9 قتلى برصاص الأمن.. واغتيال معارض كردي بارز.. ومدفيديف يخيّر دمشق بين «الإصــــــــــــــــــلاح» أو «الرحيل»

تظاهرات حاشدة ضد الأسد فـــــــــــي «جمعة المجلس الوطني يمثلني»

تظاهرة حاشدة ضد النظام السوري في مدينة صيدا اللبنانية. أ.ب

خرجت، أمس، تظاهرات حاشدة عمت المدن والبلدات والقرى السورية، تطالب بإسقاط نظام الرئيس بشار الأسد، وتدعم المجلس الوطني، وتحثه على طلب التدخل الدولي لحماية المدنيين، في جمعة أطلق عليها اسم «جمعة المجلس الوطني يمثلني»، منددة بروسيا والصين اللتين استخدمتا الفيتو لإسقاط قرار دولي يدين القمع في سورية. فيما عمدت قوات الأمن السوري إلى إطلاق الرصاص على المتظاهرين، ما أدى إلى سقوط تسعة قتلى، بينما اغتال مسلحون مجهولون في القامشلي شمال شرق سورية، الناطق باسم تيار المستقبل الكردي المعارض مشعل تمو. في وقت خير الرئيس الروسي ديمتري مدفيديف، نظام الأسد بين «إجراء إصلاحات ضرورية» أو «الرحيل».

وأكدت لجان التنسيق المحلية التي تنظم تظاهرات الاحتجاج على النظام، وناشطون حقوقيون خروج تظاهرات حاشدة في معظم أنحاد سورية ضد نظام الأسد.

وقالت إن تظاهرات خرجت بعد صلاة الجمعة في العاصمة دمشق في أحياء الميدان والقابون والقدم والحجر الأسود، وريف دمشق شملت تظاهرات في دوما وحرستا والزبداني والكسوة وزملكا وعربين والمعضمية، وسقبا وقارة في منطقة القلمون وقدسيا التي شهدت انتشاراً كثيفاً لـ«عصابات الامن» مسلحين بالعتاد الكامل، خصوصا في ساحة قدسيا الرئيسية وامام البلدية، مع استمرار الحواجز على المداخل والمفارق بكل انحاء قدسيا واغلاق جميع المحال التجارية.

وفي حمص خرجت تظاهرات حاشدة في أحياء الخالدية وباب عمرو وباب السباع والبياضة وباب الدريب، في حي جب الجندلي، وحي الإنشاءات وباب هود والصليبة وكرم الزيتون، قدر عدد المشاركين فيها بعشرات الآلاف طالبوا «بإعدام الرئيس السوري». كما خرجت تظاهرات في ريف حمص أكبرها في دير بعلبة. وأضافت اللجان أن تظاهرات خرجت في القامشلي وعامودا والحسكة نصرة للمدن المحاصرة وتأييداً للمجلس الوطني.

وفي حماة خرجت تظاهرات في حيي القصور والحميدية واجهها قوات الأمن بالرصاص، كما خرجت تظاهرات في ريف حماة في طيبة الإمام والطامنة وتظاهرة ضخمة في معرة النعمان قرب الحدود التركية. ودعا المتظاهرون الذين خرجوا من بضعة مساجد الى اسقاط النظام «على الرغم من الانتشار الكثيف لعناصر الامن ووصول تعزيزات». وفي دير الزور(شرق) خرجت تظاهرات في البوكمال والقورية.

كما خرجت تظاهرات حاشدة في إدلب وريفها أهماها في جرجناز وكرنار وكفر نبل وكفرنبودة، وبنش، وسراقب وكفر تخاريم، تطالب بإسقاط النظام.

وشهدت درعا وريفها (جنوب) خرجت عشرات التظاهرات التي عمت البلدات والقرى دعما للمجلس الوطني.

وخرجت تظاهرات في اللاذقية وبانياس وجبلة (غرب).

وفي ريف حلب ثاني أكبر المدن السورية خرجت تظاهرات في الأتارب وتل رفعت وحريتان وعندان واعزاز.

من جهته، قال المرصد السوري لحقوق الانسان إن تسعة مدنيين قتلوا بالرصاص، أمس، منهم اربعة، احدهم مسن، في حي باب السباع في مدينة حمص.

وقال المرصد في بيان «قتل ثلاثة مدنيين برصاص قناصة في دوما قرب دمشق». واوضح المرصد السوري ان «شابا استشهد فجرا (أمس)في مدينة الزبداني متأثرا بجروح اصيب بها خلال اطلاق رصاص في كمين لمطلوبين امنيا». كما قتل شخص في قرية خربة الجوز بمحافظة إدلب.

إلى ذلك، قالت لجان التنسيق المحلية في بيان: «قام مجهولون باغتيال مشعل تمو الناطق باسم تيار المستقبل الكردي اثناء وجوده في أحد المنازل، وقد جرح ابنه والناشطة زاهدة رشكيلو».

بدوره، اعلن المرصد السوري لحقوق الانسان اغتيال تمو، موضحاً أن مجموعة من اربعة مسلحين ملثمين اقتحمت منزله واغتالته، واصابت ابنه مارسيل وناشطة اخرى.

وكان تمو (53 عاماً) اعتقل في أغسطس ،2008 وحكم عليه بالسجن لثلاث سنوات ونصف السنة بتهمة «إثارة الفتنة لإثارة الحرب الأهلية»، الا انه أُفرج عنه في يونيو الماضي، ورفض بعد خروجه من السجن عرضاً بالحوار مع النظام، ووقف الى جانب المحتجين ضد الاسد، بحسب بيان اصدره اتحاد تنسيقيات شباب الكرد في سورية.

وتمو مهندس زراعي متزوج وله ستة أولاد، وأسس تيار المستقبل الكردي في سورية «وهو تيار شبابي ليبرالي يرفض اعتباره حزباً سياسياً، ويعتبر ان الاكراد جزء لا يتجزأ من تركيبة النسيج السوري».

وشارك تمو في مؤتمر المعارضة السورية الذي عقد في اسطنبول «عبر رسالة صوتية وجهها للمؤتمرين من داخل سورية وأكد فيها وحدة الشعب السوري»، كما انه «كان من المشاركين وبفاعلية كبيرة في تأسيس وبلورة المجلس الوطني السوري» الذي شكلته المعارضة السورية الاحد الماضي. وعقب اغتيال تمو خرج عشرات آلاف الأكراد في تظاهرات غاضبة في القامشلي وعامودا وكوباني وعين عرب وسري كانبه وعفرين.

وفي موسكو أعلن مدفيديف أن على القيادة السورية تنفيذ الإصلاحات اللازمة في البلاد، أو ترك السلطة بقرار من الشعب، مؤكداً أن موسكو ستواصل معارضة محاولات تشريع عقوبات أحادية عبر مجلس الأمن للإطاحة بالأنظمة في العالم.

ونقلت وسائل إعلام روسية عن مدفيديف قوله «إن كانت القيادة السورية غير قادرة على إتمام هذه الإصلاحات، فسيكون عليها الرحيل، لكن ينبغي ألا يؤخذ هذا القرار من قبل (حلف شمال الأطلسي) الناتو وبعض الدول الأوروبية، بل ينبغي أن يأخذه الشعب والحكومة في سورية». وأضاف أن روسيا مثل دول أخرى، ترغب بإنهاء مبكر لسفك الدماء في سورية وتعلم القيادة السورية بموقفها.

وقال إن روسيا ستعارض في المستقبل جعل العقوبات أحادية الجانب شرعية عن طريق تبنيها في مجلس الامن الدولي بغية الإطاحة بالأنظمة السياسية المختلفة، مضيفاً أن «هدف تأسيس هيئة الأمم المتحدة ليس ذلك».

تويتر