إسرائيل تدرس فرض « الطـوارئ » مـع الإعلان عن عضوية دولة فلسطين في الأمم المتحدة
تدرس اسرائيل إمكانية تطبيق قوانين الطوارئ تحسباً لاحتجاجات تواكب توجه الفلسطينيين الى مجلس الأمن الدولي لطلب منح دولة فلسطين عضوية في الأمم المتحدة، قائلة ان المسعى محكوم عليه بالفشل، وان الفلسطينيين لن يجدوا في النهاية من سبيل سوى العودة مرة اخرى للمفاوضات. ومع توجه الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، الى نيويورك لتقديم طلب العضوية، اكد رئيس الوزراء الفلسطيني المقال، اسماعيل هنية، رفضه تفويض اي قيادة فلسطينية «تريد ان تعبث بالحق الوطني».
وكشفت صحيفة «هآرتس»، أمس، أن اسرائيل تدرس إمكانية تطبيق قوانين الطوارئ لمواجهة امكانية اندلاع اعمال عنف في الضفة الغربية قد تواكب توجه الفلسطينيين الى مجلس الأمن الدولي لطلب منح دولة فلسطين عضوية في الأمم المتحدة.
وقالت الصحيفة «ان وزارة الشؤون الأمنية في اسرائيل، اعدت مسودة لوضع لوائح قوانين الطوارئ موضع التنفيذ للتعامل مع الاحتجاجات المحتملة في الضفة، وامكانية تعطل النظام هناك، في ظل الاعلان المتوقع عن اقامة دولة فلسطينية مستقلة». وأضافت ان هذه الخطة ـ التي يمكن ان يمس تطبيقها بحقوق الأشخاص الذين يجري اعتقالهم، او ممن يمكن ان يوضعوا تحت الإقامة الجبرية ـ تسببت في خلافات بالرأي بين مسؤولين في وزارة العدل الإسرائيلية. وأعطت الخطة للشرطة الحق في توقيف اي مشتبه فيه تسع ساعات بدلاً من ثلاث، وصرح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أمس، ان المسعى الفلسطيني لانضمام دولة فلسطينية لعضوية الأمم المتحدة ليست له اي فرصة للنجاح، وان الفلسطينيين لن يجدوا في النهاية من سبيل سوى العودة مرة اخرى للمفاوضات. وقال نتنياهو في بداية الاجتماع الوزاري الأسبوعي «ان مسعاهم للقبول بهم عضواً في الأمم المتحدة سيفشل. سيفشل هذا المسعى، اذ لابد من مروره عبر مجلس الأمن». وقال نتنياهو «نتيجة لأفعال الولايات المتحدة، التي تعمل عن كثب معنا، ولأفعال حكومات اخرى نعمل نحن والاميركيون معها، أتوقع فشل هذا المسعى».
وتابع «في النهاية، بعد ان ينقشع الدخان وينفض امر الأمم المتحدة، سيعود الفلسطينيون الى رشدهم، او هكذا آمل، وسيتخلون عن تلك الخطوات للالتفاف على المفاوضات، وسيعودون الى الطاولة حتى يتسنى احلال السلام لنا ولجيراننا».
على الجانب الفلسطيني، قال الناطق الرسمي باسم الرئاسة، نبيل ابوردينة، لوكالة «فرانس برس» عشية توجه عباس الى نيويورك «ان عباس سيقوم بحركة سياسية نشطة جداً يلتقي بها مع العديد من رؤساء وملوك ورؤساء الوفود المشاركة في اجتماعات نيويورك، تمهيدا لتقديم طلب عضوية فلسطين، وخطابه التاريخي امام (الأمم المتحدة)». وقال ان عباس سيؤكد خلال اللقاءات وخلال كلمته في الجمعية العامة للأمم المتحدة طلب عضوية دولة فلسطين من خلال مجلس الأمن الدولي، كما اعلن في رام الله. من جانبه، قال كبير المفاوضين الفلسطينيين، صائب عريقات، ان عباس سيلقي خطابا سياسيا مهما وتاريخيا، يطلب فيه من دول العالم اجمع مساندة التوجه الفلسطيني لنيل عضوية دولة فلسطين.
من جانبه، اكد اسماعيل هنية رفضه تفويض «اي قيادة فلسطينية تريد ان تعبث بالحق الوطني الفلسطيني»، وقال في كلمة له امام اجتماع للمجلس التشريعي في غزة انه «لا تفويض لأي قيادة فلسطينية تريد ان تعبث بالحق الوطني الفلسطيني، ولا تفويض لأي تمثيل فلسطيني من شأنه ان يقدم تنازلات تاريخية عن الأرض الفلسطينية، وفي مقدمتها حق العودة».
واوضح هنية «من هذا المنطلق، نؤكد رفضنا مثل هذا التوجه، وفي الوقت نفسه نوضح ان مسألة الدولة الفلسطينية مطلب وحق فلسطيني، ونحن لا نقف حجر عثرة امام اقامة دولة فلسطينية ذات سيادة كاملة على الأرض الفلسطينية، لكن من دون تقديم اي تنازلات عن حقوق وثوابت الشعب الفلسطيني». واضاف هنية «نكرر اليوم نحن مع اقامة دولة فلسطينية على اي جزء محرر من الأرض الفلسطينية يتوافق عليها الشعب الفلسطيني، من دون الاعتراف بإسرائيل، ومن دون التنازل عن اي شبر من ارض فلسطين التاريخية، في هذا السياق».
وفي دمشق دعت الفصائل الفلسطينية وبعض الشخصيات المستقلة الى رفض خطوة توجه عباس إلى الأمم المتحدة، لطلب الاعتراف بدولة فلسطينية.