صورة وظلال
رباني.. رجل الحرب والسلام
شكل اغتيال الرئيس الأفغاني السابق برهان الدين رباني، صدمة في الداخل والخارج، واستنكرت العواصم الغربية استهداف الرجل الذي يوصف بأنه من دعاة السلام. وكان رباني قائداً للمجاهدين الذين قاتلوا القوات السوفييتية في أفغانستان خلال ثمانينات القرن الماضي، وتولى رئاسة البلاد خلال الفترة من 1992 حتى 1996 عندما كانت البلاد تخوض حرباً أهلية ضارية. وبدأ رباني(72 عاماً) التعليم، وسافر إلى القاهرة في ما بعد، ثم انضم إلى صفوف حركة جامعية إسلامية معتدلة ومعادية للشيوعية في الستينات.
وبعد تخرجه التحق بجامعة كابول، حيث درس الشريعة الإسلامية والعقيدة، وأثناء سنوات دراسته الأربع في الجامعة اشتهر بأبحاثه في العلوم الإسلامية. وعقب تخرجه عام 1963 عمل أستاذاً في الجامعة نفسها، ثم سافر إلى مصر عام ،1966 حيث التحق بجامعة الأزهر في القاهرة، ليحصل بعد عامين على درجة الماجستير في الفلسفة الإسلامية. وفي عام 1968 عاد إلى أفغانستان، وعهد إليه المجلس الأعلى للجمعية الإسلامية مهمة الإشراف على شؤون الطلاب.
تم نفيه في بداية السبعينات إلى باكستان، ومع الغزو السوفييتي لأفغانستان اتخذ رباني قاعدة له في باكستان، ونجح في قيادة حزبه الذي تحول إلى العمل المسلح لمقاومة القوات السوفييتية، وأصبح مسلحو رباني أول طلائع المجاهدين الذين دخلوا كابول بعد انسحاب القوات السوفييتية عام .1992 وفي العام نفسه، أصبح رباني أول رئيس للمجلس الأفغاني، وهو ما يعني في الواقع رئيس البلاد، وظل في هذا المنصب حتى استولى مقاتلو طالبان على كابول عام .1996 وعقب ذلك اتخذ رباني بلدة فيض أباد شمال أفغانستان مقراً له، وقاد بمساعدة من إيران وروسيا واحداً من الفصائل الخمسة الكبيرة المناوئة لحركة طالبان. وظل رباني الرئيس الرسمي لأفغانستان، والمعترف به من قبل الأمم المتحدة ودول عديدة، حتى سلّم السلطة رسمياً إلى الحكومة الانتقالية برئاسة حامد كرزاي في ديسمبر ،2001 ولم يتول بعد ذلك أي منصب وزاري في الحكومة الانتقالية، وظل واحداً من أبرز منتقديها.
وكان رباني، الذي نازعه الباشتون سلطته، واجه ايضاً في بلد تسوده التقاليد الحربية، منافسة زعماء الحرب، وفي طليعتهم وزير دفاعه الطاجيكي احمد شاه مسعود، الملقب بـ«أسد بانشير»، بطل المقاومة ضد الاتحاد السوفييتي، ثم حركة طالبان، الذي اغتيل قبل يومين من اعتداءات 11 سبتمبر 2001 في الولايات المتحدة.
وقد اعترض الزعماء الباشتون، أكبر الاثنيات الافغانية التي يتحدر منها الملوك القدامى وقادة طالبان، على سلطة هذا الرئيس الطاجيكي الذي تولى الرئاسة خلال السنوات الاربع للحرب الاهلية الدامية بين قادة الحرب المجاهدين التي ألحقت بكابول دماراً جزئياً.
وكان من المتوقع أن يكون رباني واحداً من أبرز المرشحين في الانتخابات الرئاسية، لكنه انسحب في اللحظة الأخيرة، إلا أنه احتفظ بمنصبه رئيساً لحزب الجمعية الإسلامية، وإن كانت سلطاته فيها قد تقلصت من الناحية العملية.
وعندما كان رباني في السلطة سمح للنساء الأفغانيات بالعمل، والتحاق الفتيات بالتعليم المدرسي العالي. وظل رباني بعيداً عن الأضواء، وإن كان قد أعلن تأييده لكرزاي في يونيو الماضي.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news