أردوغان طلب من إيران التوقف عن دعم دمشق
19 قتيلاً برصاص الأمن السوري في « جمعة ماضون حتى إسقاط النظام »
قتل، أمس، 19 شخصاً برصاص القوات السورية في حمص وريف حماة وإدلب في ما سُمّي «جمعة ماضون حتى إسقاط النظام»، التي شهدت تظاهرات حاشدة في معظم المدن والبلدات والقرى السورية، طالبت بإسقاط نظام الرئيس بشار الأسد، فيما أرسل الجيش مزيداً من الدبابات وناقلات الجند إلى معرة النعمان في محافظة ادلب (شمال غرب)، في وقت طلب رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان من الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد ان يتوقف عن دعم نظام دمشق.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان المعارض إن 19 شخصاً قُتلوا، أمس، مع دخول الاحتجاجات في سورية شهرها السابع.
وأكد المرصد أن «تسعة مواطنين استشهدوا في محافظة ادلب، اثنان منهم في قرية سرجة اعتُقلا صباح أمس، وعُثر على جثتيهما لاحقاً في أراضي القرية، وشهيد في قرية كنصفرة كان اعتُقل أول من أمس، وشهيد في قرية كفرعويد سقط اثر اطلاق رصاص من قبل الأمن، وخمسة قتلى في قرية جوزف كانوا اختفوا أول من أمس وعُثر على جثامينهم، أمس، في الاحراج».
وأضاف المرصد أن «خمسة شهداء سقطوا بريف حماة خلال عمليات دهم وملاحقات أمنية، وشهيدين في مدينة حمص سقطا بإطلاق رصاص بعد التظاهرات، كما أُعيد شهيد أمس الى ذويه بعد اختفاء استمر شهرين، وتوفي شهيد متأثراً بجروح كان أُصيب أول من أمس، كما سقط شهيد بحي نهر عائشة بدمشق». وأشار إلى أن تظاهرات انطلقت، أمس في حي البياضة وحي دير بعلبة وفي القصور بمدينة حمص حيث تجمع المتظاهرون بأعداد كبيرة من مساجد عدة، كما خرجت تظاهرة في باب الدريب، وهو الحي الذي شهد حملة أمنية وحملة اعتقالات واسعتين خلال أيام الأسبوع الماضي، فيما شهد حي الحمرا تظاهرة حاشدة انطلقت من جامع عمر بن الخطاب على الرغم من الوجود الامني الكثيف.
وقال إن تظاهرات عدة خرجت من المساجد في منطقة الغوطة بمدينة حمص وتجمعت في أحد الشوارع الرئيسة، فيما شهد حي بابا عمرو تظاهرة حاشدة ضمت الآلاف هتفوا بإسقاط النظام، وخرجت تظاهرة كبيرة في جورة الشياح انطلقت من مسجد الحي، وتظاهرة في حي كرم الزيتون الذي شنت قوات الأمن فيه قبل يومين حملة اعتقالات مكثفة، كما شهد حي النازحين المجاور تظاهرة نادت بإسقاط النظام.
وأضاف أن الآلاف تظاهروا في بلدة الرستن بمحافظة حمص، منادين بإسقاط النظام، كما شهدت تلبيسة تظاهرة حاشدة في منطقة المسجر الجنوبي حيث تعرض المتظاهرون لإطلاق النار الكثيف من القوات الأمنية الموجودة هناك، ما تسبب في سقوط جرحى.
وقال المرصد إن قوات الأمن والشبيحة اطلقوا الرصاص الحي في الهواء بقصد ترهيب الناس بعد صلاة الجمعة أمام معظم مساجد مدينة اللاذقية، وقامت عناصر المخابرات باقتحام جامع الفارس في داريا بريف دمشق وأطلقت الرصاص الحي لتفريق المعتصمين وملاحقتهم، كما اطلقت قوات الأمن رصاصاً كثيفاً لتفريق متظاهرين خرجوا من مسجد الروضة بحي الجبيلة في محافظة ديرالزور.
وتأتي أرقام المرصد مغايرة لما أعلنه مصدر رسمي سوري رفيع، والذي أفاد بعدم سقوط اي قتيل في سورية، أمس من بين المتظاهرين الذين قال ان عددهم لم يتجاوز 4000 متظاهر. وقال المصدر الرسمي إن قتيلا من قوات حفظ النظام سقط في بلدة بصرى الحرير في محافظة درعا «وأن مخيم خربة الجوز في محافظة ادلب الذي أقامه مسلحون قرب الحدود التركية قد تمت إزالته».
وقال إن المئات من المتظاهرين خرجوا في مدينة حمص ، وسط البلاد فيما خرج نحو 1000 متظاهر في مدينة الرستن التابعة للمحافظة نفسها، من دون أي إشكال بينهم وبين القوات الحكومية، مضيفاً أن أي تظاهرة لم تخرج في مدينة حماة وسط البلاد. كما شهدت القامشلي شرق البلاد خروج المئات في تظاهرة سلمية، كما أكد المصدر خروج مئات المتظاهرين في أماكن متفرقة من محافظة إدلب غرب سورية، من دون وقوع اشتباكات مع قوات حفظ النظام. مشيرا إلى خروج نحو 500 متظاهر بالكسوة قرب دمشق، بينهم ملثمون أطلقوا النار باتجاه القوى الأمنية، من دون وقوع أي إصابات.
إلى ذلك اعلن المرصد استنادا الى ناشطين ان «رتلا من الآليات العسكرية شوهد صباح الجمعة (أمس)، يتحرك باتجاه معرة النعمان».
وأضاف المرصد ان «العمليات العسكرية والامنية التي نفذتها السلطات السورية الخميس في قرى ريف ادلب اسفرت عن استشهاد مواطنين اثنين وفقدان تسعة مواطنين واعتقال 73 شخصا على الاقل من قرى كنصفرة والموزرة وعين لاروز وكفرعويد وابديتا وابلين ومعرة حرمة».
من ناحية أخرى، دانت اللجنة الدولية للصليب الاحمر، أمس، الهجمات على الخدمات الطبية في سورية، مؤكدة ان فرق الاغاثة وسيارات الاسعاف تعرضت لإطلاق النار مرارا في البلاد.
وقالت رئيسة اللجنة الدولية للصليب الاحمر للعمليات في الشرقين الادنى والاوسط بياتريس ميغيفاند-روغو «من غير المقبول بالمرة ان يفقد المتطوعون حياتهم اثناء مساعدتهم اخرين لانقاذ حياتهم». وكان متطوع بالهلال الاحمر العربي السوري توفي هذا الاسبوع جراء اصابات لحقت به اثناء تأديته واجبه، بحسب ما اشارت اللجنة الدولية. وأصيب متطوعان آخران في الحادث نفسه، حين تعرضت سيارة الاسعاف التي كانوا فيها لنيران كثيفة اثناء نقل احد الجرحى الى المستشفى. وقال الصليب الاحمر «ليست هذه المرة الاولى التي يتعرض فيها افراد تابعون للهلال الاحمر وسيارات تابعة له لنيران أو لهجمات اخرى منذ بداية العنف في سورية».
إلى ذلك أكدت الصحف التركية، أمس، أن رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان طلب من الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد ان يتوقف عن دعم نظام دمشق الذي يمارس قمعا شرسا للحركة الاحتجاجية في البلاد. وقالت صحيفة «حرييت» إن اردوغان صرح امام صحافيين في تونس «لا يمكنني الحديث عن وجود توتر مع ايران، لكن في ما يتعلق بسورية، لقد حذرتهم من ان نظام (الرئيس السوري بشار) الاسد بات مستكبرا جراء تشجيعهم». وأضاف «لقد تناولت المسألة هاتفيا مع احمدي نجاد، وارسل بعدها موفدا خاصا تباحثت معه، ولقد حصل تغير في موقفهم».
وأكد أنه يعتزم ارسال رئيس الاستخبارات التركية حقان فيدان الى ايران للتباحث في المسألة وأنه يمكن ان يتوجه شخصيا الى ايران في وقت لاحق. ودعت ايران القلقة من تبعات القمع في سورية حليفتها الرئيسة في المنطقة، مرارا الى الحوار الداخلي الا انها لم تندد ابدا بالعنف الذي يرتكبه النظام. وتعتبر طهران ان اسرائيل والولايات المتحدة هما من يقف وراء الاضطرابات في سورية. وكان اردوغان قال الاسبوع الماضي «الشعب السوري لا يصدق الاسد، ولا انا».
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news