اليمنيون يخشون انزلاق بلادهم إلى أتون حرب شاملة.. ووصول وسيطين خليجي و«أممي»

29 قتيلاً برصاص الأمن في صنعاء وتعز

مركز لمعالجة المصابين الذين أطلق عليهم الأمن اليمني الرصاص بلا حـــــــــــــــــــــــــــــــــساب. إي.بي.إيه

قتل 29 شخصاً بينهم ثلاثة جنود منشقين وطفلان، أمس، في صنعاء وتعز برصاص قوات الأمن التي تقوم بقمع تظاهرات مطالبة برحيل الرئيس اليمني علي عبدالله صالح، بحسب حصيلة جديدة أوردتها مصادر طبية، وبذلك يرتفع الى 55 عدد القتلى في صنعاء، منذ أول من أمس، حين قمعت قوات الأمن بعنف مسيرة في العاصمة، وفي وقت يخشى اليمنيون انزلاق بلادهم إلى أتون حرب شاملة، وصل إلى صنعاء الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي، عبداللطيف الزياني، للاطلاع على آخر التطورات في الساحة اليمنية، وذلك بالتزامن مع وصول مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة، جمال بن عمر.

وأوضح نشطاء في مستشفى ميداني أن الكثير من المصابين لم يتم إسعافهم بسبب القصف، مشيرين إلى أن هناك طفلاً بين القتلى.

وذكر طبيب في تعز بجنوب اليمن، أن شخصين قتلا وأصيب العشرات عندما استخدمت القوات الحكومية الذخيرة الحية والغاز المسيل للدموع لتفريق الآلاف من اليمنيين الذين خرجوا إلى الشوارع للمطالبة بحسم الثورة.

وكانت حالة من التوتر سادت في شوارع صنعاء، صباح أمس، بالتزامن مع خروج مسيرات جماهيرية جابت الشوارع مطالبة بالحسم الثوري، وتضامناً مع المتظاهرين، وتنديداً بما تقوم به قوات الرئيس علي عبدالله صالح وأسرته.

ووصف المجلس الوطني المعارض باليمن مقتل المتظاهرين بأنه «مجزرة جديدة» تضاف إلى «السجل الإجرامي لبقايا النظام العائلي» للرئيس صالح، مطالباً المجتمع الدولي «بالتحرك السريع» في ظل تزايد جرائم النظام، بحسب المعارضة.

وأدان البيان «الجريمة البشعة» التي أودت بحياة «العشرات من الشباب اليمنيين التواقين للحرية، الذين خرجوا بصدورهم العارية في مواجهة آلة القمع والقتل والدمار، التي تمتلكها عصابة تمردت على شرعية الشعب وإرادته، ورفضت الرضوخ لمطالبه وتنصّلت من كل الالتزامات الدولية».

من جانبه، نفى وزير الداخلية، اللواء الركن مطهر رشاد المصري، ما بثته بعض القنوات التلفزيونية «من أخبار مضللة وكاذبة قاصدة بها تضليل الرأي العام وتحميل الأجهزة الأمنية مسؤولية قيام عناصر اللقاء المشترك بارتكاب جرائم خلال قيامهم اليوم بمسيرات غير مرخصة». وأشار وزير الداخلية إلى أن «ما تم أمس من مسيرات غير مرخصة تم الإعداد لها مسبقاً لتصعيد الموقف المعلن من قبلهم والعمل على إفشال الحوار، وذلك بقيامهم بالاعتداء على مؤسسات الدولة وإحراق محطات الكهرباء وفرع وزارة الطرقات والاعتداء على رجال الأمن».

من جهة ثانية، نفى نائب وزير الإعلام اليمني، عبده الجندي، في تصريح صحافي «أية مسؤولية لقوات صالح في الأحداث»، واتهم «جنود الفرقة الأولى بقتل المتظاهرين»، واعتبر أن «المظاهرات بدأت تخرج عن طابعها السلمي».

وكشفت وسائل إعلام مقربة من اللواء الأحمر، المنشق عن الجيش، أمس، انه التقى، الليلة قبل الماضية، السفير الأميركي بصنعاء، غيرالد ستايفين، اثر الاشتباكات، وانه أكد على «الدور الايجابي الذي يلعبه السفير ومعه الأصدقاء سفراء الاتحاد الأوروبي وبريطانيا، والأشقاء سفراء دول مجلس التعاون الخليجي» في إطار سعيهم لتجنيب اليمن مغبة الاقتتال والحرب الأهلية.

وعلى خلفية موجة العنف هذه، اعلن مصدر رسمي وملاحي ان مبعوث الأمم المتحدة الى اليمن، جمال بن عمر، ووسيط دول الخليج في الأزمة اليمنية امين عام مجلس التعاون الخليجي، عبداللطيف الزياني، وصل، أمس، الى صنعاء. وقال مصدر دبلوماسي غربي لوكالة «فرانس برس» ان الرجلين وصلا تباعا الى صنعاء حيث يرتقب خلال النهار تنظيم حفل توقيع خارطة طريق اقترحتها الأمم المتحدة لتطبيق المبادرة الخليجية التي اعدتها دول مجلس التعاون الخليجي.

وافادت وكالة الأنباء اليمنية الرسمية ان الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي ومبعوث الأمم المتحدة الى اليمن، وصلا الى صنعاء للاطلاع «على آخر التطورات في الساحة اليمنية».

تويتر