عمال ينقلون المياه من سفينة مالطية إلى صهريج في طرابلس جزءاً من المساعدات الإنسانية لليبيا. رويترز

القذافي: لن نستسلم وسنواصل القتال

دعا العقيد معمر القذافي، أمس، أنصاره إلى الاستمرار «بالمقاومة»، وذلك في تسجيل صوتي جديد بث تلفزيون «الرأي» في دمشق مضمونه في شريط اخباري على الشاشة، وقال لهم: «حتى لو لم تسمعوا صوتي استمروا بالمقاومة»، وتابع «لن نسلم أنفسنا مرة اخرى، ونحن لسنا نساء وسنواصل القتال»، مشيراً الى وجود «خلافات بين حلف العدوان وعملائه»، في إشارة الى حلف شمال الاطلسي والثوار الليبيين، وأضاف «أصبح الآن هناك توازن فكل القبائل مسلحة»، وأكد أنه «سيكون هناك صراع طويل سيشعل ليبيا»، وذلك في وقت تكثفت، أمس، اشارات الاعتراف بالسلطات الجديدة في طرابلس التي تنتظر اعمالاً ملموسة من المجموعة الدولية التي تعقد اجتماعاً في باريس لإطلاق العملية الانتقالية الديمقراطية في «ليبيا الحرة»، واعادة إعمار البلاد، وأكد مسؤول الشؤون العسكرية للثوار أن قواته في طرابلس وغيرها من المناطق «في حالة تأهب»، مشيراً الى ان «الاعتداء محتمل في أي وقت» من قبل موالين لمعمر القذافي.

وفي الذكرى الـ42 لتولي القذافي الحكم في ليبيا، وبعد ستة اشهر على استضافته في 19 مارس المؤتمر الذي اطلق العملية العسكرية على نظام القذافي، دعا الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي مع رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون ممثلي نحو 60 بلداً الى الاجتماع، على امل ترجمة النصر العسكري للثوار الليبيين على الصعيد السياسي.

وميدانياً كان الثوار يعززون مواقعهم في انتظار السيطرة على سرت، احدى آخر المدن الكبرى التي مازالت تقاوم، والتي يعتقد أن القذافي قد لجأ إليها.

وبدأ الاجتماع الذي يعقد في قصر الاليزيه، مقر الرئاسة الفرنسية، أمس، وقال الرئيس الفرنسي في الاجتماع السنوي للسفراء الفرنسيين في الخارج، أول من أمس، «سنطوي صفحة الدكتاتورية والمعارك ونبدأ عصراً جديداً من التعاون مع ليبيا الديمقراطية».

ولضمان إنجاح هذه العملية، وسع ساركوزي المؤتمر بدعوته ممثلي دول تعارض عملية حلف شمال الاطلسي في ليبيا، أو ترى انها تجاوزت التفويض المحدد لها في قرار مجلس الامن الدولي رقم ،1973 الى جانب الدول الـ30 الاعضاء في مجموعة الاتصال التي ساندت الضربات الجوية.

وحضر المؤتمر اعضاء التحالف، رئيسا الوزراء الكندي والايطالي ستيفن هاربر وسيلفيو برلوسكوني، ووزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون، والامينان العامان للجامعة العربية والامم المتحدة نبيل العربي وبان كي مون، وممثلون عن قطر والامارات العربية المتحدة.

كما يشارك فيه المستشارة الالمانية انغيلا ميركل ووزير روسي وآخر صيني والسفير البرازيلي في القاهرة سيزاريو ميلانتينو، الذي تقول برازيليا انه «سفير فوق العادة للشرق الاوسط».

وصرح مصدر قريب من ساركوزي بأن «الوضع حسم على الصعيد العسكري»، مؤكدا انه «من الضروري الآن انجاح العملية الانتقالية، وقد تفشل اذا انتظرنا».

وقالت مصادر في باريس «بعد الانقسامات التي شهدتها المرحلة العسكرية، أصبح الأمر يتعلق بجمع الاسرة الدولية وراء السلطات الجديدة» للبلاد.

وشددت فرنسا على الطابع الديمقراطي لحركة الثوار. وقالت الرئاسة انها مقتنعة بتوافر ارادة «المصالحة» لدى المجلس الوطني، واستبعدت اي انحراف إسلامي. لكن هذه الثقة لا تحقق إجماعا، ويرى ساركوزي انه يفترض ان ينتهز رئيس المجلس الانتقالي مصطفى عبدالجليل ورئيس المكتب التنفيذي في هذه الهيئة السياسية للثوار محمود جبريل، فرصة وجودهما في باريس لعرض خطتهما لإحلال الديمقراطية، واقناع الدول التي لم تعترف بعد بشرعية المجلس.

وكانت روسيا آخر الدول التي اعترفت بالثوار الليبيين، فيما أعلنت بكين، التي امتنعت مثلها مثل موسكو عن التصويت على القرار ،1973 الذي اتاح التدخل الدولي في مارس، انها تعلق «اهمية على مكانة المجلس الوطني الانتقالي، ودوره الكبير في حل الأزمة الليبية». من جانب آخر، يفترض ان يعرض عبدالجليل وجبريل احتياجات ليبيا للمساعدة وإعادة الإعمار. وسيطالبان على الأرجح بالإفراج عن عشرات المليارات من الدولارات التي اودعها القذافي في مصارف دولية. واذا كانت الدول الغربية طلبت الإفراج عن اموال، ترغب روسيا والصين وجنوب افريقيا في انتهاء العمليات العسكرية قبل ان تقوم بخطوات كهذه، بينما طلبت بولندا انتهاء الحرب مقابل تقديم مساعدة.

لكن التحالف وعلى رأسه فرنسا يعارض هذه الفكرة. وقال مصدر في الاليزيه ان «العملية العسكرية ستستمر طالما بقي القذافي يمثل تهديداً».

وقال مكتب رئيس وزراء هولندا، إن بلاده تتوقع إطلاق ما قيمته بضع مئات الملايين من الدولارات من البنزين والديزل الى ليبيا.

ميدانياً، قال مسؤول الشؤون العسكرية للثوار الليبيين عمر الحريري إن «كل شيء ممكن ان يحدث. كلنا في حالة تأهب، والاعتداء محتمل في اي وقت، لكننا لسنا خائفين». ونفى وقوع تفجيرات في العاصمة نتيجة سيارات مفخخة، قائلاً ان «انفجاراً واحداً وقع (أول من أمس)، وقلنا انه حدث عن طريق الخطأ، واستشهد فيه اربعة من الثوار»، وسط شائعات عن امكانية ان يستهدف موالون للقذافي الثوار في العاصمة بالسيارات المفخخة.

وكان سيف الإسلام نجل معمر القذافي دعا انصاره، الليلة قبل الماضية، الى ضرب «أهداف العدو»، مضيفاً في تصريح نقله تلفزيون «الرأي» في دمشق، ان «المقاومة مستمرة والنصر قريب». واعتبر ان حديث الثوار عن «الانتصار» جزء من «حملة لتضليل الرأي العام». وقال الحريري إن «كلام سيف الاسلام لا معنى له، والشوارع لا تنبئ بأي تحركات عسكرية». واكد المسؤول العسكري ان الثوار «يسيطرون حاليا على 75 الى 90٪ من اراضي ليبيا، ما عدا سرت، وأماكن محدودة اخرى». وأعرب عن امله في ان «يستجيب الناس لندائنا قبل السبت (غد)»، وهو التاريخ الذي حدده المجلس الانتقالي للموالين للقذافي في سرت، مسقط رأس الزعيم الليبي، للاستسلام قبل دخول المدينة بالقوة.

الأكثر مشاركة