«الانتقالي» يشغل مقعد ليبيا.. ووزير جزائري سابق: صنعنا عدواً جديداً على حدودنا
المعارضة الليبية تقترب من سرت.. ومعارك في رقدلين
ضيقت قوات المعارضة الليبية الخناق على سرت مسقط رأس العقيد معمر القذافي، أمس، وتعهدت بالسيطرة عليها بالقوة في حالة فشل المفاوضات، واستبعد الزعماء أي محادثات مع الزعيم المخلوع الا اذا كان التفاوض على شروط استسلامه، قال المتحدث باسم المعارضة أحمد باني، أمس، ان المعارضة تسيطر على طريق بين طرابلس وسبها وهي معقل دعم للقذافي في الصحراء الجنوبية، وأكد تحرير اكثر من 10 الاف سجين من سجون النظام منذ السيطرة على طرابلس، لكن قرابة 50 الفا اخرين لايزالون في عداد المفقودين، فيما قال متحدث آخر إن الثوار على بعد 30 كيلومترا من سرت وسيطروا على بن جواد، وتعتزم المعارضة التقدم صوب سبها بعد السيطرة على بلدة سرت، ودارت معارك بالاسلحة الثقيلة، أمس، بين الثوار وقوات القذافي للسيطرة على بلدة رقدلين غرب البلاد، بعدما نصب كمين للثوار فيها على بعد 60 كلم شرق الحدود التونسية، ووافق مجلس جامعة الدول العربية على شغل المجلس الوطني الانتقالي الليبي مقعد ليبيا في الجامعة العربية وجميع منظماتها ومجالسها وأجهزتها باعتباره ممثلاً للشعب العربي الليبي، كما دعا الامم المتحدة، في بيان، للسماح للمجلس بشغل مقعد ليبيا في الامم المتحدة وفي المنظمات التابعة لها.
وتفصيلاً، قال أحد قادة المعارضة، العقيد سالم مفتاح الرفادي، لـ«رويترز» ان المعارضة بحاجة الى أكثر من 10 أيام للسيطرة على سرت وأحد اخر معاقل دعم القذافي.
وتابع أن قوات المعارضة تقدمت من ناحية الشرق وأصبحت على بعد نحو 100 كيلومتر من سرت وتتقدم ايضا من مصراتة الى الغرب وتحاول التفاوض مع البلدة لكي تستسلم ولكن ستقاتل اذا لزم الامر. وتابع أثناء زيارة الى بنغازي «احنا مش هدفنا دماء، احنا هدفنا تحرير». وأضاف «لا نريد مزيدا من الدماء خصوصا في أطفال.. شيوخ.. نساء».
ويشعر المراقبون بقلق من أن يكون القتال في سرت اكثر دموية منه في طرابلس حيث توجد الكثير من الجثث المتحللة في الشوارع بعد أن اجتاحت قوات المعارضة العاصمة في الاسبوع الماضي.
وقال محمد الزواوي وهو متحدث باسم مقاتلي المعارضة، ان قوات المعارضة تسيطر الان على بلدة بن جواد الواقعة على بعد نحو 100 كيلومتر من سرت، التي انسحبت منها قوات القذافي وينتظرون هناك لإتمام المفاوضات.
وأضاف «لهذا اخترنا البقاء في الخارج لكنها شبه خالية ونريد المضي قدما والتوجه غربا». وأضاف أن المحادثات حول استسلام انصار القذافي في سرت مستمرة لكن ليس هناك مؤشر يذكر إلى احراز تقدم.
وقال الزواوي «مازلنا ننتظر أن يوقفوا القتال ويفتحوا مدينتهم، لم نحقق أي نتيجة بعد». ولم يذكر الى متى سينتظر مقاتلو المعارضة.
وقال مراسل من «رويترز» عند معبر راس جدير الحدودي ان السلطات التونسية أعادت فتح المعبر الرئيس مع ليبيا، أمس، مضيفا أن عشرات العربات تتدفق.
من ناحية اخرى، قال قائد للثوار ان الهجوم الذي نفذته قواته، فجر أمس، على قاعدة اللواء 32 التابع لخميس القذافي الى الجنوب من العاصمة اسفر عن مقتل 11 منهم بينما كبد «الجانب الاخر خسائر افدح».
من جانبه، رفض وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ، أمس، عرض التفاوض على نقل السلطة، واعتبره وهمياً. وابلغ هيغ هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) بأن «المجلس الوطني الانتقالي هو الذي يتولى مسؤولية ادارة ليبيا وليس القذافي، وكل ما هو مطلوب من القذافي أن يأمر قواته المتبقية بإلقاء اسلحتها».
ويأتي هذا في وقت قال المسؤول الكبير بالمجلس الانتقالي والمسؤول عن الشؤون النفطية والمالية علي الترهوني لـ«رويترز» إن حكومة المعارضة الليبية لن تتفاوض مع العقيد معمر القذافي الى أن يستسلم، مضيفا أن سلطات المعارضة لا تعلم مكان وجود القذافي.
وانتقد وزير الاتصال الجزائري الأسبق عبدالعزيز رحابي تعاطي بلاده مع الأزمة الليبية، معتبرا أن غياب الدور الجزائري في الأزمة كانت نتيجته عدواً جديداً على حدود الجزائر.
وقال رحابي في تصريح لصحيفة «الخبر» الجزائرية أمس، إنه «بعد سنة أو سنتين من الآن عندما تستقر الأوضاع في ليبيا سيجد كل بلد مصلحته، فالدول الأوروبية ستشارك في إعادة إعمار ليبيا وستحصل على مخزون من الغاز يمكنه أن يجعل الجزائر في الصف الثاني مع الدول الأوروبية والدول المجاورة الأخرى ستجد ضالتها كذلك بإرسال جاليتها للعمل، أما الجزائر فستضيف إلى قائمتها عدوا جديدا على الحدود».
وبذل المجلس الانتقالي للثوار الليبيين جهودا محمومة، أمس، لاستعادة الحياة في العاصمة الليبية، حيث ساد الهدوء لليوم الثاني رغم اصوات نيران متقطعة، الليلة قبل الماضية، والعثور على العشرات من الجثث المتفحمة قرب قاعدة عسكرية لنظام القذافي.
إلى ذلك، قالت صحيفة «ديلي ستار صندي» أمس، نقلاً عن مصدر أمني بريطاني «إن القذافي حصل على مساعدة من نظام الرئيس السوري بشار الأسد»، مع استمرار عمليات البحث عنه. وأضافت «أن نظام الرئيس الأسد اعار جواسيسه للقذافي، وساعده في بث كلماته وتنظيم نقلها عبر محطات تلفزيونية في سورية، لكن الشبكة صارت أكثر قرباً منه بعد قيام سلاح الجو الملكي البريطاني بتدمير أجهزته الأمنية التي كانت من قبل مصدراً للرعب».
وذلك في وقت كشفت صحيفة «صندي ميرور» أن وحدات من القوات الخاصة البريطانية تستخدم أجهزة الكترونية متطورة لتقفي الأثر لرصد اتباع القذافي وتسجيل أصواتهم، في اطار الجهود الجارية للبحث عنه.
وقالت خمس نساء كن ضمن وحدة منتقاة من الحرس النسائي للقذافي، إنهن تعرضن للاغتصاب والاعتداء عليهن من قبل الديكتاتور المطارد حاليا.
وذكرت صحيفة «صنداي تايمز أوف مالطا»، أمس، أن النساء اعترفن للطبيبة النفسية الليبية سهام سيرجيوا، في بنغازي، بأنهن تعرضن للاعتداء الجنسي من قبل القذافي وأبنائه قبل أن ينبذن، بعدما «سئم» هؤلاء الرجال منهن.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news