«العسكري» يرفض استقالة شرف ويحيي قـانون الطوارئ
أعلن التلفزيون الرسمي المصري ان رئيس الوزراء عصام شرف ترأس اجتماعا لمجموعة الازمة الوزارية، ثم توجه للقاء رئيس المجلس الاعلى للقوات المسلحة المشير محمد حسين طنطاوي، وذكر التلفزيون المصري أن المجلس رفض استقالة شرف بعد أحداث اقتحام السفارة الاسرائيلية، وقال بيان صدر في اعقاب الاجتماع المشترك بين المجلس والمجموعة إن «مصر تؤكد التزامها الكامل باتفاقياتها الدولية بما في ذلك تأمين البعثات الدولية كافة» الدبلوماسية، كما سيتم تطبيق بنود قانون الطوارئ كافة، للحفاظ على الامن، فيما نقلت «وكالة أنباء الشرق الاوسط» المصرية عن مساعد وزير الصحة قوله ان عدد المصابين في أحداث السفارة ومديرية أمن الجيزة ارتفع الى 1049 مصابا، وإن ثلاثة أشخاص توفوا، وعاد السفير الاسرائيلي في القاهرة الى اسرائيل، أمس، بعدما اقتحم مصريون المبنى الذي يضم السفارة، إلا أن المتحدث باسم رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو قال ان اسرائيل تريد اعادة سفيرها الى مصر قريبا «في ظل ترتيبات امنية مناسبة»، وأن اسرائيل ومصر تعتزمان الحفاظ على اتفاقية السلام، وحثت الولايات المتحدة مصر على حماية السفارة، بعدما ألقى متظاهرون وثائق خاصة بالسفارة من نوافذ المبنى، وأنزلوا العلم الاسرائيلي للمرة الثانية خلال شهرين.
وتفصيلاً، أطلقت الشرطة المصرية أعيرة نارية في الهواء والغاز المسيل للدموع لتفريق المتظاهرين الذين أشعلوا النار في اطارات بالشارع وأضرموا النيران في سيارتين على الاقل بالقرب من السفارة التي تقع في أدوار عليا من مبنى سكني يطل على النيل. ونقلت حالة وفاة من بين الحالات الثلاث الى مستشفى العجوزة القريب التي رأى فيها مراسل «رويترز» جثة بها ثقب في الصدر.
ومع بزوغ فجر أمس ظل نحو 500 متظاهر موجودين بالمنطقة، وألقى عدد قليل منهم الحجارة على سيارات وأفراد الجيش والشرطة لكن الشرطة دفعتهم بعيدا تدريجيا وأمنت المنطقة.
وهدم متظاهرون، أول من أمس، الجدار الذي أقيم حول السفارة الاسرائيلية بعد تظاهرة حاشدة في التحرير خرجت للمطالبة بإصلاحات أسرع في البلاد وتطهير أعمق للمسؤولين الذين عملوا مع مبارك الذي يواجه اتهامات من بينها الاشتراك في قتل المتظاهرين.
ونقلت «وكالة انباء الشرق الاوسط» عن شهود عيان قولهم ان المتظاهرين اقتحموا غرفة مخصصة للارشيف الدبلوماسي في السفارة، وقاموا برمي وثائق «سرية» من احد مكاتبها الواقع في اعلى مبنى مؤلف من 20 طابقا.
وكتب بعض هذه الوثائق باللغة العربية لكنه يحمل اختاما دبلوماسية اسرائيلية وبدا واضحا انها برقيات من موظفين اسرائيليين الى نظرائهم المصريين.
وغادر السفير الاسرائيلي في القاهرة اسحق ليفانون وطاقم السفارة وأفراد عائلته القاهرة ووصلوا الى اسرائيل، أمس، لكن مسؤولا اسرائيليا قال ان دبلوماسيا اسرائيليا ظل في مصر لرعاية السفارة.
ودعا الرئيس الاميركي باراك أوباما مصر «لاحترام التزاماتها الدولية وحماية امن السفارة الاسرائيلية».
وقال لرئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو ان واشنطن ستتخذ خطوات لحل الازمة.
وقال مسؤول اسرائيلي ان السفير وأفراد عائلته وطاقم السفارة غادروا القاهرة في طائرة واحدة، وإن طائرة ثانية أجلت ستة من أفراد الامن الاسرائيلي كانوا ظلوا يحرسون السفارة مع احتشاد المتظاهرين أمام المبنى. وأرسلت قوات مصرية لنقل أفراد الامن الاسرائيليين. وقال نتنياهو في بيان «ان تعامل السلطات المصرية في نهاية الامر بحزم أمر جدير بالثناء، ولا يمكن لمصر أن تقف مكتوفة الايدي أمام هذه الضربة القاسية لنسيج العلاقات مع اسرائيل وهذا الانتهاك الصارخ للاعراف الدولية»، ووجه الشكر أيضا لواشنطن.
وفي وقت اعربت روسيا عن قلقها الشديد ازاء احداث السفارة، وطالبت بإجراءات اضافية لتوفير الحماية للبعثات الاجنبية على أراضيها، دان رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون الاحداث عند السفارة، وحث السلطات المصرية على «الالتزام بمسؤولياتها بموجب ميثاق فيينا لحماية الممتلكات الدبلوماسية والعاملين في السلك الدبلوماسي».
وقبل الانتقال الى السفارة، حاول المتظاهرون المصريون اقتحام مبنى مديرية أمن الجيزة وألقوا الشرطة بالحجارة وأضرموا النيران في أربع سيارات على الاقل، وأحرق المتظاهرون أيضا مبنى عاماً آخر قريباً.
وأحالت النيابة العامة في مصر، أمس، 30 متهماً بالاعتداء على مديرية أمن الجيزة إلى النيابة العسكرية.
وقال مصدر قضائي إن أقارب 30 متهماً تم توقيفهم تجمهروا خلال بدء التحقيق مع أبنائهم مستنكرين القبض عليهم، ومطالبين بالتحقيق مع ضباط الشرطة الذين اعتدوا عليهم. وأشار المصدر إلى أن عدد الموقوفين المحالين للنيابة بدأ بـ19 متهماً ثم زاد العدد إلى ،30 لم تتمكن النيابة العامة من التحقيق معهم بسبب تجمهر ذويهم، فتمت إحالتهم جميعاً إلى النيابة العسكرية.
وقالت حركة 6 أبريل إن العنف ضد سيارات الشرطة والممتلكات الاخرى مدبر ممن يحاولون تشويه صورة الثورة المصرية وألقت الحركة باللوم في الامر على مؤيدي مبارك.
وانتقد سياسيون ونشطاء العنف على الرغم من تأييدهم للتظاهرة ضد اسرائيل. ودعا المرشح المحتمل لرئاسة مصر حمدين صباحي الجيش المصري الى اتخاذ موقف جدي يتماشى مع الغضب الشعبي تجاه اسرائيل، لكنه قال ان العنف يسيء الى صورة الثورة المصرية.