استمرار نزوح الأهالي من الأحياء المستهدفة بكثافة في اللاذقية

19 قتيلاً في تظاهرات ليلية.. والجيش السوري يغادر دير الزور

صورة تلفزيونية تظهر تمركز عربات مدرعة على شواطئ اللاذقية. أ.ب

قتل 19 شخصا برصاص قوات الأمن السورية، التي أطلقت النار لتفريق تظاهرات حاشدة ضد نظام الرئيس بشار الأسد، خرجت الليلة قبل الماضية في اللاذقية وحمص ودير الزور، بينما استمر نزوح الأهالي من الاحياء المستهدفة بكثافة عالية في اللاذقية، وسط نداءات استغاثة من شباب محاصرين في حي الرمل الفلسطيني. فيما خرجت قوات الجيش السوري، أمس من مدينة دير الزور (شرق)، من مدخليها الجنوبي والشمالي الشرقي.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن حصيلة ضحايا تظاهرات اللاذقية وحمص ودير الزور ارتفعت إلى 19 قتيلاً، بعد وفاة شخصين فجر أمس، متأثرين بجروح أٌصيبا بها برصاص أطلقته قوات الأمن، لتفريق تظاهرة خرجت بعد صلاة التراويح بمدينة حمص.

وأوضح المرصد أن نشطاء من مدينة حمص أكدوا أن الاتصالات الأرضية والخلوية قُطعت عن حي عشيرة، كما سُمعت أصوات اطلاق رصاص في محيط باب السباع.

وأضاف أن 17 شهيدا سقطوا، ستة منهم في مدينة حمص، بينهم «شهيد» قضى تحت التعذيب وأربعة في تجمع قرى الحولة بمحافظة حمص بينهم رجل مسن، وستة «شهداء» في مدينة اللاذقية، و«شهيد» في مدينة دير الزور، توفي متأثراً بجروح أُصيب بها يوم الجمعة الماضي.

وأشار إلى «أن هناك شهداء في مدينتي حمص واللاذقية، لم يتسن له توثيق أسمائهم، بالإضافة إلى عشرات الجرحى في حمص».

ونقل عن سكان من مدينة اللاذقية أنهم «شاهدوا 20 آلية عسكرية مدرعة وسيارات محملة بالجنود في شارع الثورة تجمعت قرب فرن عكاشة»، فيما أبدى أهالي حي قنينص، الذي نزح عنه الكثير من سكانه، أن تكون وجهة هذه الآليات الحي لتنفيذ عملية عسكرية واسعة.

وأكد المرصد في بيان أن «أحياء بستان السمكة وعين التمرة وبستان الحمامي، في اللاذقية، تعرضت عصر الاثنين لقصف بالرشاشات الثقيلة من آليات عسكرية مدرعة». وأضاف أنه بالموازاة مع ذلك «استمر نزوح الأهالي من الأحياء المستهدفة بكثافة عالية، كما وصلت نداءات استغاثة من شباب محاصرين في حي الرمل الفلسطيني، من قبل الجيش وقوات الأمن لدى عودتهم الى الحي، لاستكمال إجلاء النساء والأطفال من الحي».

وقال ناشط من حمص، في اتصال هاتفي مع «فرانس برس»، إن حصيلة العمليات، التي نفذتها قوات الأمن في مدينة حمص، وبلدة الحولة التابعة لمحافظتها، بلغت 12 قتيلا.

وأضاف أن قوات الأمن اطلقت النار، أمس، في حيي باب السباع والبياضة، وشنت حملة مداهمات واعتقالات في البياضة.

من جهة أخرى، أعلن المرصد ان نحو 100 محام نظموا اعتصاما صامتا داخل قاعة المحامين، في قصر العدل في الرقة (شرق)، ورفعوا لافتات طالبوا فيها بخروج الجيش من المدن، ورددوا «كلنا حماة ودير الزور واللاذقية»، وطالبوا بـ«قضاء عادل ونزيه».

في سياق متصل، خرجت قوات الجيش السوري من مدينة دير الزور (شرق)، من مدخليها الجنوبي والشمالي الشرقي.

وقالت مراسلة «فرانس برس»، التي شاركت في جولة نظمتها وزارة الاعلام السورية، إن قوات تتألف من 12 مدرعة كتب عليها «جنود الأسد»، وست ناقلات جند تحمل عشرات الجنود، خرجت من المدخل الجنوبي، مرورا أمام مدرسة الشرطة.

وصرح مسؤول عسكري للصحافيين في المدينة، بأن الجيش السوري دخل دير الزور «استجابة لنداء أهالي الدير، ونتيجة حصار المدينة بشكل مرعب من قبل المجموعات المسلحة، التي أقامت الحواجز والمتاريس».

وأضاف «قمنا بعملية نوعية وسريعة ودقيقة، بالتعاون مع الأهالي، لإعادة الأمن والاستقرار، وتمكنا من القبض على مسلحين وضبط متفجرات وعبوات نافسة وألغام».

وأكد للصحافيين ان «القوات خرجت بعد إتمام العملية مباشرة».

وأضاف «أتينا لأداء واجب وطني لإعادة الأمن، وهذا الخروج نهائي لا عودة للجيش أبدا» الى المدينة.

من جهتهم، هتف الجنود وهم يرفعون صور الرئيس الأسد وأعلاما سورية «الشعب والدير يريد بشار الاسد»، و«بالروح بالدم نفديك يا بشار».

وغادرت وحدات، أيضا، المدينة من مدخلها الشمالي الشرقي، من امام مستشفى الفرات. وقال قائد عسكري لـ«يونايتد برس إنترناشونال»، إن وحدات الجيش خرجت من دير الزور «بعد أن لبّت نداء الأهالي، وخلّصتهم من المجموعات المسلحة».

واتهم القائد العسكري تلك المجموعات المسلحة بأنها «عاثت فساداً وتدميراً بالممتلكات العامة والخاصة في المدينة، وعملت على تقطيع أوصالها بالحواجز»، موضحاً أن الجيش رجع الى ثكناته، بعد أن أنجز مهمته. وأفاد مراسل «يونايتد برس إنترناشونال» أنه شاهد، خلال تجواله في المدينة، حواجز للجيش، كما شاهد سيارات محطمة وزجاج أبنية متناثراً وواجهات محال تجارية محطمة.

وقال سكان إن «قوات الأسد سحبت مدافعها المضادة للطائرات والدبابات، من المدينة المطلة على نهر الفرات قبل أيام عدة»، لكنهم قالوا إن حاملات جند مدرعة وقوات وأفرادا من المخابرات، مازالوا منتشرين في ساحات المدينة وتقاطعاتها بشكل لوحظ في مدن أخرى تعرضت لهجوم من الجيش وظلت محاصرة.

وقال أبوبكر حاج وهو نشط محلي «مازال القناصة على أسطح المنازل، والجيش يقتحم منازل النشطاء في دير الزور، ويحيط بالقرى التي فر منها السكان».

تويتر