الثوار يقتربون من سرت.. والقذافي ينفي الهروب إلى النيجر
نفي معمر القذافي في رسالة صوتية جديدة، فجر أمس، أن يكون فرّ إلى النيجر التي كانت السلطات الانتقالية في ليبيا طلبت منها أول من أمس منع دخول القذافي الى أراضيها، معتبراً من جانب آخر ان الحلف الاطلسي سيهزم في ليبيا، بالتزامن مع سيطرة قوات المجلس الوطني الانتقالي على الوادي الاحمر على طريق سرت، وفي وقت لوح رئيس المكتب التنفيذي للمجلس الانتقالي محمود جبريل، في اول زيارة يقوم بها الى طرابلس منذ دخلتها قواته، بالاستقالة إذا اندلع اقتتال داخلي في المجلس، أعلن الحلف مواصلة مهامه إلى أن يزول خطر القذافي وأبنائه، وعبرت الولايات المتحدة عن «قلقها» حيال مشكلة ضبط السلاح في ليبيا، فيما قال الامين العام لحلف شمال الاطلسي، أندرس فوغ راسموسن، أمس، إن الحلف سيواصل مهمته في ليبيا مادام هناك خطر على أهلها من القوات الموالية للقذافي.
وتفصيلاً، ندد القذافي في رسالة صوتية بثتها قناة «الرأي» الفضائية التي تبث من دمشق، بما ما راج عن فراره الى النيجر قائلا: «ليس امامهم الا الحرب النفسية والاكاذيب (...)، آخر شيء قالوه اننا رأينا رتل القذافي دخل الى النيجر». وأضاف ساخرا «ارتال من المهربين والبضائع والناس» تدخل الى النيجر والسودان ومالي وتشاد والجزائر يوميا، «كأنه أول رتل يدخل الى النيجر».
وأشارت القناة الى ان تسجيل الكلمة تم قبل بثها «بقليل»، وذلك «لدواعٍ امنية».
وقال القذافي «مستعدون في طرابلس وفي كل مكان لتصعيد الهجمات على الجرذان والمرتزقة الذين هم حزمة كلاب»، مؤكدا ان حلف شمال الاطلسي «سيرجع مهزوما غصبا عنهم، لان امكاناتهم المادية لا تسمح لهم بالاستمرار في القصف». وتوجه الى الليبيين بالقول «هم يريدون إضعاف عزيمتكم وإضعاف روحكم المعنوية. ابقوا عزيمتكم قوية». واضاف «لا تتأثروا بهذا العدو الضعيف والحقير». وتابع «اسألوا الآن عن اي واحد منضم لحلف الاطلسي جده خائن ابوه خائن، شرذمة، من جد جدها تتحكم في مصير الشعب الليبي».
وقال السفير الأميركي في ليبيا، جين كراتز، خلال لقاء نظمته دوائر فكرية في واشنطن «كون (معمر القذافي وأبناؤه) لايزالون طليقين حيثما كانوا في ليبيا او خارجها هو خطر يهدد جهود المجلس الوطني الانتقالي لاقامة حكومة جديدة».
وأضاف كراتز ان المشاركين في المؤتمر الذي استضافته باريس الاسبوع الماضي حول ليبيا اتفقوا على ان «مهمة الحلف الاطلسي ستستمر». وبحسب كراتز في باريس «ساد شعور بأن الأمور لم تحسم بعد، وأن المجلس الوطني الانتقالي لايزال امامه مشكلات يجب حلها، خصوصاً مع القذافي وأبنائه الذين هم طليقون في مكان في ليبيا».
ميدانياً، ينتظر مقاتلو المجلس الانتقالي نهاية المهلة التي حددت، غداً، لأنصار القذافي في سبها (جنوب) وسرت (360 كلم شرقي العاصمة) وبني وليد (170 كلم جنوب شرقي العاصمة)، للاستسلام من دون قتال.
ولم تسجل معارك على جبهة بني وليد حيث لاتزال المفاوضات جارية منذ عدة ايام من اجل استسلام المدينة سلميا، إلا أنه قتل شخص من القوات الموالية القذافي، الليلة قبل الماضية، في اشتباكات مع الثوار قرب بني وليد. دوليا، من المقرر ان يبحث مجلس الامن الدولي، اليوم، ممهمة تستمر ثلاثة اشهر في ليبيا للمساعدة على اعادة تأهيل قطاعي الشرطة والقضاء وتحضير انتخابات. ومع تأكيد مسؤولين في السلطة الجديدة ان الاقتصاد مستقر رغم الاشهر الستة من عدم الاستقرار والحرب، فإن الوكالة الدولية للطاقة لا تتوقع أن تعود صادرات النفط الليبي إلى مستواها قبل الانتفاضة قبل .2013 وأعلن مستشار الرئيس الأميركي باراك اوباما لشؤون مكافحة الارهاب جون برينان، أول من أمس، ان الولايات المتحدة «قلقة» إزاء «ضبط استخدام كل انواع المعدات والاسلحة، ان كان الامر يتعلق بأسلحة دمار شامل او منصات اطلاق صواريخ محمولة». وأشار أيضا إلى ان «عددا من المسؤولين الكبار من (القاعدة) هم ليبيون»، خلال ندوة حوارية خصصت للبحث في «تطور التهديد الارهابي وأهمية الاستخبارات لحماية الوطن».
يأتي هذا في وقت أفادت صحيفة «إندبندنت»، أمس، 480 صاروخاً روسي الصنع من طراز (إس إيه ـ 24) المصممة للاستخدام ضد الطائرات الحربية الحديثة، كانت من بين الصواريخ التي تعرضت للنهب، فضلاً عن كمية من النسخة القديمة لهذه الصواريخ (إس إيه ـ 9) و(إس إيه ـ 7) القادرة على إسقاط الطائرات التجارية، والتي يسعى تنظيم «القاعدة» للحصول عليها.