صورة وظلال
جلود.. من الاعتزال إلى الفرار
شارك عبدالسلام جلود، المولود عام ،1944 في حكم ليبيا بعد انقلاب سبتمبر،1969 بقيادة العقيد معمر القذافي. وهو ضابط برتبة رائد ركن، وأصبح عضواً في مجلس قيادة الثورة في ليبيا. وهو ينتمي إلى قبيلة المقارحة ومعقلها في صبحة بوسط غرب البلاد، وهي من كبرى القبائل في ليبيا.
وتقلد جلود مناصب عدة في ليبيا، أهمها رئيس الحكومة عام .1977
وتميز بقدرته على فرض وجوده في ليبيا، وفشل القذافي في تهميشه، إذ حافظ على موقعه بعد استبدال الجمهورية بـ«الجماهيرية»، رغم إلغاء منصب رئيس الوزراء، وظل يزاول مهامه وبمسميات أخرى واستمر في التحكم في قطاعات الاقتصاد والنفط والنقابات والطلاب.
واتسم جلود بالصراحة التي كانت فاضحة وكارثية بالنسبة للقذافي، ومنها ما صرح به في مؤتمر صحافي بعد الغارة الأميركية سنة 1986 بأن القذافي مختبئ في ملجأ تحت الأرض، مكذباً قول القذافي إنه كان نائماً وأسرته في مقر إقامته أثناء الغارة.
وتميز جلود بقوته في أوقات الشدة، إذ كان القذافي ينكمش وتخونه قدراته على التصرف، ومنها توليه إدارة العمليات الحربية في الوقت الذي كانت القوات المصرية على وشك الدخول إلى ليبيا عام .1977 وقيادته الشخصية الميدانية لعملية استعادة قطاع أوزو من مجموعات تشادية احتلته.
حاول القذافي مراراً قص مخالب جلود وتقليص نفوده أشهرها سن وتنفيذ قانون محاربة الفساد والهدف منه التخلص من العناصر المحسوبة على جلود. ولكنه فشل في ذلك. واستمر جلود في قوته داخل النظام الليبي إلى حين اعتزاله إرادياً في الخامس من مايو عام .1993
ولكن هناك من يعتقد أن خلافاً حاداً نشب بينه و بين القذافي حول قرار القذافي بإرسال الحجيج الليبيين إلى القدس بدلاً من مكة، بحجة الحظر الجوي الناتج عن قضية «لوكربي»»، في حين كان هدف القذافي مغازلة إسرائيل لكسر الحصار.
وفي 28 أكتوبر 2010 دعت صحيفة «أويا» المقربة من سيف الدين الإسلام القذافي نجل الرئيس القذافي، «باسم الليبيين» القذافي إلى إعادة جلود إلى الحياة السياسية، كي يتقلد منصب رئيس اللجنة من جديد، في محاولة لمواجهة تدهور البلاد بعد تفشي الدولة الثالوث البغيض الجسد الدولة وهي«الرشوة و الوساطة و المحسوبية» التي تعم البلاد، والتي اثرت في الاقتصاد و مختلف مناحي الحياة في ليبيا.
وأعلن جلود عن انشقاقه عن نظام القذافي وانضمامه إلى الثوار بصورة مفاجئة يوم الجمعة الماضي، في وقت تؤكد فيه قوات الثوار الليبيين أنها بدأت معركة تحرير العاصمة طرابلس. وقال جلود إن «القذافي سبب خراب ليبيا، وإنه آخر من يتكلم عن الدين والوطنية». وطالب جلود كتائب القذافي أن تسلم أسلحتها أو تنضم إلى الثوار.
ويرى البعض أن جلود بانشقاقه هذا يكون قد ضمن لنفسه مكاناً في الحكومة الليبية المقبلة، خصوصاً أن الرجل كان يحظى بشعبية كبيرة في ليبيا، كما أنه غير مكروه في الأوساط الشعبية مثل القذافي، ولديه خبرة في الحكم والإدارة فقد تقلد وزارات عدة في ليبيا، منها الإدارة المحلية والمالية والاقتصاد.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news