المعارضة تدعو روسيا إلى لعب دور أكثر « إيجابية ».. وموسكو ترسل وفداً إلى دمشــــق

8 قتلى.. وتظاهرات تعم سوريــــة للمطالبة بحماية دولية للمــدنيين

صورة بثتها شبكة أخبار الشام لتظاهرة تطالب بحماية دولية في معرة حرمة بريف إدلب. أ.ب

خرجت تظاهرات كبرى من الناشطين المطالبين بالديمقراطية، أمس، في مختلف أنحاء سورية للمطالبة بحماية دولية من القمع الذي يمارسه نظام الرئيس بشار الأسد على تحركهم، في جمعة أطلقوا عليها اسم «جمعة الحماية الدولية»، بينما قتل ثمانية أشخاص في حمص وحماة ودير الزور وإدلب. فيما استقبلت روسيا، ممثلين عن المعارضة السورية وجهوا اليها دعوة الى لعب دور «أكثر ايجابية» في الأزمة غداة تنديد الرئيس الروسي ديميتري مدفيديف بوجود «إرهابيين» ومتطرفين في صفوف المعارضة، الأمر الذي ردت عليه موسكو بإعلانها عن إرسال وفد رفيع المستوى إلى دمشق قريبا «بهدف توضيح الوقائع وكي يشاهد عن كثب ما يجري حقاً في سورية».

وشهدت سورية تظاهرات كبرى في معظم المدن والبلدات والقرى مطالبين بالحماية الدولية لمنع قتل المدنيين في تحد للحملة التي يشنها الجيش والأمن والشبيحة الموالون للنظام منذ ستة اشهر لإنهاء الانتفاضة ضد الأسد.

ففي حماة (وسط) خرجت تظاهرة من جامع الشرقي في منطقة الحاضر (حي الشرقية ) بعد صلاة العصر.

وهتف المتظاهرون «نريد حماية دولية» ورفعوا لافتات تقول «انتهت اللعبة يا بشار» بالانجليزية، كما هتفوا «الشعب يريد اعدام الرئيس» على ما نقل فيديو نشره الناشطون على موقع «يوتيوب».

وأضاف المرصد «كما خرجت تظاهرات حاشدة في مدن سراقب وسرمين وبنش وتفتناز وجرجناز وخان شيخون ومعرة النعمان شارك فيها عشرات الآلاف، رغم الحملات الامنية المستمرة في المحافظة». وفي حمص (وسط)، اشار المرصد الى ان «أكثر من 20 ألف متظاهر هتفوا لاسقاط النظام في حي دير بعلبة».

وأضاف أن «وصول التعزيزات الأمنية طوال الليل للمدينة لم يمنع التظاهرات من الخروج في احياء عدة من المدينة» التي تشهد منذ اسابيع عمليات امنية دامية قتل فيها عشرات المدنيين خلال الأيام الماضية. كما اشار الى جرح ستة أشخاص اثر اطلاق الامن النار لتفريق تظاهرة في حي الخالدية.

وفي شريط فيديو بثه موقع «يوتيوب» ندد المتظاهرون في حمص بدور الجيش في قمع التظاهرات وهتفوا «الجيش خائن، تحيا سورية حرة». وفي ريف حمص، ذكر المرصد ان تظاهرات خرجت في «مدن الرستن و تلبيسة والقصير».

من جهتها، اشارت لجان التنسيق المحلية الى «قطع الاتصالات والتيار الكهربائي عن مدينة تلبيسة». وأفاد المرصد بأن تظاهرات حاشدة انطلقت بعد صلاة الجمعة من مساجد دير الزور (شرق)، على الرغم من انتشار كثيف لقوى الامن.

وفي العاصمة دمشق خرجت تظاهرة في حي برزة طالبت بالحماية الدولية وإسقاط النظام وهتف المشاركون دعما لحمص التي تستهدفها منذ ايام عمليات عسكرية عنيفة بحسب المرصد. وفي فيديو نشر على «يوتيوب» رفع المتظاهرون في برزة لافتات تطالب روسيا والصين «بتغيير مواقفهم من النظام الزائل». كما شهدت العاصمة تظاهرات في احياء الحجر الاسود وكفرسوسة والميدان. وفي ريف دمشق، ذكرت لجان التنسيق المحلية أن «ستة جرحى بعضهم بحالة خطيرة سقطوا في الكسوة اثر إطلاق قوات الأمن الرصاص على التظاهرات، كما خرجت تظاهرات حاشدة من مساجد عدة في دوما هتفت لإعدام الرئيس وحمص والحماية الدولية». وأضافت اللجان أنه «على الرغم من إطلاق النار الكثيف في حي القدم، اعاد المتظاهرون تجميع انفسهم للخروج بتظاهرة جديدة بعد أن فرق الأمن تظاهرتهم الأولى».

وفي جنوب البلاد، ذكرت ان تظاهرة خرجت في السويداء تؤكد سلمية الثورة تضامنا مع المعتقلين وحمص والمدن المحاصرة. وفي درعا وريفها، اضافت اللجان ان «عناصر الأمن والجيش اطلقت النار على تظاهرة في نوى»، لافتة الى «قطع الاتصالات الارضية والخليوية كافة عن المحافظة».

إلى ذلك، قال رئيس المركز السوري للإعلام وحرية التعبير مازن درويش، إن ثلاثة أشخاص سقطوا برصاص الأمن في التظاهرات التي شهدتها مدينة حمص.

من جهته، قال المرصد السوري لحقوق الانسان إن شاباً قتل في مدينة دير الزور شرق البلاد، كما قتل مواطن في قرية خطاب التابعة لمحافظة حماة «خلال ملاحقة مطلوبين للأجهزة الامنية».

وفي محافظة ادلب (شمال غرب) التي قتل فيها فتى (15 عاماً)، أمس اثر اطلاق رصاص عليه من حاجز للجيش في قرية الرامة بجبل الزاوية أطلق الامن الرصاص لتفريق تظاهرة خرجت في قرية معرة شورين، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان.

وإضافة الى القتلى الستة توفي، أمس، شخصان آخران كانت قوات الامن السورية قد اعتقلتهما، أول من أمس، لدى اقتحامها قرية ابلين في جبل الزاوية، كما افاد المرصد. وأوضح المرصد ان احد القتيلين هو محمد هرموش (71 عاما) شقيق المقدم حسين هرموش احد ابرز الضباط الذين انشقوا عن الجيش السوري احتجاجا على اعمال القمع.

إلى ذلك، استقبلت روسيا ممثلين عن المعارضة السورية وجرت مباحثات حول الوضع السوري مع الممثل الخاص للرئيس الروسي ميخائيل مارغيلوف.

وقال رئيس المنظمة الوطنية لحقوق الانسان والمكتب التنفيذي لمؤتمر التغيير عمار القربي في مؤتمر صحافي في موسكو إنه «على روسيا ان تلعب دوراً اكثر ايجابية في تسوية الوضع الداخلي في سورية».

وأضاف القربي، الذي ترأس وفد المعارضة عقب مباحثات مع مارغيلوف «نريد ان نروي لوسائل الاعلام الروسية ما يجري حقا في سورية كي تساعدنا وتضغط على السلطات الروسية». وأعرب عن الاسف لأن «الموقف الروسي يتغير ببطء اكثر مما كان متوقعاً».

وأعلن أن المعارضة السورية تدعو روسيا إلى تنشيط دورها أكثر بتسوية النزاع الداخلي في سورية، مشيراً إلى ان المعارضة دعت دائماً إلى الحوار لكن السلطة لا ترد إلا بالقوة. وأشار إلى انه لا يمكن التجاوب لا مع الإصلاحات التي تجري في سورية، ولا مع نداءات السلطات لبدء حوار وطني.

وقال إن المعارضة على استعداد للجلوس وراء طاولة المفاوضات والبدء بالحوار الوطني، بشرط وقف إراقة الدماء، وسحب القوات كافة من المدن السورية، ومحاكمة المذنبين في التنكيل بالسكان المسالمين.

وأضاف انه أعد مع مارغيلوف خلال مباحثاتهما، ما يشبه المثياق للعمل المشترك من أجل تسوية النزاع في سورية.

من جهته، اعلن مارغيلوف ان روسيا تريد التباحث مع الطرفين «كي تدرك ما يجري حقاً في سورية».

وأضاف ان «مجلس الاتحاد (المجلس الاعلى في البرلمان الروسي) مستعد في مستقبل قريب ان يشكل وفدا من اعضائه وأن يرسله الى سورية بهدف توضيح الوقائع وكي يشاهد عن كثب ما يجري حقا في سورية».

غير انه اوضح أنه ينتظر موافقة السلطات السورية على ارسال ذلك الوفد معبراً عن الامل في الحصول عليها بمناسبة المباحثات التي ستجريها الاثنين في موسكو بثينة شعبان مستشارة الرئيس السوري. وأعرب وفد المعارضة السورية عن تأييده ارسال مثل هذا الوفد الروسي.

وفي حديث نشرته الجمعة صحيفة «كومرسنت» قال ممثل آخر للمعارضة السورية محمود الحمزة، إن على موسكو ان تدرك أن «الصداقة بين روسيا وسورية هي قبل كل شيء صداقة مع الشعب السوري وليس مع النظام» القائم. وكان مدفيديف اعتبر مساء أول من أمس، في حديث مع قناة «يورونيوز» انه يتعين توجيه «رسالة صارمة» ليس فقط للسلطات السورية بل الى المعارضة ايضاً. وقال انه يمكن وصف بعض المعارضين بـ«الإرهابيين».

ورفض وزير الخارجية سيرغي لافروف الاربعاء الماضي دعوات زميله الفرنسي آلان جوبيه الذي زار موسكو، الى وقف «الجرائم ضد الانسانية».

وتعارض روسيا ايضاً رحيل الرئيس بشار الاسد، كما يطالب الغربيون وعارضت حظر الاتحاد الاوروبي على استيراد النفط السوري لمعاقبة نظام دمشق.

تويتر