استمرار التظاهرات أمام السفارة الإسرائيلية في القاهرة. أ.ب

القاهرة تستدعي السفير الإسرائيلي..وباراك «يأسف» لمقتل جنود مصريين

استدعت الخارجية المصرية القائم بالأعمال الإسرائيلي بالقاهرة، أمس، لإبلاغه باحتجاج مصر على خلفية استشهاد عسكريين مصريين ليلة أول من أمس بنيران غارة إسرائيلية على الحدود المصرية، وفي وقت قال وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك، أمس، إن «اسرائيل تأسف لمقتل رجال شرطة مصريين خلال الهجوم على الحدود الاسرائيلية المصرية»، وعرض «دراسة» ظروف الحادث مع الجيش المصري، موجها «أمرا الى الجيش بفتح تحقيق يتم بعده دراسة ظروف هذا الحادث بالتعاون مع الجيش المصري»، وأكدت قوات المراقبة الدولية العاملة في سيناء في تقرير اعدته حول الحادث أن اسرائيل «ارتكبت مخالفتين» داخل شبه الجزيرة، «تمثلتا في اجتياز الحدود، وإطلاق الرصاص في الجانب المصري» عند العلامة رقم 79 بمنطقة النقب بوسط سيناء.

وتفصيلاً، قال مصدر صحافي بمجلس الوزراء المصري، أمس، لوكالة «يونايتد برس انترناشونال» إن البيان الذي أصدرته لجنة إدارة الأزمات المنبثقة عن المجلس ذكرت في بيانها قراراً بتكليف وزير الخارجية محمد كامل عمرو باستدعاء السفير الإسرائيلي لدى القاهرة لإبلاغه باحتجاج مصر على مقتل جنودها وطلب فتح تحقيق عاجل وتقديم اعتذار رسمي لمصر. ورجّح المصدر أن يكون ثمة خلط حدث بين استدعاء السفير الإسرائيلي، وبين «سحب السفير المصري» وهي عبارة لم ترد بالبيان.

وقد التزم مجلس الوزراء المصري الصمت حيال ذلك التضارب الذي وقعت فيه وسائل الإعلام المحلية والأجنبية، ولم يوضح المجلس حقيقة الموقف من خلال أي وسيلة اتصال بالصحافيين.

وكشف المصدر ذاته أن مواقع الكترونية نسبت خبر «سحب السفير المصري من تل أبيب» إلى الصفحة الرسمية لمجلس الوزراء المصري على موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك»، وهو ما لم يحدث تماماً.

في السياق ذاته، نقل الموقع الالكتروني لصحيفة «الأهرام» أمس، عن مصدر وصفته بالمطلع قوله «إن بيان مجلس الوزراء الصادر بعد منتصف الليلة قبل الماضية لم يرد به ما يفيد سحب السفير المصري من إسرائيل»، مشيراً إلى وجود سوء فهم لدى من نقل الخبر من بيان المجلس بين استدعاء السفير الإسرائيلي، وبين سحب السفير المصري.

وكانت الخارجية الإسرائيلية قد أكدت، في وقت سابق أمس، أن تل أبيب لم تتلق أي طلب رسمي لاستدعاء السفير المصري لديها.

وقالت مصادر أمنية لـ«فرانس برس» إن ضابطا مصريا وأربعة جنود قتلوا وأصيب اخرون على الحدود الخميس الماضي بعد ساعات من فتح مسلحين النار على حافلات وسيارات في اسرائيل، ما اسفر عن مقتل ثمانية اشخاص. وهي المرة الثانية التي تسحب فيها مصر سفيرها من اسرائيل منذ توقيع اتفاق السلام في .1979

وكانت مصر استدعت سفيرها من اسرائيل في نوفمبر 2000 احتجاجا على «الاستخدام المفرط للقوة» من قبل اسرائيل ضد الفلسطينيين في الانتفاضة الثانية.

واضاف البيان أنه سيتم ابلاغ السفير الاسرائيلي بأن مصر تطالب «بإجراء تحقيق رسمي مشترك»، للكشف عن ملابسات الحادث وتحديد المسؤولية عنه، ومن ثم «اتخاذ الاجراءات القانونية على نحو يحفظ حقوق الضحايا والمصابين المصريين». وتابع البيان المصري ان «تأمين الحدود المصرية الاسرائيلية مسؤولية الطرفين معا وليس مسؤولية الجانب المصري وحده».

من جانبه، قال المتحدث بلسان الخارجية الاسرائيلية ايغال بالمر إن المسؤولين الدبلوماسيين يجرون «مشاورات» حول قرار مصر استدعاء سفيرها، فيما تعهد الجيش الاسرائيلي بالتحقيق في الحادث وابلاغ مصر بما يخلص اليه التحقيق. وقال متحدث باسم الجيش الاسرائيلي، أول من أمس، «ستحقق قوات الدفاع الاسرائيلية في المسألة بدقة وتطلع الجانب المصري على النتائج اولا بأول».

وتوجه رئيس الأركان المصري سامي عنان الى سيناء، أول من أمس، للتحقيق في مقتل المجندين الخمسة.

وفي تلك الاثناء يباشر الجيش المصري عملية لمدة اسبوع في سيناء للقبض على المسلحين الاسلاميين المشتبه في مسؤوليتهم عن هجمات على الشرطة المصرية، وعلى انبوب نقل الغاز الى اسرائيل.

وقد تظاهر المئات خارج السفارة الاسرائيلية في القاهرة، مطالبين بطرد السفير الاسرائيلي ومنددين بإسرائيل. وتجمع المتظاهرون امام المبنى المحاذي للسفارة وهتفوا «سيناء، سيناء، لتسقط اسرائيل، الشعب يريد انزال العلم (الاسرائيلي)، اطردوا السفير».

الأكثر مشاركة