تظاهرات سورية في «جمعة المـــــــوت ولا المذلة»
قتل أربعة أشخاص بحوادث مختلفة شهدتها أمس، إدلب وديرالزور وريف دمشق وحمص، فيما تجددت الدعوات لمتابعة التظاهر اليوم في «جمعة الموت ولا المذلة»، غداة استقالة المدعي العام في مدينة حماة عدنان بكور احتجاجا على قمع المحتجين.
وتفصيلا قال المرصد السوري لحقوق الانسان إن مواطناً قتل أمس وأُصيب خمسة آخرون بجروح، لم يذكر هوية أي منهم، إثر اقتحام قوات عسكرية وأمنية قرية الرامة بجبل الزاوية في محافظة إدلب، مضيفاً أن طفلة في العاشرة من العمر، لم يذكر اسمها، قضت متأثرة بجروح أُصيبت بها خلال إطلاق رصاص في شارع النهر بجانب قيادة الشرطة في مدينة ديرالزور، بينما كانت في سيارة أجرة مع ذويها. وأشار المرصد الى أن شاباً، لم يحدد هويته، شيّع أمس في مدينة دوما بريف دمشق، كان استُشهد إثر إطلاق النار عليه من قبل حاجز أمني، وقال إن مواطناً استُشهد أمس خلال اقتحام عناصر من جهاز الأمن العسكري حي النازحين في مدينة حمص، مضيفاً أنه سُمع إطلاق رصاص في حي باب السباع وأحياء أخرى، لم يسمها، كما لم يحدد هوية الجهة التي أطلقت الرصاص.
وقال المرصد المعارض إن أحياء الخالدية والبياضة والقصور والحمرا والغوطة وباب الدريب وباب السباع، في مدينة حمص، شهدت تظاهرات حاشدة مساء الأربعاء، من دون أن يذكر أعداد المشاركين فيها.
يأتي ذلك فيما جدد ناشطون دعوتهم الى التظاهر اليوم في يوم «جمعة الموت ولا المذلة». وذكر ناشطون على صفحة الثورة السورية في موقع التواصل الاجتماعي «في جمعة الموت ولا المذلة كلنا رايحين شهداء بالملايين»، مؤكدين أن تظاهراتهم «سلمية، سلمية».
من جهتها، ذكرت صفحة اتحاد تنسيقيات الثورة السورية، على الموقع نفسه، «لكل اهل شهيد من بعد العيد سنبدا من جديد»، مشيرين الى انهم «كل يوم طالعين حتى سقوط النظام».
وفي ريف دمشق، ذكر المرصد ان قوات الامن قامت بعملية دهم واعتقالات في مدينة الزبداني، أسفرت عن اعتقال ستة اشخاص. واضاف ان الاتصالات انقطعت عن مدينة دوما، التي سيشيع فيها جثمان شاب قتل اثر إطلاق النار عليه من قبل حاجز امني فجر الاثنين، وأخذ جثمانه الى مستشفى حرستا العسكري، ثم إلى مستشفى تشرين، وبقي محتجزا حتى مساء أول من امس من قبل جهاز امني سوري.
وفي ريف دمشق، افاد رئيس الرابطة السوري لحقوق الانسان عبدالكريم ريحاوي بأن حملات اعتقال واسعة طالت العشرات، جرت في القدم والزبداني والقابون.
وأضاف كما جرت حملات اعتقال في الجيزة (ريف درعا)، وحماة (وسط)، وفي الجورة والقورية بالقرب من دير الزور (شرق).
وأوضح ان تظاهرات جرت في حي الميدان وبرزة في دمشق، كما جرت تظاهرات في ريف دمشق كما في حرستا وسقبا وحمورية ودوما والكسوة والضمير والزبداني والقدم والقابون. وأضاف ان تظاهرات جرت كذلك في بعض احياء حمص وحماة واللاذقية (غرب)، وادلب (شمال غرب) وريفها، ودرعا وريفها، كما انطلقت تظاهرات عدة في القامشلي (شمال شرق)، وأحياء من دير الزور.
وقال سكان في حماة ان قوات الامن ومسلحين موالين للحكومة، ممن يعرفون بالشبيحة، دهموا منازل في منطقتي الصابونية والمرابط، بعد ان ألقى جنود تعززهم الدبابات القبض على عشرات من الاشخاص، في حين اخرين بالمدينة في الليلة السابقة.
من جهته، أكد المحامي العام لمحافظة حماة عدنان البكور في تسجيل مصور بث في موقع «يوتيوب» على الانترنت يوم الاربعاء، أنه استقال من منصبه احتجاجا على حملة قمع الاحتجاجات المطالبة بالديمقراطية، ونفى ما قالته السلطات من ان مجموعة مسلحة خطفته.
وقال المحامي العام في التسجيل المصور الذي بثه نشطاء «أنا القاضي عدنان محمد البكور المحامي العام سابقا لمحافظة حماة، أصرح لكم بأنني استقلت من منصبي احتجاجا على ممارسات النظام الوحشية بحق المتظاهرين السلميين».
وقال البكور «ان ما يبثه التلفزيون السوري من أنني تم اختطافي من قبل جماعات مسلحة هو عار عن الصحة، انني بحماية الاهالي من الثوار حاليا وأنا بصحة في هذا اليوم الاربعاء 31 اغسطس، وقد حاول الشبيحة اختطافي اليوم من حي الحميدية بحماة الا انهم فشلوا في ذلك، وسأدلي بتصريحات على الهواء مباشرة فور خروجي من سورية قريبا».
وفي تسجيل مصور آخر، بث في وقت سابق، قال البكور انه استقال، لأن قوات الامن قتلت 72 سجينا من المحتجين والنشطاء، في سجن حماة المركزي، عشية هجوم عسكري على المدينة في 31 يوليو الماضي، وقال انه أودى بحياة 420 شخصا اخرين على الاقل، كثيرون منهم دفنوا في مقابر جماعية في حدائق عامة.
وأضاف البكور ان السجناء الـ72 دفنوا في قرية الخالدية في ريف حماة، قرب فرع للمخابرات العسكرية، قال انه حاول ان يمارس ضغوطا عليه لكتابة تقرير بأن الاشخاص الـ420 الآخرين الذين قتلوا في الهجوم على المدينة قتلتهم مجموعات مسلحة، تلقي السلطات باللائمة عليهم في معظم اعمال القتل في ارجاء البلاد.
وقال البكور ان وزير الداخلية محمد شعار أشرف بنفسه على الهجوم على حماة، الذي استمر نحو 10 أيام.