سقوط باب العزيزية.. والثوار يدخلون بيــت القذافي
تمكن الثوار الليبيون من دخول منزل الزعيم العقيد معمر القذافي بعد اقتحامهم أمس، مجمع باب العزيزية الحصين في طرابلس بعد معارك عنيفة بالصواريخ والمدفعية الثقيلة، في حين أطلقت كتائب العقيد ثلاثة صواريخ سكود على مصراتة. وفيما أكد حلف شمال الأطلسي أن نهاية الزعيم الليبي قريبة، افادت معلومات صحافية بأن طائرات تجسس بريطانية تمشّط ليبيا بحثاً عن القذافي منعاً من فراره خارج البلاد.
وتفصيلاً تمكن الثوار الليبيون من السيطرة على مقر اقامة معمر القذافي في مجمع باب العزيزية بطرابلس، بعد ساعات من المواجهات العنيفة. وقال مراسل إن مئات من المقاتلين شنوا هجوماً على مقر العقيد بعد ثلاثة ايام من دخولهم العاصمة. وأضاف ان الثوار حطموا جدران المجمع الإسمنتية ودخلوه. وقال «لقد سيطروا تماماً على باب العزيزية (مقر إقامة القذافي) وانتهى الأمر».
وتعتبر قاعدة باب العزيزية أشد المواقع الليبية تحصيناً على الإطلاق، فهي محاطة بثلاثة أسوار إسمنتية مضادة للقذائف، إضافة إلى ضمها أكثر التشكيلات العسكرية والأمنية تطوراً من حيث التدريب والتسليح، وفيها عدد من الثكنات العسكرية والأمنية، حيث ترابط الكتائب التي يقود أغلبها أبناء القذافي شخصياً.
من جانب آخر نقل مسؤول روسي عن العقيد معمر القذافي قوله إنه في طرابلس وسيبقى فيها يقاتل حتى النهاية.(لمشاهدة فيديو لعملية اقتحام مقر القذافي، يرجى الضغط على الرابط التالي: https://www.emaratalyoum.com/multimedia/videos/2011-08-24-1.418205)
وأعلنت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين اشتون في مؤتمر صحافي، أن المجلس الوطني الانتقالي في ليبيا ابلغها أمس، بأن الثوار يسيطرون على 80٪ من طرابلس.
وتحلق طائرات تابعة لحلف شمال الأطلسي فوق العاصمة التي تشهد معارك بين الثوار والقوات الموالية للقذافي في احياء أخرى غير بعيدة عن الفندق، إذ تمركز جنود تابعون للنظام.
ويتحصن مقاتلون موالون للقذافي في مجمع باب العزيزية الذي يقع في القسم الجنوبي من طرابلس، ويمتد على ستة هكتارات، ويتوقع الثوار أن لدى هؤلاء أسلحة وذخيرة كثيرة. ولا يعرف على وجه الدقة ما إذا كان القذافي موجوداً في المجمع إلا أنه من المرجح بقوة أن بعض أبنائه ربما يقيمون هناك.
وكانت اشتباكات اندلعت بين الثوار الليبيين وقوات موالية للقذافي في وقت مبكر من أمس على بعد نحو 80 كيلومتراً غرب طرابلس. وقال الثوار إن الاشتباكات تركزت حول مدينة العجيلات، التي شهدت أخيرا تظاهرة مؤيدة للقذافي.
وأكد المتحدث العسكري باسم الثوار الليبيين محمد زواوي لوكالة فرانس برس، ان الاخيرين تقدموا أمس نحو مرفأ رأس لانوف النفطي باتجاه مدينة سرت عبر الجبهة الشرقية التي انسحبت منها القوات الموالية لمعمر القذافي.
وأعلن حلف شمال الاطلسي أن القوات الموالية للزعيم الليبي معمر القذافي اطلقت الاثنين ثلاثة صواريخ سكود من محيط سرت معقل النظام ومسقط رأس القذافي باتجاه مصراتة التي يسيطر عليها الثوار، منددا بما وصفه بالعمل غير المسؤول. وقالت المتحدثة باسم الحلف اوانا لونغيسكو لفرانس برس «يمكننا تأكيد المعلومات المتعلقة بإطلاق ثلاثة صواريخ سكود ارض-ارض من منطقة سرت».
وأشارت الى ان هذه الصواريخ اصابت المنطقة الساحلية في مصراتة، على الارجح في عرض البحر او على الساحل. وأضافت «لا معلومات لدينا عن اضرار أو ضحايا» جراء هذه الصواريخ، الا ان استخدام هذا النوع من الاسلحة عمل غير مسؤول بتاتا. وأعلنت الناطقة باسم حلف شمال الاطلسي اوانا لونغسكو أمس، ان نهاية نظام الزعيم الليبي معمر القذافي قريبة، مؤكدة ان مناصريه يخوضون معركة خاسرة. وقالت خلال مؤتمر صحافي في مقر الحلف في بروكسل «النهاية قريبة لنظام القذافي، انه الفصل الاخير».
وفي لندن افادت صحيفة ديلي تليغراف أمس، بأن طائرات تجسس واستطلاع تابعة لسلاح الجو الملكي البريطاني ومنظمة حلف الأطلسي تمشّط ليبيا بحثاً عن العقيد القذافي، وسط مخاوف من أنه يستعد للفرار خارج البلاد. وقالت الصحيفة إن طائرة استطلاع من طراز أواكس تابعة لسلاح الجو الملكي البريطاني تراقب جميع الطائرت المدنية التي تغادر طرابلس ومدناً ليبية أخرى في حال حاول القذافي الهرب عن طريق الجو، فيما تقوم طائرة تجسس اميركية من طراز رايفت برصد جميع الاتصالات عن طريق الهاتف النقال أو عبر الأقمار الاصطناعية.
وأضافت الصحيفة أن سلاح الجو الملكي البريطاني سيستخدم أيضاً طائرة استطلاع مزودة برادار متطور من طراز أستور لمراقبة قوافل السيارات المتجهة إلى الصحراء في ليبيا، بعد اعتراف مصادر استخباراتية بأن القذافي كان ذكياً للغاية بتجنب استخدام الهواتف كي لا يتم تحديد موقعه. ونقلت عن مصدر بالحكومة البريطانية «لا نعرف متى يمكننا العثور على القذافي، ولكن على الجميع أن يطمئنوا لأن كل عين تبحث عنه الآن».
واعتبر الرئيس الاميركي باراك اوباما أن مرحلة معمر القذافي تقترب من نهايتها، وحض الزعيم الليبي على ان يعلن بوضوح تنحيه عن السلطة.
وقال اوباما من جزيرة مارثاز فاينيارد حيث يمضي اجازة مع عائلته في رسالة الثوار إن «ليبيا التي تستحقون هي بمتناول يدكم».
وأضاف ان «مرحلة القذافي تقترت من نهايتها، مستقبل ليبيا هو بأيدي شعبها».
وكانت وزارة الخارجية الأميركية قد قالت إن مسؤولين مقربين من القذافي حاولوا التفاوض مع الإدارة الأميركية قبل بدء هجوم الثوار على طرابلس. وأضافت ان عدداً كبيرا من الاشخاص الذين قالوا انهم يمثلون القذافي اتصلوا بالادارة الاميركية بما في ذلك محاولات يائسة جرت في الساعات الـ24 او الـ48 الاخيرة.
من جانبه، قال المبعوث الخاص للامم المتحدة الى ليبيا عبدالإله الخطيب في تصريحات صحافية نشرت امس، إن مسؤولين ليبيين اتصلوا به وحثوه على التدخل قبل ان يبدأ هجوم الثوار على طرابلس.
وفي باريس اعتبر وزير الخارجية الفرنسي الان جوبيه أن نصر الثوار في ليبيا على نظام القذافي ليس كاملاً، وعلى الحلف الاطلسي البقاء في حال تأهب وانجاز مهمته حتى النهاية. وقال لإذاعة اوروبا 1 الفرنسية «قلت بالأمس، ان النصر ليس كاملاً. النظام على شفير الانهيار لكن لايزال هناك جيوب مقاومة. يجب ان يبقى الحلف الاطلسي في حال تأهب لينجز مهمته حتى النهاية». ودعت إسبانيا امس إلى إصدار قرار جديد من مجلس الأمن بشأن ليبيا في أسرع وقت يتماشى مع الوضع الحالي.
وأكدت الحكومة ضرورة أن يتضمن القرار الجديد الإجراءات التي سيتم اتخاذها حيال الأرصدة المجمدة لنظام القذافي والحظر البحري والجوي المفروض على ليبيا.