المعارضة اليمنية ترفض خطاب صالح.. وتظاهرات حاشدة ضده
رفضت المعارضة اليمنية، أمس، خطاب الرئيس علي عبدالله صالح الذي أكد فيه استعداده لنقل السلطة، تنفيذاً للمبادرة الخليجية، ولكن عبر اجراء انتخابات. في حين تظاهر عشرات الآلاف ضده في صنعاء. في وقت هاجم فيه مسلحون قبليون قاعدة عسكرية شمال صنعاء وقتلوا عميداً في الحرس الجمهوري المؤيد للرئيس اليمني، واحتجزوا 30 عسكرياً رهائن.
وأعلنت المعارضة اليمنية رفضها لخطاب صالح الذي اقترح تنفيذ المبادرة الخليجية، ولكن عبر اجراء انتخابات.
لكن المبادرة الخليجية التي وضعتها دول الخليج القلقة من استمرار الازمة في اليمن منذ يناير الماضي، تلحظ مشاركة المعارضة في حكومة مصالحة وطنية مقابل تخلي الرئيس عن الحكم لنائبه على ان يستقيل بعد شهر من ذلك مقابل منحه حصانة، وتنظيم انتخابات رئاسية خلال مدة شهرين.
وقال المتحدث باسم أحزاب «اللقاء المشترك» المعارض محمد قحطان «بالنسبة لنا، الثورة ماضية في طريقها ولم يعد هناك مجال لأي حل سياسي في ضوء موقف الرئيس».
وأضاف أن «صالح اظهر في خطابه تمسكه الشديد بالسلطة ورفضه نقلها الى نائبه» عبدربه منصور هادي.
وقال «لقد تحدث عن انتخابات مبكرة فيما تتحدث المبادرة الخليجية عن نقل السلطة الى نائبه. انه يرفض المبادرة في الواقع ويعلن قبوله لها ارضاء لقادة الخليج».
من جهته، قال وليد العماري احد قادة «شباب الثورة» الذين ينظمون حركة الاحتجاجات الشعبية «لن نقبل خطاب الرئيس والشباب لن يتراجعوا الا بتحقيق الاهداف التي يطالبون بها». وقال مراسل «فرانس برس» ان تظاهرتين منفصلتين سارتا في شوارع صنعاء، أمس، واحدة للنساء والأخرى للرجال اطلقت خلالهما هتافات تندد بصالح وتصفه بـ «الجزار». وسارت التظاهرات من دون اي مشكلات لأن المشاركين لم يغادروا المنطقة الخاضعة لسيطرة الوحدات العسكرية المؤيدة للاحتجاجات.
وكانت قوات الجيش الموالية للرئيس اطلقت النار، أول من أمس، على متظاهرين ما ادى الى اصابة 18 شخصاً بجروح احدهم في حال موت سريري.
وبينما كانت المعارضة تتظاهر، أقامت القوات الموالية لصالح عرضاً عسكرياً في احدى ثكنات صنعاء بمناسبة الذكرى الـ 49 لانقلاب 26 سبتمبر الذي اطاح بحكم الائمة واعلن قيام الجمهورية. إلى ذلك، أكد منظمو الاحتجاجات انهم ينوون تصعيد الاحتجاجات على الرغم من المخاطر.
وقالت الناشطة انتصار الهدالي ان الاحتجاجات سلمية و«إن المنظمين يريدونها ان تبقى كذلك لكن عليهم ان يصعدوها، واذا بدأت القوات الحكومية في اطلاق النار ومهاجمة المحتجين فليفعلوا لانهم سيلحقون العار بأنفسهم امام العالم».
وقال المحلل سياسي في صنعاء علي سيف حسن إن اليمن في حرب نظرا لكل هذه الاسلحة المستخدمة، وأوضح ان كل جانب يستخدم كل ما بوسعه من أسلحة. وعبر عن عدم تفاؤله بعودة صالح، وقال انه لا يتوقع اي شيء مبشر من الجانبين.
ومع بقاء الأوضاع هادئة في العاصمة، هاجم مسلحون تابعون للقبائل احدى قواعد الحرس الجمهوري شمال صنعاء، ما اسفر عن مقتل ضابط برتبة عميد واحتجاز نحو 30 عسكريا رهائن، وفقاً لمصادر رسمية وقبلية. وأوضحت وزارة الدفاع في بيان مقتضب ان قائد «اللواء 63» في الحرس الجمهوري العميد عبدالله الكليبي قتل بهجوم شنته قبائل المنطقة على القاعدة في نهم (60 كلم شمال صنعاء). من جهتها، قالت مصادر قبلية ان اربعة من مسلحي القبائل قتلوا وأصيب نحو 20 اخرين في الهجوم.
وأكدت المصادر أن مسلحي القبائل المناهضة لصالح اخذوا معهم 30 عسكريا رهينة لدى انسحابهم من القاعدة.
وتشكل نهم جزءاً من بلدات تتحكم في المدخل الشمالي للعاصمة وتضم خمس قواعد تابعة للحرس الجمهوري بقيادة احمد النجل، الاكبر للرئيس اليمني.
ويشكل انتشار وحدات الحرس الجمهوري في مناطق شمال صنعاء مانعا امام اتصال قوات اللواء المنشق علي محسن الاحمر بتلك المتمركزة في شمال اليمن.