نتنياهو طالبه بالتخلي عـن شروطه المسبقــــة.. و«حماس» ترحّب بدعوته للحوار

عباس: لا عودة للمفاوضـات دون وقـف كامـل للاستيطان

عباس عاد إلى رام الله من نيويورك وسط استقبال شعبي كبير. أ.ب

أكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس، أمس، أن الفلسطينيين لن يعودوا الى طاولة المفاوضات دون وقف الاستيطان بشكل كامل، غير ان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو طالبه بالتخلي عن شروطه المسبقة لاستئنافها. وفيما رحبت حركة «حماس» بإعلان عباس رغبته في حوار معمق لإنجاز ملف المصالحة، أيد وزير الخارجية الاسرائيلي افيغدور ليبرمان، تبني خطة اللجنة الرباعية للتوصل إلى اتفاق سلام بين إسرائيل والفلسطينيين قبل نهاية .2012

وفي كلمة ألقاها عند عودته إلى رام الله قادماً من الامم المتحدة حيث قدم طلب انضمام دولة فلسطين الى المنظمة الدولية، قال عباس امام الآلاف من الفلسطينيين الذين احتشدوا لاستقباله في مقر المقاطعة إن الفلسطينيين مستعدون للعودة الى المفاوضات، لكن ليس أي مفاوضات، لن نقبل الا بالشرعية الدولية ووقف الاستيطان بشكل كامل.

وكان عباس قد توجه فور وصوله الى ضريح الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات، حيث وضع إكليلاً من الزهور قبل إلقاء كلمته. وقال امام الحشود من مستقبليه انه ذهب الى الامم المتحدة حاملاً آمال وأحلام وطموحات ومعاناة الشعب الفلسطيني والرغبة في قيام دولة فلسطينية، فقاطعه الحاضرون مراراً بتصفيقات حارة.

وتجمع الحشد منذ ساعات عدة وسط رام الله العاصمة السياسية للفلسطينيين في الضفة الغربية لاستقبال «البطل» بعد خطابه أمام الجمعية العامة للامم المتحدة في نيويورك، وعدم تراجعه امام ادارة الرئيس الاميركي باراك أوباما التي حاولت حتى اللحظة الأخيرة ثنيه عن رفع الطلب إلى مجلس الامن الدولي.

من جانبه، دعا رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو، أمس، عباس الى استئناف التفاوض دون شروط مسبقة من اجل التوصل الى اتفاق سلام في الشرق الاوسط طال انتظاره. وفي تصريحات ادلى بها للتلفزيون الاميركي بعد دعوة وجهتها اللجنة الرباعية للشرق الاوسط لاستئناف المفاوضات المباشرة، قال رئيس الوزراء الاسرائيلي إنه ينصح عباس «إن اردت الوصول الى السلام، عليك التخلي عن شروطك المسبقة».

وفي غزة، رحب وزير الخارجية والتخطيط في الحكومة المقالة محمد عوض بإعلان الرئيس الفلسطيني رغبته فتح حوار معمق مع حركة حماس لإنجاز ملف المصالحة الفلسطينية.

وقال عوض، خلال لقاء مع الصحافيين في غزة، إن تصريحات عباس محل ترحيب لرغبة الأطراف الفلسطينية كافة في استكمال إنجاز ملف المصالحة.

وأضاف عوض «نؤكد على وحدة صفنا الفلسطيني ونريد أن تؤدي اللقاءات إلى مواقف مشتركة وليست لقاءات للإعلام، ونريد خطوات تأتي بنا إلى الأمام وليست خطوات متراجعة».

في الوقت ذاته لام عوض على عباس عدم إنجاز ملف المصالحة قبيل توجهه لطلب عضوية دولة فلسطينية من الأمم المتحدة، معتبراً أنه كان سيكون وقتها في موقف أقوى. كما انتقد عدم تشاور الرئيس الفلسطيني مع الفصائل الفلسطينية، خصوصاً حركة حماس بشأن التوجه للأمم المتحدة. لكنه أشاد بخطاب عباس أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، معتبرا أنه تضمن الكثير من النقاط الإيجابية.

من جانبه، قال عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، مفوض العلاقات الخارجية فيها، نبيل شعث، في حديث لإذاعة صوت فلسطين، إن تسعة أعضاء في مجلس الأمن الدولي سيصوتون لمصلحة طلب عضوية فلسطين في الأمم المتحدة، ما يعني أن الطلب سينجح إذا لم تستخدم واشنطن الفيتو ضده. وأضاف «سنتدخل كلما حصل تعطيل لطلب فلسطين بحصول عضويتها»، مشيراً إلى أن المداولات في مجلس الأمن ستأخذ ما بين خمسة إلى ستة أيام.

وطالب شعث واشنطن بـ«الاختيار بين اللوبي اليهودي ومصالحها في المنطقة العربية عند تصويتها في مجلس الأمن». وتابع بالقول: نحن لن ننقذ الرئيس الأميركي أوباما من اجل الفوز بفترة رئاسية جديدة على حساب القضية الفلسطينية، وأضاف: «لا يستطيع احد أن يجبرنا على التراجع من أجل إنقاذه من الإحراج. أوباما يفضل الرضوخ لضغوط اللوبي الصهيوني لكنه سيخسر في المنطقة العربية كثيراً».

وحول مقترحات «الرباعية» والفرنسيين، أعلن شعث أنه لا يمكن قبول أي مبادرات لا تتضمن وقف الاستيطان، مبدياً استعداد القيادة الفلسطينية للنظر بجدية في المقترحات إذا استندت إلى بيانات سابقة للرباعية الدولية تدعو إلى وقف الاستيطان وحدود عام .1967

وأشار إلى أن المرحلة المقبلة ستشهد اشتباكاً على أكثر من جهة، ولن تقبل السلطة الوطنية تنفيذا انتقائيا لاتفاقية أوسلو.

على صلة، قال وزير الخارجية الاسرائيلي في مقابلة مع الاذاعة الاسرائيلية في نيويورك «أعتقد انه علينا قبول اقتراح اللجنة الرباعية، لأنها تتضمن نقطة ايجابية جداً هي بدء مفاوضات دون شروط مسبقة». وبعد ان أكد ان لديه تحفظات على صياغة هذه الخطة، برر ليبرمان موقفه بأن اسرائيل مدينة للولايات المتحدة.

وقال ان الأميركيين بذلوا جهودا جبارة في اللجنة الرباعية للتوصل الى هذا الاقتراح ودعمونا خلال الازمة المتعلقة بسفارتنا في القاهرة، وفي خطاب الرئيس باراك اوباما في الجمعية العامة للامم المتحدة الاربعاء الماضي. وأضاف ليبرمان «آمل ان يتحمل الفلسطينيون مسؤولياتهم هذه المرة بدلاً من التهرب منها»، متهماً عباس بالبحث عن ذرائع باستمرار ليمتنع عن التفاوض. وقال ان «عباس وجد حجة جديدة بطلبه تعديل اتفاقات باريس حول العلاقات الاقتصادية بيننا وبين الفلسطينيين، لكن من غير الوارد بالنسبة لنا تغيير فاصلة واحدة في الاتفاق».

 

تويتر