تعزيزات عسكرية على جبهة « بني وليد ».. و« الأطلسي » يمدّد عملياته 3 أشهر
« سيطرة تامة » للثوار على سبها ومناطق واسعة من الجفرة
سيطر مقاتلو النظام الجديد في ليبيا، أمس، «سيطرة تامة» على مدينة سبها، بحسب ما اعلن مسؤولان لوكالة «فرانس برس» ببنغازي، فيما استهدفت اربعة صواريخ «غراد»، أمس، موقعاً أساسياً لمقاتلي المجلس الانتقالي بالقرب من «بني وليد» احد آخر معاقل العقيد معمر القذافي، أوقعت عشرات القتلى والجرحى، حيث استقدم الثوار مجموعة من الدبابات لاستخدامها في المعارك الهادفة الى السيطرة على المدينة، في وقت وافق حلف شمال الاطلسي على تمديد العمليات بليبيا لثلاثة أشهر أخرى.
وتفصيلاً، قال عضو المجلس الوطني الانتقالي عن سبها، عبدالمجيد سيف النصر «سيطر ثوارنا سيطرة تامة على مدينة سبها وكل احيائها، بما فيها حي القذاذفة (قبيلة معمر القذافي)»، وأضاف أن «الجميع اصبح مع الثورة والمدينة أصبحت مؤمنة وفي يد الثوار، ونحن نحافظ على الأمن فيها في اطار تقاليدنا وعاداتنا ولا نريد اراقة الدماء».
وتابع مع ذلك «هناك بعض التحركات الفردية غير المنظمة لبعض الأشخاص الذين يدافعون عن انفسهم وعن جرائمهم، لكن المدينة مؤمّنة ويمكننا تأمين وصول اي صحافي اليها».
واعلن سيف النصر سقوط «اربعة شهداء من الثوار ومقتل 11 من عناصر كتائب القذافي، الاثنين والثلاثاء الماضيين، في معركة السيطرة على سبها التي سيطرنا عليها تماما» أمس.
واضاف في اتصال هاتفي مع «فرانس برس» ببنغازي «هناك ايضا عدد من الجرحى، لكن ليس لدي ارقام محددة حاليا».
من جهته، اكد ممثل «كتيبة درع الصحراء» في سبها، محمد وردكو، وشقيق قائدها بركة وردكو، أمس «سيطرنا سيطرة تامة على مدينة سبها، ولم تعد هناك مقاومة».
من ناحية اخرى، احرز مقاتلو النظام الجديد تقدماً كبيراً في منطقة الجفرة (300 كلم جنوب سرت) وسيطروا على انحاء واسعة منها، على ما اعلن عضو المجلس الوطني الانتقالي عن الجفرة مصطفى الهوني.
وقال الهوني «سيطرنا على اكثر من 70٪ من مناطق الجفرة». وتضم منطقة الجفرة اربع مدن رئيسة هي ودان وهون (حيث مقر القيادة العامة العسكرية) وسوكنه وزلة.
وفي «بني وليد»، سقطت صواريخ في محيط موقع للثوار، الذي يبعد ما بين 15 و20 كيلومتراً عن المدينة، ما دفع الثوار الى التراجع في حالة من الفوضى. والهجوم هو الأول من نوعه على هذا الموقع منذ ما يزيد على 10 ايام.
وكان مسؤول التفاوض عن جانب الثوار عبدالله كنشيل، اعلن في تصريح لـ«فرانس برس» قبل ساعات من هذا الهجوم استقدام مجموعة من الدبابات «ستستخدم لدك حصون القوات الموالية للقذافي في بني وليد». واضاف «نحتاج الى كثافة نارية لمواجهة القناصة»، مشيراً الى حشد مجموعات من الثوار من اجل «شن معركة حاسمة خلال 48 ساعة».
وعلى بعد نحو 20 كلم من «بني وليد» التي يلقى فيها الثوار منذ نحو 10 ايام مقاومة عنيفة من قبل قوات موالية للعقيد الليبي الفار، بدأت مجموعة من المقاتلين تجهيز اربع دبابات احضروها من مناطق اخرى.
وقال المقاتل سعد أبوعجيرة لوكالة «فرانس برس» «استقدمنا اربع دبابات جديدة لاستخدامها في معارك (بني وليد)، وهناك دبابة خامسة سبق ان احضرناها الى هنا».
واضاف ان «هذه الدبابات التي كانت تستخدمها قوات القذافي قبل الثورة، حان الوقت كي نستخدمها نحن ضدهم».
وبدا واضحاً ان الدبابات الأربع الروسية الصنع تعاني مشكلات تقنية، الا ان عددا من الخبراء بين الثوار انكبوا على ايجاد حلول لها، الى ان عملت ثلاث من الدبابات.
في موازاة ذلك، يتحدث العديد من المقاتلين عن تململ في اوساط الثوار جراء «خيانات» يتعرضون لها من قبل زملاء لهم، ينتمي معظهم الى «بني وليد» نفسها. وقتل واحد على الأقل من الثوار، أمس، واصيب آخرون بجروح في انفجار وقع عن طريق الخطأ في سيارة كانوا يقودونها قرب موقع يتمركز فيه الصحافيون على بعد نحو 15 كلم من «بني وليد».
وبعد دقائق من هذا الحادث، فقد مقاتل آخر السيطرة على سلاحه فبدأ اطلاق النار في كل اتجاه وكاد يصيب اربعة من زملائه. ويفتقد مقاتلو المجلس الوطني الانتقالي في «بني وليد» التنظيم والتنسيق، وغالبا ما تحدث خلافات بين الكتائب المختلفة التي تضمهم حول احقية الدخول الى جبهات القتال.
وذكرت صحيفة «فبراير» اليومية التي تصدر عن هيئة دعم وتشجيع الصحافة الليبية، أمس، أن أفرادا من «كتيبة القعقاع» التابعة للثوار داهمت منزل الحارسة الخاصة للعقيد معمر القذافي، مبروكة الشريف، وعثرت داخل منزلها الكائن في منطقة السراج بطرابلس على اعتى أنواع السلاح.
إلى ذلك، قال رئيس الوزراء في الحكومة الانتقالية محمود جبريل، إنه سيتم تشكيل حكومة جديدة للبلاد، خلال الأيام الـ10 المقبلة، وأضاف في لقاء على هامش اجتماعات الجمعية العامة للامم المتحدة «لا يقلقني الوقت، من أجل الوصول الى توافق وطني».
وكان وزير الخارجية العراقي، هوشيار زيباري، قد أعلن، أول من أمس، خلال اجتماع في مركز ابحاث بنيويورك ان قوات اوروبية خاصة قاتلت الى جانب الثوار الليبيين لمساعدتهم على طرد القذافي من السلطة.
وقال زيباري امام مجلس العلاقات الخارجية «ليس فقط كان هناك هجوم جوي على طرابلس وعلى اماكن اخرى، ولكن استطيع ان اقول لكم انه كانت هناك ايضا قوات خاصة، قوات اوروبية على الأرض لمقاتلة القذافي».
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news