دمشق تتحفّظ وتصف بيان الجامعة بـ « العدائي ».. وروسيا تخشى نفوذ « منظمات إرهابية » إذا سقط الأسد

المدرعات السورية تقتحم 10 قرى في جبل الــــزاوية

تظاهرة ضد الأسد أمام مقر الجامـــــــــــــــــــــــــــــــــعة العربية. إي.بي.إيه

اقتحمت طوابير من المدرعات السورية 10 قرى في جبل الزاوية (شمال غرب) بالقرب من الحدود مع تركيا، أمس، لتوسع بذلك نطاق حملة عسكرية رئيسة في شمال غرب البلاد تهدف إسكات الاحتجاجات المطالبة بإسقاط نظام الرئيس بشار الأسد، وتعقب المنشقين عن صفوف الجيش. فيما تحفظت دمشق على البيان الذي صدر عن مجلس جامعة الدول العربية، أول من أمس واعتبرته «عملا عدائيا وغير بناء»، في التعامل مع الأزمة في سورية، في وقت حذرت فيه روسيا من ان «منظمات ارهابية» قد تعزز وجودها في سورية اذا ما سقط نظام الاسد تحت ضغوط احتجاجات الشوارع المتواصلة.

وقال نشطاء ان طوابير من المدرعات السورية اقتحمت منطقة وعرة، بالقرب من الحدود مع تركيا.

وأضافوا أن مئات من أفراد الجيش تدعمهم عشرات من العربات المدرعة والحافلات المكتظة بأفراد من الامن ومن المسلحين الموالين للاسد أطلقوا نيران المدافع الرشاشة بشكل عشوائي أثناء اقتحامهم 10 قرى وبلدات على الاقل في جبل الزاوية، عـبر طريق سريـع قريـب بعد أن سـدوا مداخل المنطقـة وقطعـوا عنها الاتصالات.

وأكد المرصد السوري لحقوق الانسان في بيان، أن قوات عسكرية وأمنية سورية كبيرة تنفذ، منذ صباح أمس، عمليات واسعة بقرى جبل الزاوية، تستخدم فيها الرشاشات الثقيلة في قصف بعض المنازل والاراضي الزراعية والأحراج.

وأوضح ان الجيش يقصف مواقع يشتبه في اختباء ناشطين فيها، بعد ان دخل الى قرى أبلين وبليون ومرعيان واحسم والرامي.

وأكد المرصد ان القوات الامنية قطعت الطرقات، وأقامت حواجز امنية وأجرت عمليات اعتقال.

وقرية أبلين هي مسقط رأس المقدم حسين هرموش وهو الضابط الاول في الجيش السوري، الذي اعلن انشقاقه في مطلع يونيو الماضي، احتجاجا على قمع حركة الاحتجاج الشعبية ضد نظام الاسد والمستمرة منذ ستة اشهر.

وتمكن هرموش من مغادرة سورية، وهو الان يقود «كتيبة الضباط الاحرار»، التي يعتقد انها تشمل عشرات الضباط المنشقين.

من جهته، قال المتحدث باسم لجان التنسيق المحلية عمر إدلبي إنه تم قطع خطوط الهاتف، أمس في جبل الزاوية وكفر نبل بمحافظة إدلب بالتزامن مع قيام قوات الأمن بعمليات تمشيط للمنازل. وأوضح أن أصوات انفجارات سمعت، بعد دخول قوات الأمن إلى المنطقة.

وأضاف أن قوات الأمن السورية دهمت أيضا مخيما للاجئين في بلدة خربة الجوز القريبة من الحدود مع تركيا، وألقت القبض على العشرات وحرقت مركباتهم.

وفي مدينة حمص، أفاد المرصد بأن عائلة شاب اعتقل «بعد اصابته برصاص الامن خلال العمليات العسكرية والامنية في منطقة البساتين غرب حي بابا عمرو السبت الماضي، تسلمت جثمانه اليوم (أمس)». وذكر نشطاء أن خمسة أشخاص أصيبوا بجروح، أمس في حمص عندما قامت قوات من الشرطة والجيش بإطلاق النار والقذائف على منازل المواطنين في تل دهب، ما أسفر أيضا عن تضرر عدد من المنازل بشكل كبير.

وأضافوا أن قوات من الأمن مدعومة بالجيش ومدرعاته ودباباته وآلياته قامت بضرب طوق أمني حول حي باب السباع في حمص أيضا، وشنت حملة اعتقالات طالت كثيرين.

كما قال المرصد إن ثلاثة من عناصر ما يُعرفون بـ «الشبيحة» الموالين للأمن قُتلوا برصاص مجهولين، أمس، في قرية البرج بمنطقة الحولة بمحافظة حمص. وأضاف أن «قوات عسكرية وأمنية سورية نفّذت على الفور حملة مداهمات واعتقالات في قرية البرج».

ونقل المرصد المعارض عن ناشط في المنطقة، لم يذكر اسمه، قوله إن «مقتل العناصر الثلاثة من الشبيحة قد يكون نجم عن إطلاق رصاص عشوائي بينهم».

إلى ذلك قال المرصد إن قوات امنية سورية نفذت، أمس، حملة مداهمات واعتقالات في مدينة الزبداني التي تبعد 50 كلم غرب دمشق وشهدت تظاهرات ضخمة ضد النظام ودخلها الجيش، أول من أمس، بحسب ناشطين.

من ناحية أخرى، ذكرت وكالة الأنباء الرسمية السورية (سانا)، أمس، أن سورية تحفظت على البيان الذي صدر عن مجلس جامعة الدول العربية في ختام أعمال دورته العادية رقم 136 في دولة المقر أول من أمس أمس، واعتبرت البيان «عملا عدائيا وغير بناء، في التعامل مع الأزمة في سورية».

ووفقا لـ «سانا»، فإن سورية ولبنان أعلنتا تحفظهما على البيان الذي صدر عن المجلس بخصوص الوضع في سورية حيث أعلن المندوب السوري السفير يوسف أحمد رفض سورية للبيان جملة وتفصيلا، واعتبره عملاً عدائيا وغير بناء في التعامل مع الأزمة في سورية ومحاولة لإفشال مهمة الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي. وكان وزراء الخارجية العرب قد دعوا في ختام اجتماعهم القيادة السورية إلى اتخاذ خطوات عاجلة لوقف إراقة الدماء وتجنيب المواطنين السوريين المزيد من أعمال العنف والقتل، كما أرجأوا إرسال وفد إلى دمشق لحين الاستجابة لهذه الدعوة.

وفي موسكو، حذرت روسيا من ان «منظمات ارهابية» قد تعزز وجودها في سورية، إذا ما سقط نظام الاسد تحت ضغوط احتجاجات الشوارع المتواصلة. ونقلت وكالة «إنترفاكس» عن رئيس «إدارة التحديات الجديدة» في وزارة الخارجية إيليا روغاتشيوف قوله «إذا لم تتمكن الحكومة السورية من الاحتفاظ بالسلطة، فهناك احتمال كبير من ان يترسخ وجود متشددين وممثلين لمنظمات ارهابية».

من ناحية أخرى، دعا النشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي إلى الخروج في تظاهرات حاشدة اليوم، تحت عنوان «خميس تجديد العهد»، بمناسبة مرور ستة أشهر على بداية الاحتجاجات.

تويتر