العالم يطوي صفحة القذافي
دعا الغربيون، أمس، الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي، الى مغادرة السلطة لتجنب المزيد من اراقة الدماء، واعتبروا ان دخول الثوار الى طرابلس يكرس نهاية النظام الليبي. وعبرت واشنطن وعواصم اخرى ايضا عن قلقها إزاء مرحلة ما بعد القذافي مع بدء فترة انتقالية تشوبها شكوك حول مستقبل الديمقراطية في ليبيا.
وقال الرئيس الاميركي باراك اوباما، الليلة قبل الماضية، من مكان عطلته في شمال شرق الولايات المتحدة، إن «الحركة ضد نظام القذافي بلغت هذه الليلة نقطة اللاعودة. طرابلس تتحرر من قبضة الطاغية». وقال «على القذافي أن يدرك حقيقة انه لم يعد يسيطر على ليبيا. عليه ان يتخلى عن السلطة لمرة واحدة واخيرة».
ودعا اوباما ايضا المتمردين الليبيين الذين دخلوا طرابلس الى احترام حقوق الانسان، وحماية مؤسسات الدولة، والسير قدما باتجاه الديمقراطية، على ان تكون «عادلة وتشمل كل الشعب الليبي».
وفي بروكسل اعتبرت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون، ان «نهاية نظام القذافي» تقترب داعية الزعيم الليبي الى مغادرة السلطة «فورا»، وحثت المتمردين على التحلي بضبط النفس.
وقالت اشتون في بيان «اننا نشهد نهاية نظام القذافي»، مضيفة «ادعو القذافي الى مغادرة السلطة فوراً، وتجنب مزيد من سفك الدماء».وحثت اشتون ايضا الثوار الليبيين على ضبط النفس على الارض فيما يخوضون معركة طرابلس الحاسمة، واحترام تطلعات الشعب الليبي بحصول تغيير ديمقراطي فعلا.
وقالت «ادعو المجلس الوطني الانتقالي وقوات المعارضة الى ضمان حماية المدنيين واحترام القانون الانساني وحقوق الانسان العالمية بشكل كامل، والعمل بحس من المسؤولية من اجل ضمان السلام والاستقرار في كل انحاء البلاد».
واضافت ان «ليبيا تدخل عصرا جديدا، آن الاوان لاطلاق عملية انتقالية في اتجاه ليبيا يتم فيها احترام المبادئ الديمقراطية والعدالة وحقوق الانسان بشكل كامل، واعدة بان تقدم اوروبا مساعدة».
وخلصت الى القول ان «الاتحاد الاوروبي سيواصل تقديم دعمه، وسيبقى شريكا بارزا للشعب الليبي».
من جهته، حذر رئيس الوزراء السويدي فريديرك راينفلت من أن «الكثير من الامور يمكن الا تسير بشكل جيد في الايام المقبلة».
وفي فرنسا، الدولة التي كانت مع بريطانيا في مقدمة التحرك المناهض للنظام الليبي، حث الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي معمر القذافي على «تجنيب شعبه معاناة جديدة غير مجدية من خلال تخليه من دون تأخير عما بقي له من سلطة». واضاف ان «النهاية لم تعد الآن موضع شك».
وحثت بريطانيا القذافي على وقف القتال من دون شروط. وقال رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، انه يود ان يرى القذافي ماثلا امام العدالة، إلا أنه اضاف ان مصيره في ايدي قادة المعارضة من المجلس الانتقالي. وحث كاميرون قوات المعارضة على ان تتجنب الانتقام. وقال للصحافيين «سنتخذ اجراء مبكراً في مجلس الامن كي نمنح السلطات الليبية الجديدة الدعم القانوني والدبلوماسي والسياسي والمالي الذي يحتاجونه». واضاف «سيكون بمقدورنا في اقرب وقت الافراج عن الارصدة المجمدة التي تخص الشعب الليبي».
وفي ايطاليا، القوة المستعمرة سابقا لليبيا، دعا رئيس الوزراء الايطالي سيلفيو برلوسكوني القذافي لتسليم نفسه، معربا عن تضامن ايطاليا مع الثوار في معركتهم للسيطرة على طرابلس. وقال في بيان حكومي «نطلب من العقيد القذافي انهاء المقاومة التي لا طائل من ورائها، وكف المزيد من المعاناة عن شعبه».
واعتبر وزير الخارجية الايطالي فرانكو فراتيني، ان نظام القذافي لم يعد يسيطر «على اكثر من 10٪ الى 15٪» من طرابلس. وقال فراتيني رداً على سؤال حول الوضع في العاصمة الليبية «شهدنا خلال الساعات الاخيرة تعزيز المعارضة لتقدمها، وبإمكاننا القول إن النظام لم يعد يسيطر في الوقت الراهن على اكثر من 10٪ الى 15٪ من المدينة».
واعتبر ان سقوط النظام سيخلق «آفاقا كبرى» للشركات الايطالية. وقال ان «الحكومة الليبية الجديدة ستحترم كل العقود»، مؤكداً ان فرعاً للمجموعة النفطية «ايني» يعمل حالياً على تأهيل البنى التحتية النفطية في ليبيا.
من جهتها، اعلنت الصين التي لها مصالح اقتصادية كبرى ايضا في ليبيا انها «تحترم خيار الشعب الليبي». وقالت وزارة الخارجية الصينية في بيان على موقعها على الانترنت إن «الصين تحترم خيار الشعب الليبي، وتأمل في عودة سريعة للاستقرار الى ليبيا».
ونفت جنوب إفريقيا ان تكون ارسلت طائرة لنقل الزعيم الليبي، كما كانت اشارت بعض المعلومات.
من جانب آخر انتقد احد الحلفاء القلائل للزعيم الليبي، الرئيس الفنزويلي هوغو تشافيز، مجدداً تدخل حلف شمال الاطلسي في طرابلس.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news