تظاهرات غاضبة غداة اغتيال صحافي عراقي
عبر عراقيون عن غضبهم إزاء مقتل صحافي معروف بانتقاداته للحكومة في بغداد، وطالبوا بإصلاحات خلال تظاهرات جرت في مدن عدة، فيما قدم رئيس هيئة النزاهة في العراق استقالته في مواجهة الضغوط التي قال انه يتعرض لها.
وأعلنت مصادر امنية وطبية عراقية، مساء أول من أمس، مقتل هادي المهدي (43 عاماً) الصحافي العراقي المعروف بانتقاداته للحكومة خلال برنامج اذاعي، بسلاح كاتم للصوت في منزله ببغداد.
وانطلقت، أمس، مسيرة تشييع من منزله في الكرادة (وسط) باتجاه ساحة التحرير في قلب العاصمة، وارتدى اغلبهم ملابس سوداء وهم يحملون نعشا رمزيا مغطى بالعلم العراقي للصحافي المغدور وصورة كبيرة له.
وواكبت المسيرة اجراءات امنية مشددة ولم تسمح الشرطة بمرور النعش الرمزي باتجاه ساحة التحرير وأرغمت المشيعين على اكمال مسيرتهم وهم يحملون صورة كبيرة فقط وسط هتافات قالت احداها «كاتم الصوت بوطني يغتال كل من وطني» و«هادي يا شهيد الصوت خوفهم حتى التابوت». كما حملوا لافتات بينها «اننا نستحق حكومة افض». وقالت سكرتيرة جمعية «الامل العراقية» احدى منظمات المجتمع المدني التي شاركت في التشييع هناء ادور «إنها خسارة كبيرة للاعلام والمثقفين العراقيين».
وأضافت أن «عملية الاغتيال دليل واضح على استمرار نهج التصفية الجسدية واغتيال كل صوت يرتفع من اجل اصلاح النظام». وأغلقت قوات الامن الطرق الرئيسة المؤدية الى ساحة التحرير التي انتشر حولها عدد كبير من قوات الامن وعناصر مكافحة الشغب.
وقال نقيب الصحافيين العراقيين مؤيد اللامي الذي شارك في التشييع ان «الزميل الشهيد هادي كان من الاعلاميين الشجعان الذين يعبرون عن آرائهم بوضوح ومن الاصوات التي تطالب باجتثاث الفساد ومحاربة كل ما يضر المجتمع». ونددت منظمة «مراسلون بلا حدود» في بيان بقتل المهدي، مؤكدة أن «الدوافع السياسية للقتلة مؤكدة وليس فيها اي شك».
إلى ذلك، خرجت تظاهرات متفرقة في مدن النجف والديوانية والحلة والبصرة (جنوب بغداد) للمطالبة بمحاربة الفساد وتحسين الخدمات وادارة البلاد ووقف التدخلات الاجنبية على سيادة العراق. كما تظاهر العشرات في كركوك (شمال) والفلوجة (غرب)، مطالبين بتحسين الخدمات ومحاربة الفساد ووقف التدخلات الاجنبية. وفي غضون ذلك، اعلن مصدر قضائي عن تقديم رئيس هيئة النزاهة في العراق القاضي رحيم العكيلي استقالته مساء أول من أمس.
وقال المصدر إن العكيلي «قدم استقالته الى رئيس الوزراء نوري المالكي نتيجة ضغوط يتعرض لها من احزاب سياسية».
وكان العكيلي (44 عاماً)، اتهم في مقابلة مع «فرانس برس» في فبراير الماضي، وزراء بأنهم يفضلون التستر على فساد في دوائرهم بدلاً من مكافحته، وأن هذه الاموال هي المصدر الرئيس لتمويل المسلحين.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news