23 قتيلاً برصاص الأمن في تظــاهرات حاشدة ضد الأسد
قتل 23 مدنياً بينهم طفل وجرح العشرات في ريف درعا وحمص وريف دمشق واللاذقية عندما فتحت قوات الأمن السورية النار لتفريق تظاهرات حاشدة عمت المدن والبلدات والقرى السورية ضد نظام الرئيس بشار الأسد في «جمعة بشائر النصر». فيما أعلن ناشطون تأسيس «الهيئة العامة للثورة السورية» تضم كل تجمعات المحتجين داخل سورية والمعارضين في الخارج. بينما انضمت استراليا إلى الولايات المتحدة وحلفائها الغربيين في دعوة الأسد إلى التنحي عن منصبه، معلنة عن عزمها فرض عقوبات على النظام السوري تشمل 34 شخصاً و13 مؤسسة.
وقال المرصد السوري لحقوق الانسان ان «15 شخصاً قتلوا في ريف درعا بينهم ستة وطفلان في مدينة غباغب وخمسة اشخاص في الحراك وشخص في انخل وآخر في نوى عندما أطلق رجال الامن النار لتفريق تظاهرات جرت في هذه المدن».
وأكد ان قوات الامن أطلقت النار على متظاهرين في بلدة غباغب ما ادى الى جرح ثلاثة منهم، مشيرا الى ان الاجهزة الامنية «اعتقلتهم فورا وسط حالة توتر شديد في البلدة». واضاف المرصد أن شخصاً قتل في حرستا (ريف دمشق) عندما اطلقت قوات الامن الرصاص الحي لتفريق المتظاهرين.
وقال ناشط من مدينة حمص (وسط) ان «ثلاثة أشخاص قتلوا في حمص بينهم شخص في حي القرابيص وآخر في حي بابا عمرو وثالث في حي جوبر».
وأضاف المرصد ان تظاهرات خرجت في معظم احياء مدينة حمص (وسط) للمطالبة بإسقاط النظام اضخمها كانت في حي الخالدية ضمت نحو 20 ألف متظاهر. واشار الى إطلاق نار كثيف في حيي باب الدريب والميدان واحياء أخرى، لافتاً الى شن «حملة مداهمات للمنازل واعتقال متظاهرين في حي الميدان وكرم الشامي.»
وغرباً على الساحل السوري، ذكر المرصد ان «المصلين خرجوا من جامع الفتاحي في اللاذقية في تظاهرة انقضت عليها مجموعات الشبيحة بسرعة لتفريقها بينما خرجت تظاهرة في حي الميدان في بانياس تطالب بإسقاط النظام على الرغم من التواجد الامني الكثيف».
وتحدث المرصد عن «انتشار امني كثيف» في دير الزور (شرق) التي أعلن الجيش السوري خروجه منها.
وقال ان «انتشارا امنيا كثيفا سجل امام مساجد منع خروج المصلين منها في تظاهرات بينما شهد شارع التكايا تظاهرة فرقتها أجهزة الامن بإطلاق الرصاص ولم تسجل اي إصابات».
وفي دمشق، قال المرصد ان «رجال الامن اطلقوا النار بكثافة على تظاهرة خرجت في حي القدم» مشيراً الى «سقوط جرحى». وأشار الى ان «وحدات من الجيش والامن دخلت حي القابون وانتشرت بشكل كثيف امام المساجد، وفيما قامت سيارات الامن بعناصرها المسلحة بالعتاد الكامل بدوريات في الحي لمنع خروج التظاهرات».
كما «خرجت تظاهرة في حي الحجر الاسود تهتف يا حماة حنا معاكي للموت ويا دير الزور حنا معاكي للموت والشعب يريد اسقاط الرئيس»، بحسب المرصد.
وفي ريف دمشق «اطلقت أجهزة الامن الرصاص الحي والغاز المسيل للدموع لتفريق تظاهرة خرجت بعد صلاة الجمعة في داريا والكسوة كما خرجت تظاهرات في بلدات التل وحرستا وقدسيا تهتف لحماة واللاذقية وتطالب بإسقاط النظام».
وفي شمال شرق البلاد، ذكر الناشط الحقوقي حسن برو، أن «5000 متظاهر خرجوا في مدينة القامشلي و4000 في مدينة عامودا للمطالبة بإسقاط النظام». واشار إلى ان «التظاهرات تمت ضمن وجود امني كثيف»، من دون أن يشير الى تدخل امني أو اعتقال.
وكشف برو ان «اتحاد التنسيقيات الكردية أعلن عدم الاحتفال بعيد الفطر في جميع المنطق الكردية ونالت هذه المبادرة تاييد الأحزاب الكردية».
وخرجت تظاهرات حاشدة في مدن سورية أخرى في ريف دمشق وريف حماة (وسط) وريف ادلب (شمال غرب).
إلى ذلك، قال المرصد السوري أن أربعة أشخاص توفوا متأثرين بجروح أُصيبوا بها برصاص قوات الأمن السورية في حمص وريف دمشق واللاذقية.
وقال إن شاباً توفي، أمس، في حمص متأثراً بجراح أُصيب بها بعد صلاة التراويح أول من أمس.
وذكر في بيانات أن شاباً «استشهد» في بلدة الرحيبة بريف دمشق، أمس، متأثراً بجراح أُصيب بها حين اطلقت قوات الأمن السورية الرصاص الحي على متظاهرين بعد صلاة التراويح.
وقال إن شخصين «استُشهدا» متأثرين بجراح أصيبا بها بمدينة اللاذقية، حيث خرجت الليلة قبل الماضية تظاهرات بعد صلاة التراويح بمساجد العوينة والفتاحي والبيرقدار وغريب في حي الصليبية ومشروع الصليبة، فقام الأمن بمحاصرتها وقمعها مباشرة كما سمع إطلاق نار في عين التمرة وبستان السمكة في المدينة.
في سياق متصل، أعلن ناشطون ضد نظام الاسد في بيان تأسيس «الهيئة العامة للثورة السورية» لضم كل تجمعات المحتجين داخل سورية والمعارضين في الخارج. وقال البيان إن هذه الهيئة اسست بعد «اندماج جميع تجمعات الثورة داخل سورية وخارجها لتكون ممثلاً للثوار في كل انحاء سورية الحبيبة».
وأوضحوا ان هذه الهيئة أسست «التزاما بضرورة العمل المشترك والحاجة الملحة لتوحيد الجهود الميدانية والاعلامية والسياسية ولضرورة الانصهار ببوتقة عمل واحدة توحد الرؤى لدى الثوار بمختلف الائتلافات والتنسيقيات التي تتمثل بداية بإسقاط نظام بشار الاسد ومؤسساته القمعية والنفعية».
وأكد الناشطون ان الخطوة التالية في عمل هذه الهيئة ستكون «بناء سورية كدولة ديمقراطية مدنية ودولة مؤسسات تضمن الحرية والمساواة والكرامة واحترام حقوق الانسان لجميع مواطنيها».
ودعت الهيئة التي وقع على بيان تأسيسها عدد كبير من «تنسيقيات الثورة السورية» في مدن عدة، بقية التنسيقيات والتكتلات والتجمعات الى «التوحد ضمن هذه الهيئة لما في ذلك من مصلحة تخدم اهداف الثورة وتوصل صوتها لكل اصقاع الدنيا، ولنقدم رؤيتنا بشكل موحد يرقى الى جهود الفاعلين على الارض في كل مدينة وقرية سورية».
من ناحية أخرى، أصدرت وزارة الخارجية الاسترالية، أمس، بياناً قالت فيه إنه «لمصلحة مستقبل سورية وشعبها، دعت الحكومة اليوم (أمس) الرئيس السوري إلى التنحي». وقال وزير الخارجية بالوكالة كريغ إيمرسون «يجب السماح للشعب السوري بأن يشارك في نشاطات سياسية سلمية وأن يعطى الفرصة ليحدد مستقبله بنفسه». وأعلنت الخارجية الاسترالية عن عزمها فرض عقوبات على مسؤولين في النظام السوري متورطين بأعمال القمع، ولدى إنجاز نظام العقوبات الأسترالي المستقل سيفرض حظر سفر وقيود مالية على 34 شخصاً و13 مؤسسة.