« إخوان » مصر تحذّر تركيا من السعي إلى الهيمنة على المنطقة

حذرت جماعة «الإخوان المسلمون»، أقوى جماعة اسلامية في مصر، رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان أمس، من سعي بلاده للهيمنة على منطقة الشرق الاوسط رغم الترحيب الحماسي الذي لقيه في بداية جولته بالمنطقة. وبعد الاشادة الواسعة بدعوته الى الديمقراطية في العالم العربي، لقي اردوغان استقبالا اكثر تحفظا من قيادات جماعة «الإخوان المسلمين» التي لا يشترك حرسها القديم مع جيلها الاصغر في الاعجاب بالزعيم التركي.

وقال نائب رئيس حزب الحرية والعدال، عصام العريان، الذي اسسته الجماعة «نحن نرحب بتركيا ونرحب بأردوغان كزعيم متميز من زعماء المنطقة، لكننا لا نرى انه او بلاده تستطيع وحدها قيادة المنطقة او رسم مستقبلها».

وتتناقض التصريحات الحذرة مع الاستقبال الحار الذي لقيه اردوغان حتى الان، من جانب حشود في محطته الاولى، ضمن جولة تشمل ثلاث دول عربية وتستهدف تعزيز دور تركيا الاقليمي.

وقال اردوغان امام حشد من الجماهير المتحمسة في القاهرة، الليلة قبل الماضية، «ياإخواني.. الديمقراطية والحرية حق اساسي لكم مثل الخبز والماء».

وأصبح حزب اردوغان ذو الخلفية الاسلامية وبما حققه من نجاح انتخابي نموذجا لكثير من أعضاء جماعة الاخوان وغيرها من الجماعات السياسية التي تستعد لاول انتخابات حرة بعد الاطاحة بالرئيس السابق حسني مبارك في فبراير الماضي، بعد ان قضى في الحكم 30 عاما. لكن الاخوان وغيرها من الجماعات تخشى التدخل الخارجي في الانتفاضة التي نشأت من داخل البلاد. وقال مسؤول تركي كبير ان بلاده لا تريد ان تملي آراءها لكنها تريد تقديم المساعدة. وقال العريان الذي سجن خلال حكم مبارك «البلاد العربية لا تحتاج الى مشروعات خارجية، هذا يجب أن يأتي من داخل الانظمة العربية، خصوصا أنه بعد الثورات ستكون الانظمة ديمقراطية».

لكن العريان أثنى في الوقت نفسه على النجاحات السياسية التي حققها اردوغان في بلادة من خلال انتخابات حرة، ونجاحه في بناء اقتصاد قوي ودعمه للقضايا العربية. وأثنى على تعامل اردوغان مع القضية الفلسطينية قلب قضايا العالم العربي والاسلامي. وقال العريان ان رئيس الوزراء التركي التقى أعضاء من حزب الحرية والعدالة. وقال مسؤول كبير بوزارة الخارجية التركية ان اردوغان عرض المساعدة اذا طلبت منه. وقال «لا نقول اننا سنأتي ونعلمكم ماذا تفعلون لكننا نقول اننا سنساعدكم اذا اردتم». وكسب اردوغان شعبية كبيرة في العالم العربي بسبب نهجه الصارم في خلاف مع اسرائيل، كما انه يحظى بالاحترام لقيادته الاقتصاد لتحقيق نمو سريع، ولمسوغاته الديمقراطية في منطقة كانت تفتقر بشكل شبه كامل الى الديمقراطية، وحث اردوغان، أول من أمس، الولايات المتحدة على عدم عرقلة خطة الفلسطينيين للحصول على اعتراف الامم المتحدة بدولتهم.

تويتر