«مذكرة حمراء» لتوقيف الساعدي.. وتونس لا تستبعد تسليم المحمودي

الثوار يسيطرون على مطار سرت

ثوار يرفعون شارة النصر خلال نقلهم بدبابتهم إلى جبهة بني وليد. إي.بي.إيه

قال مراسلون لـ«رويترز» إن قوات الحكومة الليبية المؤقتة سيطرت على مطار مدينة سرت مسقط رأس الزعيم المخلوع معمر القذافي وإحدى بؤرتي دعم رئيستين له، فيما تواجه مقاومة شرسة من قوات القذافي في بني وليد وسرت، لكنها في المقابل تواصل مطاردة المقربين من الزعيم الليبي الفار، خصوصا مع التقدم رسميا بطلب اعتقال احد ابنائه بعد ان لجأ الى النيجر، بينما لم يستبعد مصدر قضائي تونسي تسليم رئيس الوزراء الليبي السابق البغدادي المحمودي لطرابلس، وقال مصدر من الامم المتحدة في ليبيا، أمس، ان المجلس الانتقالي هناك طلب من المنظمة الدولية الحصول على وقود لسيارات الإسعاف لاجلاء الجرحى من مدينة سرت المحاصرة.

وتفصيلاً، وفي موازاة المعارك، تواصل السلطات الجديدة ملاحقة مقربين من القذافي، حيث اصدرت شرطة الانتربول للمرة الاولى، أمس، «مذكرة حمراء» بناء على طلب المجلس الوطني لتوقيف الساعدي القذافي الذي لجأ الى النيجر في 11 سبتمبر. وقال بيان صدر عن مقر الانتربول في ليون (وسط شرق فرنسا) إن «الانتربول اكد المعلومات التي افادت بأن الساعدي القذافي (38 عاماً) شوهد آخر مرة في النيجر وهذه المذكرة الحمراء تشكل تنبيها اقليميا ودوليا للدول المجاورة لليبيا وللنيجر، بالمساعدة على تحديد مكان وتوقيف الساعدي القذافي».

والساعدي القذافي ملاحق من قبل السلطات الليبية الجديدة التي تتهمه بـ«الاستيلاء على املاك بالقوة والترهيب حين كان يتولى رئاسة الاتحاد الليبي لكرة القدم»، كما افاد الانتربول. وذكر الانتربول انه «بصفته قائداً للوحدات العسكرية التي يحتمل انها كانت ضالعة في قمع تظاهرات المدنيين خلال الانتفاضة الليبية، يخضع الساعدي القذافي ايضاً لحظر سفر وتجميد املاكه بأمر من الامم المتحدة في مارس».

وإضافة الى طلب اعتقال الساعدي القذافي طلبت السلطات الليبية الجديدة من تونس تسليمها رئيس الوزراء السابق البغدادي المحمودي من خلال اصدار مذكرة جلب. ويقول الادعاء التونسي انه تلقى الطلب من المجلس الانتقالي، وإنه يبقيه لهذا في السجن، رغم أن محكمة استئناف ألغت حكما بسجنه ستة أشهر لدخوله تونس بصورة غير قانونية.

ولم يستبعد مصدر قضائي تونسي إمكانية تسليم البغدادي المحمودي إلى السلطات الليبية الجديدة. وأوضح المصدر، في بيان بثته الإذاعة التونسية الحكومية أمس، أن الإبقاء على المحمودي في السجن رغم صدور حكم قضائي بتبرئته من التهمة المنسوبة إليه المتعلقة بدخول الأراضي التونسية بطريقة غير شرعية، جاء تلبية لطلب ورد عن طريق «انتربول طرابلس».

وأضاف أن هذا الإجراء «يعد وقتياً، حيث إن فترة الإيقاف يجب ألا تتجاوز 30 يوماً، وذلك بانتظار ورود مطلب التسليم عن طريق القنوات الدبلوماسية، وذلك طبقا لأحكام الاتفاقية الثنائية المبرمة في 14 يونيو 1961 بين تونس وليبيا، وكذلك اتفاقية الرياض بالعربية السعودية للتعاون القضائي». وقال احد محاميه مبروك خورشيد لـ«فرانس برس» إن «بقاءه في السجن، على الرغم من تبرئته من قبل القضاء (الثلاثاء الماضي) ليس قانونياً، انها مناورة من اجل اصدار مذكرة جلب بحقه». وقال محامي المحمودي إن موكله بدأ اضراباً عن الطعام في سجنه بتونس احتجاجاً على طلب تسلمه.

إلى ذلك قال مصدر من الامم المتحدة في ليبيا لـ«رويترز» إن مدنيين كانوا يفرون من المدينة الساحلية التي يسيطر على بعض مناطقها مقاتلون موالون للزعيم المخلوع معمر القذافي قبيل الفجر، عندما بدأت القوات الموالية للقذافي في حراسة نقاط التفتيش. ومضى يقول ان الامم المتحدة ترسل صهاريج من مياه الشرب النظيفة بسبب زيادة تدفق المدنيين ممن اكتظت بهم السيارات في الطريق القادم من سرت في اتجاه بنغازي غرباً أو مصراتة شرقاً. لكن القتال المحيط بالمدينة وهي مسقط رأس القذافي واستمرار زعزعة الامن حول منطقة بني وليد وهي المعقل الوحيد الآخر للموالين للقذافي منع الامم المتحدة من ارسال عمال الاغاثة اليهما.

وقال المصدر في طرابلس متحدثاً في مكالمة هاتفية لـ«رويترز» من جنيف وطالبا عدم نشر اسمه «هناك مكانان نريد حقا الدخول اليهما هما سرت وبني وليد بسبب القلق من أثر الصراع على المدنيين». وتابع أن لدى الامم المتحدة مخزونات من الغذاء والماء في كل من بنغازي ومصراتة للنازحين الجدد، لكن قرى ومجالس محلية موجودة في الطريق تأخذ الكثير منها.

وقال «نعلم ان هناك معارك مستعرة ونريد الدخول الى سرت، لكن ما من أحد تمكن من دخول المدينة.. سمعنا أن هناك الكثير من القتلى والجرحى الذين يرسلون في اتجاه مصراتة».

تويتر