« الناتو » يجهل مكانه ويواصل غاراته في محيط سرت

القذافي يدعو مجلس الأمن لحماية سرت من « الأطلسي »

إحدى العائلات النازحة من بني وليد في طريقها إلى المجهول هرباً من الاشتباكات. رويترز

دعا الزعيم الليبي معمر القذافي مجلس الامن التابع للامم المتحدة الى حماية بلدة سرت مسقط رأسه التي مازالت تحت سيطرة قوات موالية له مما وصفها بأنها فظائع حلف شمال الاطلسي (الناتو)، فيما أقر الحلف بأنه يجهل مكان وجود القذافي حاليا فيما بات ابنه الساعدي القذافي «تحت الحراسة» في نيامي عاصمة النيجر، وقال المتحدث باسم القذافي، موسى ابراهيم، القذافي لايزال في ليبيا وروحه المعنوية جيدة ووراءه جيش قوي، وواصلت طائرات الحلف الاطلسي غاراتها، أول من أمس، لاسيما في محيط سرت وودان في واحة جفرا، بحسب البيان اليومي للحلف.

ونقلت قناة الرأي التلفزيونية، التي تتخذ من سورية مقرا، عن القذافي قوله في رسالة انه اذا كانت سرت معزولة عن بقية العالم من أجل ارتكاب فظائع ضدها، فإنه يجب ألا يغيب العالم وأنه على مجلس الامن أن يتحمل مسؤوليته ويتدخل على الفور لمنع هذه الجريمة. وقالت القناة التلفزيونية ان الرسالة موجهة إلى مجلس الامن.

وقال ابراهيم لـ«رويترز» عبر هاتف يعمل بالاقمار الاصطناعية ان «الزعيم» بصحة جيدة وروحه المعنوية عالية مؤكدا أنه في ليبيا. وأضاف أن القتال ابعد عن الانتهاء مما يتصوره العالم، مشيرا الى ان معسكر القذافي لايزال قويا جدا وجيشه لايزال قويا ولديه الاف مؤلفة من المتطوعين.

وقال ان القذافي يسيطر على اجزاء كبيرة من ليبيا على الساحل الشمالي وفي المناطق الغربية من البلاد كما يسيطر على الجنوب بكامله. وتابع أنه يجمع قواته وسيحرر كل مدينة ليبية حتى لو قاتل من شارع الى شارع ومن منزل الى منزل لسنوات مقبلة. ورفض ابراهيم الافصاح عن مكان وجوده شخصيا.

في المقابل ، قال قائد القوات الاميركية في افريقيا الجنرال كارتر هام، أمس، ان القذافي لايزال يسيطر على عدد صغير جدا من المقاتلين المخلصين له، الا انه «تم القضاء بشكل كبير» على قدرته على التأثير في الاحداث.

وقال قائد ميداني كبير في المجلس الوطني الانتقالي ان ابراهيم شوهد في بلدة بني وليد الموالية للقذافي، أول من أمس، بصحبة سيف الاسلام.

وأقر المتحدث باسم عملية «الحامي الموحد» التي يقودها الحلف الاطلسي انه لا يملك معلومات حول مصير القذافي الذي صدرت بحقه مذكرة توقيف اصدرتها المحكمة الجنائية الدولية و«مذكرة حمراء» اصدرها الانتربول. وصرح الكولونيل رولان لافوا في لقاء صحافي اسبوعي حول الوضع في ليبيا «صراحة لا نعلم ان كان غادر البلاد».

وأضاف ان القذافي «لم يظهر علنا في البلاد منذ فترة طويلة (...)، ولا نملك معلومات اكيدة حول مكان وجوده حاليا». وتابع «المنطقة التي تنشط فيها (قوات القذافي) تتقلص وتتعرض للمزيد من التضييق».

كما يتعذر تحديد مكان سيف الاسلام نجل القذافي فيما تشرذمت عائلة الزعيم الليبي السابق، من ابنائه الاخرين، ولجأ هنيبال ومحمد الى الجزائر مع شقيقتهما عائشة وزوجة القذافي صفية، فيما اشيع عن مقتل سيف العرب وخميس.

وأفاد مصدر حكومي في النيجر ان الساعدي القذافي دخل من شمال البلاد، الاحد الماضي، ووصل، الليلة قبل الماضية، الى نيامي حيث سيكون «تحت حراسة» قوى الامن النيجرية.

وتحدثت الولايات المتحدة عن وضعه في ما يشبه الاقامة الجبرية في «مسكن رسمي تابع للدولة» لكن نيامي رفضت الحديث عن «احتجاز» وفضلت عبارة «تحت الحراسة» لاقارب القذافي الـ32 الموجودين حاليا على اراضيها لاسباب «انسانية». وأعلن مساعد وزيرة الخارجية الاميركية لشؤون الشرق الاوسط جيفري فيلتمان في طرابلس، أمس، ان «العمليات الرامية لحماية المدنيين» في ليبيا ستتواصل حتى «يصبحوا غير معرضين للخطر». ميدانيا، مازالت الحملات الواسعة النطاق التي يجري الحديث عنها على معاقل القذافي في بني وليد وسـرت وسبها لم تحدث، حيث اثبتت هذه المناطق قدرتها على المقاومة والهجمات المرتدة.

ففي بني وليد يتردد قادة الثوار في ارسال مقاتليهم الى الواحة الواسعة التي تضم 52 قرية و100 الف نسمة، معظمهم مسلحون. كما تبدو معركة السيطرة على سرت غير قريبة، حيث يتجمع مقاتلو الثوار على الطريق الساحلية الشرقية والغربية على بعد عشرات الكيلومترات من هدفهم.

تويتر