تظاهرات في دمشق وإدلب.. وحـظر تجول في البوكمال
قُتل متظاهران عندما فرق رجال الأمن، امس، تظاهرات بعد انتهاء صلاة الفجر في سورية، التي يتوجه اليها غداً مبعوث من روسيا التي خاضت اختبار قوة في مجلس الأمن الدولي، بخصوص فرض عقوبات على دمشق التي فرضت سلطاتها حظر التجول في مدينة البوكمال على الحدود السورية ـ العراقية، ابتداء من الأمس وحتى اشعار آخر.
وأفاد ناشطون حقوقيون بأن شخصين قتلا وجرح اخرون بينهم امام مسجد أمس، عندما فرق رجال الأمن تظاهرات جرت بعد انتهاء صلاة الفجر في دمشق ومحافظة ادلب (شمال غرب).
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان ان مدنياً قتل واصيب خمسة آخرون بجروح برصاص قوات الأمن السورية، عندما حاولت تفريق تظاهرة خرجت فجراً في بلدة كفرنبل الواقعة في محافظة ادلب (شمال غرب).
واضاف المرصد ان مواطناً استشهد واصيب 10 اخرون عند تفريق المتظاهرين فجر امس، امام مسجد الرفاعي في حي كفر سوسة في دمشق.
كما اكد المرصد ان 13 شخصاً جرحوا، بعضهم اصابته خطرة، عندما اطلقت قوات الأمن الرصاص بشكل كثيف على مشاركين في تشييع شهيد سقط يوم الجمعة في بلدة كفرومة الواقعة في محافظة ادلب.
من جهته، اشار اتحاد تنسيقيات الثورة السورية، الى ان قوات الأمن اعتدت على المتظاهرين الذين اعتصموا في جامع الرفاعي، ما اسفر عن سقوط شهيد واصابة امام الجامع اسامة الرفاعي في رأسه، و12 آخرين اصابة احدهم خطرة.
وذكر ناشطون ان المصلين خرجوا للتظاهر من جامع الرفاعي في كفر سوسة فتعرض لهم الأمن، فعادوا أدراجهم الى الجامع واعتصموا فيه، الا ان قوات الأمن اقتحمت الجامع واعتدت بالضرب على المعتصمين. واضافوا ان اهالي المعتصمين تجمعوا في كفر سوسة وطالبوا بالإفراج عن المحاصرين الى ان تم الإفراج عنهم بعد مضي ساعتين، عمد بعدها الأمن الى اعتقال بعضهم لدى خروجهم من الجامع.
وتضامناً مع معتصمي كفر سوسة، افاد المرصد ان دمشق شهدت صباح أمس، عدداً كبيراً من التظاهرات انطلقت من معظم احيائها، كالصالحية والميدان وبرزة والمالكي والزاهرة والمجتهد، واحياء أخرى، كما خرجت مظاهرات في ريف دمشق منها عربين وزملكا ودوما وكفر بطنا.
من جهته، تحدث الاتحاد عن خروج المئات في مظاهرة في حي ركن الدين في دمشق، قام الامن بقمعها، كما خرجت مظاهرات في ريف دمشق كان اكبرها في الزبداني ومضايا. ويأتي ذلك غداة مقتل 11 شخصاً بينهم سبعة متظاهرين في مدن سورية عدة.
على صعيد آخر، نقلت وكالة ايتار ـ تاس عن سفير روسيا، فيتالي تشوركين، ان مبعوثاً مهماً جداً من موسكو سيتوجه الى دمشق غداً، من دون مزيد من التفاصيل.
وقد يكون هذا المبعوث نائب وزير الخارجية الروسي، ميخائيل بوغدانوف، الذي تحادث، اول من امس، بشأن الوضع في سورية مع السفير السوري في موسكو، كما ذكرت ايتار ـ تاس نقلاً عن مصادر دبلوماسية.
وخاضت روسيا اختبار قوة مع الغربيين أول من أمس، في مجلس الأمن الدولي لدى تقديمها مشروع قرار بشأن سورية يلغي العقوبات التي يفرضها مشروع قرار اخر منافس للأوروبيين. وأكدت روسيا ان الوقت لم يحن لفرض تدابير عقابية على دمشق رداً على قمع الحركة الاحتجاجية التي أسفرت عن سقوط اكثر من 2200 مدني بحسب الأمم المتحدة. ويدعو مشروع القرار الأوروبي الذي تقدمت به فرنسا وبريطانيا وألمانيا والبرتغال وتدعمه الولايات المتحدة الى تجميد ارصدة الرئيس بشار الأسد والمقربين منه، والى فرض حظر على الأسلحة. ووجه المعارض السوري برهان غليون، رسالة ناشد فيها اعضاء الجامعة العربية بتقديم دعم واضح لمطالب الشعب السوري والتدخل بحزم من أجل الوقف الفوري للعنف وسحب القوى الأمنية من المدن، وإطلاق سراح المعتقلين وإدانة كل أنواع التعذيب. كما طلب منهم في بيان باسم المبادرة الوطنية السورية إرسال مراقبين عرب دائمين لمراقبة الوضع على الأرض والتحقيق في الانتهاكات الخطيرة والمستمرة لحقوق الإنسان والعمل مع بقية الدول الإقليمية من أجل محاصرة الأزمة السورية ومنع الانزلاق نحو حرب داخلية وربما إقليمية. وحذر من ان حرباً داخلية سورية يمكن أن تتحول بسهولة إلى حرب إقليمية تحرق بنيرانها المنطقة بأكملها. وعقدت الجامعة العربية اجتماعاً طارئاً مساء امس، بحثت فيه التطورات في ليبيا والاضطرابات في سورية.
وأعلنت السلطات السورية فرض حظر التجول في مدينة البوكمال على الحدود السورية ـ العراقية ابتداء من امس وحتى اشعار آخر. وقالت مصادر محلية في مدينة البوكمال ان نداءات وجهت عبر مكبرات الصوت في جميع مساجد مدينة البوكمال التي يزيد عدد سكانها على 50 ألفاً تدعو الى حظر التجول اعتباراً من الساعة 12 منتصف ليل الجمعة ـ السبت وحتى اشعار اخر. وقالت المصادر انه تم الطلب من خطباء المساجد توجيه هذا البلاغ، وأضافت المصادر ان عدداً كبيراً من المدرعات كانت وصلت الى البوكمال ترافقها خمس حافلات نقل كبيرة.