الثوار ينقلون لجنتهم التنفيذية إلى طرابلس
قصفت طائرات بريطانية حصنا كبيرا يستخدم مقراً للقيادة ومخبأ للعقيد الليبي الهارب معمر القذافي، في مدينة سرت مسقط رأسه، فيما نقل الثوار لجنتهم التنفيذية التي تقوم مقام حكومة، من بنغازي معقلهم في شرق البلاد إلى طرابلس. وبعد موافقة مجلس الأمن على الإفراج عن 1.5 مليار دولار من الأرصدة الليبية المجمدة، طالب الاتحاد الأوروبي بالتروي، حتى تضمن اللجنة عدم استفادة الموالين للقذافي منها.
وتفصيلا، أعلنت وزارة الدفاع البريطانية في بيان، أنه «عند منتصف الليل تقريبا (توقيت لندن)، أطلق تشكيل من الطائرات التورنيدو، أقلع من قاعدة برهام البريطانية في نورفولك صواريخ موجهة عالية الدقة، من طراز ستورم شادو على حصن ومقر قيادة مهم في سرت مسقط رأس القذافي».
من جهتها، ذكرت الإذاعة البريطانية (بي بي سي)، أنه لا توجد إشارات تدل على وجود القذافي داخل المخبأ وقت الغارة.
وقال وزير الدفاع البريطاني ليام فوكس لـ«بي بي سي»، إن الهدف من وراء الهجوم على المخبأ الذي يحوي مركزا للقيادة والتحكم، هو ضمان عدم وجود مراكز أخرى لإصدار الأوامر من نظام القذافي، خارج حدود العاصمة طرابلس. وفي حديث آخر مع قناة «سكاي نيوز» البريطانية، قال فوكس، إنه من السابق لأوانه القول إن المعارك في ليبيا انتهت، إذ لاتزال توجد مقاومة.
وتتركز المواجهات بين الجانبين في محيط مدينة سرت، ومدينة سبها الواقعة على مسافة 750 كيلومترا، جنوبي العاصمة طرابلس التي لا تخضع بشكل كامل حتى الآن لسيطرة الثوار.
وناشدت قوات الثوار سكان مدينة سرت في بيان نشر على الإنترنت تسليم المدينة دون قتال، مقابل ألا يدخل المدينة سوى المقاتلين المنحدرين منها. في الوقت نفسه تجمعت قوات تابعة للثوار بالقرب من المدينة، التي تتحصن فيها وحدات تابعة للقذافي وأنصاره.
وقالت قناة «العربية» الفضائية إن قوات القذافي قصفت مطار العاصمة طرابلس، وألحقت أضرارا بطائرة. وأضافت أن تبادلا لإطلاق النار وقع بين قوات القذافي ومقاتلي المعارضة قرب المطار.
ونقل الثوار لجنتهم التنفيذية من بنغازي إلى طرابلس التي دخلوها الأحد. وأعلن نائب رئيس المكتب التنفيذي في المجلس الوطني الانتقالي الليبي علي الترهوني، في مؤتمر صحافي، «بدء واستئناف عمل اللجنة التنفيذية في طرابلس». وأضاف «لتحيا ليبيا ديمقراطية ودستورية، والمجد لشهدائنا».
وقال ان رئيس المجلس الانتقالي الليبي، الهيئة السياسية للثوار، مصطفى عبدالجليل، سيصل الى طرابلس عندما يسمح الوضع الامني بذلك.
وفي نيويورك، وافق مجلس الأمن الدولي على الإفراج عن 1.5 مليار دولار من الأرصدة الليبية المجمدة، لمساعدة الثوار على إعادة بناء البلاد.
ويأتي هذا القرار إثر اتفاق تم التوصل إليه بين الولايات المتحدة وجنوب إفريقيا، التي تعارض هذا الإجراء منذ اسبوعين، كما أوضح هؤلاء الدبلوماسيون.
وهذه الأموال مجمدة في مصارف اميركية، ولكن جنوب افريقيا تعارض الافراج عنها داخل لجنة العقوبات في مجلس الأمن، بسبب عدم الاتفاق على الاعتراف بالمجلس الوطني الانتقالي، وهو الهيئة السياسية للثوار الليبيين.
وطالب الاتحاد الاوروبي بالتروي بعد افراج اللجنة الدولية للعقوبات عن الأرصدة الليبية المجمدة، حتى تضمن اللجنة عدم استفادة الموالين للقذافي منها.
وقالت مايا كوتشيانشيتش المتحدثة بلسان وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين اشتون، خلال مؤتمر صحافي في بروكسل، ندرس في الوقت الراهن كيفية القيام بذلك عبر خيارات عدة.
وتابعت ينبغي بحث كيفية الافراج عن الأرصدة، بحيث لا تصل الى أيدي الموالين للقذافي، بل الى المجلس الوطني الانتقالي للمعارضة المسلحة.
من جهته، صرح المسؤول الثاني في قيادة المجلس الانتقالي الليبي محمود جبريل في اسطنبول، بأن بقاء الادارة الليبية الجديدة مرتبط بالإفراج عن الأرصدة المجمدة. وفي واشنطن دعت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون الثوار الليبيين الى التصدي بحزم للعنف الناجم عن التطرف، واعتبرت ان الأيام والأسابيع المقبلة ستكون حاسمة في ليبيا. وقالت «الوضع مازال غامضا ولكن من الواضح ان عصر القذافي شارف على نهايته، فاتحا الباب امام عصر جديد في ليبيا، عصر الحرية والعدالة والسلام».
وحذر رئيس الوزراء الفرنسي الأسبق دومينيك دو فيلبان فرنسا والغربيين ودعاهم الى التحرك من اجل «ألا تنقلب الثورة الليبية على من كان ساعدها بالأمس». وقال دو فيلبان في تصريحات الى اي تيلي «ان كسب حرب مختلف عن كسب (معركة) السلام التي هي اصعب بكثير (..)، فذلك يتطلب من الدبلوماسية الفرنسية مبادرات منها مثلا مؤتمر باريس، ولكن ايضا الكثير من المهارة لتفادي ان تنقلب الثورة الليبية على من كان ساعدها بالامس». طرابلس،