مع عملية ترويع للأهالي في منازلهم، ويجري احراق الدراجات النارية التي يستخدمها الاهالي في التنقل».
وجدد الجيش قصفه مناطق في مدينة دير الزور بشرق البلاد.
وأضح المرصد أن الجيش قصف بالرشاشات الثقيلة حي الجورة.
وفي محافظة إدلب، قال المرصد ان «دبابات وناقلات جند مدرعة كانت متمركزة شرق المدينة منذ اكثر من شهر اقتحمت مدينة معرة النعمان فجر أمس، ورافقتها قوات امنية بدأت بتنفيذ حملة اعتقالات واسعة مازالت مستمرة وأسفرت عن اعتقال العشرات.
وشهدت احياء عدة في مدينة حمص بوسط سورية مساء أول من أمس، تظاهرات حاشدة مناهضة للنظام شارك فيها الآلاف وتصدت لها قوات الأمن وأنصار النظام بإطلاق الرصاص، ما اسفر عن سقوط جريح واحد على الاقل، كما افادت منظمة حقوقية.
وأكد المرصد ان «تظاهرة كبيرة انطلقت في مدينة تدمر التي اتسعت فيها الاحتجاجات حيث تخرج التظاهرات بشكل يومي منذ بداية رمضان بعد التراويح».
وأضاف ان مدينة الرستن شمال حمص شهدت بدورها تظاهرة حاشدة ضمت آلاف المتظاهرين. كما نقل المرصد عن ناشط في مدينة حماة من سكان حي الجراجمة أن قوات من الجيش والأمن اقتحمت الحي وشنت حملة مداهمات و اعتقالات واسعة طالت ما لا يقل عن 1500 شخص من سكان حي الجراجمة فقط.