الثوار يسيطرون على قصر أبوهادي مسقط رأس القذافي
« الانتقالي » الليبي يعيد تشكيل مكتبه التنفيذي
أعلن رئيس المجلس الوطني الانتقالي الليبي مصطفى عبدالجليل، أمس، عن إعادة تشكيل مكتبه التنفيذي المؤقت بانتظار اعلان التحرير الكامل للبلاد الذي سيشكل بدء المرحلة الانتقالية، وتمكن المقاتلون الموالون للمجلس الانتقالي الليبي من السيطرة بالكامل على قرية قصر ابوهادي مسقط رأس معمر القذافي، حسبما قالت مصادر طبية زارت القرية الواقعة على طرف مدينة سرت، فيما قال المتحدث العسكري باسم المجلس أحمد باني، ان المعتصم ابن القذافي مختبئ داخل مستشفى في سرت مسقط رأس والده.
وتفصيلاً، قال عبدالجليل في مؤتمر صحافي: «ندعو الشعب الليبي الى الصبر، لأن ساعة التحرير تقترب»، موضحا ان المجلس ومحمود جبريل رئيس المكتب التنفيذي «توصلا في اليومين الاخيرين الى ضرورة اصلاح المكتب التنفيذي». وقال إن جبريل سيتولى رئاسة المكتب التنفيذي وحقيبة الخارجية وسيتولى علي الترهوني وزارة المالية ووزارة النفط مؤقتاً. واضاف «أقول مؤقتاً بالنسبة لوزارة النفط، لانها ستعود الاسبوع المقبل الى المؤسسة الوطنية للنفط». كما اعلن إلغاء منصب نائب رئيس المجلس الانتقالي، ودعا الليبيين الى التحلي بالصبر، لأن «ساعة التحرير باتت قريبة».
وقال عبدالجليل، خلال المؤتمر الذي عقده في مدينة بنغازي، أمس، برفقه جبريل، إن معظم أعضاء المكتب احتفظوا بحقائبهم السابقة باستثناء حقيبة الشؤون الدينية التي أوكلت الى حمزة فارس بدلاً من سالم الشيخي. وقال إن «هذه المرحلة حرجة واستثنائية ومقترنة بإعلان التحرير»، داعياً جميع الليبيين إلى «عدم إعاقة الثورة» التي اعتبرها «إلهية»، مشيراً الى أن «أي انتهاكات لحقوق الإنسان قد نسأل عنها جمعياً، والمجلس سيحقق في كل الانتهاكات التي حصلت».
بدوره، أعلن جبريل أن المجلس «فضّل عدم قبول استقالة المكتب التنفيذي في الظروف الحالية»، مؤكداً أنه «سيتم تشكيل حكومة انتقالية عقب الإعلان عن تحرير البلاد»، الذي تم تحديده بتحرير مدينة سرت. وحسب تشكيلة المكتب التنفيذي الجديد، فقد احتفظ جبريل برئاسة المكتب وحقيبة الخارجية، وعلي الترهوني بحقيبة المالية وحقيبة النفط بصورة مؤقتة إلى حين تفعيل مؤسسة النفط خلال أسبوع.
كما احتفظ جلال الدغيلي بحقيبة الدفاع وأحمد الضراط بحقيبة الداخلية، ومحمد العلاقي بحقيبة العدل، ومحمود شمام بحقيبة الإعلام، فيما تم استحداث حقيبة جديدة للشهداء والجرحى والمفقودين ومنحت لعبدالرحمن الكيسة، وهو محام مصاب بجروح خلال المعارك.
ميدانياً، وفي سرت نفسها معقل الموالين للعقيد القذافي على الساحل، استؤنفت المعارك ايضا ما ارغم قافلة تابعة للصليب الاحمر كانت تحاول تموين السكان العالقين، على العودة ادراجها. من جهة ثانية، حصلت اللجنة الدولية للصليب الاحمر على موافقة على دخول سرت لتقديم المؤن للمدنيين العالقين. وقال صحافي من «فرانس برس» إن شاحنتين كبيرتين تحملان شعار اللجنة توجهتا الى المدينة، وهما تنقلان معدات طبية ومواد غذائية، لكنهما اضطرتا للعودة ادراجهما بسبب حدة المعارك بالصواريخ والاسلحة الرشاشة، كما افاد مراسل وكالة «فرانس برس».
أعلن الامين العام لحلف شمال الاطلسي اندرس فوغ راسموسن، خلال مؤتمر صحافي في مقر الحلف، أن من مسؤولية السلطات الليبية الجديدة وضع كميات الاسلحة التي كان يملكها النظام السابق «في اماكن آمنة» و«مراقبتها» و«تدميرها» اذا دعت الحاجة. وأضاف «انها مسألة مقلقة». ورفض التعليق على المعلومات الاخيرة التي تحدثت عن فقدان آلاف الصواريخ ارض/جو سام-7 سوفييتية الصنع. وقال «لا اعلق على القضايا الاستخباراتية».
وأضاف أن مسألة الاسلحة منوطة بالمجلس الانتقالي، كما نص قرار مجلس الامن الدولي المتعلق بليبيا. وتابع على المجلس الانتقالي «التحقق من أن الاسلحة في مكان آمن او ان يتم تدميرها»، معربا عن الامل في السماح لـ«مراقبين دوليين» بدخول البلاد. ووصف العملية في ليبيا بانها «نجاح كبير»، وان مهمة الحلف «على وشك الانتهاء».
واضاف «لكني لا اتوقع اتخاذ قرار لوقفها» خلال الاجتماع الذي يعقد غداً وبعد غد.
في سياق آخر، كشفت صحيفة «الغارديان»، أمس، أن القذافي ابدى استعداده في رسائل سرية إلى وزارة الخارجية البريطانية لبدء عملية سياسية في ليبيا، مقابل اعتباره رمزاً وطنياً على غرار الملكة في بريطانيا. وقالت الصحيفة إن القذافي، وفي دليل على استراتيجيته اليائسة والغريبة للتفاوض، أشار في رسائله السرية إلى رغبته في البقاء في السلطة مادامت ملكة بريطانيا تجلس على العرش، وأن يصبح رمزاً مثلها. وأضافت نقلاً عن وزير بريطاني «أن القذافي أراد أن يصبح مثل ملكة بريطانيا، ولا نعرف كيف فكّر في ذلك، وأن يكون رئيساً من دون سلطة، وذهب إلى حد أن يصبح رمزاً، لكن عروضه جوبهت بالرفض من قبل المعارضة».
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news