لاجئ سوري: أنصار الأسد يقتلون الجميع حتى الصبية والأبقار والحمير

صورة من مقطع فيديو بثه نشطاء على موقع يوتيوب يقولون إنه يظهر عناصر أمنية سورية وهي تطلق النار على قطيع من الحمير في سوريةالشهر الماضي- إنترنت

مع ايداع أحد نجليه السجن في سورية، واختباء الآخر، أدرك أبو محمد البالغ من العمر 45 عاماً، والذي يعمل صائغاً، أن الشرطة السرية التابعة للرئيس السوري بشار الأسد، تتعقبه، لذلك ودع زوجته قبل أسبوعين وأغلق متجره وفرّ إلى مخيم للاجئين في تركيا، فيما لجأ الطالب الجامعي أبو سيف إلى المخيم عينه، قبل نحو أربعة أشهر، لأن انصار الأسد "يقتلون الجميع حتى الصبية والأبقار والحمير".

وأبو محمد وأبوسيف، إثنان من ألاف السوريين الذين فروا عبر أنحاء الحدود، منذ بدأ الأسد حملة دموية على الاحتجاجات المناهضة للحكومة، قبل سبعة أشهر.

وناشد أبو سيف المجتمع الدولي بوقف العنف في بلاده، مشيراً إلى أنه فرّ إلى تركيا لأن "الأسد وأنصاره يقتلون الجميع حتى الصبية والأبقار والحمير".

وقال "يجب األا يظل العالم صامتاً. القذافي فقد شرعيته في عيون المجتمع الدولي في 16 يوماً، لكن لم يحدث شيء بالنسبة للأسد بعد سبعة اشهر".

بدوره، قال أبو محمد "أتيت لأنهم بدأوا يقتفون أثري"، في إشارة إلى قوات الأمن السورية، مضيفاً "لم يتبق شبان في سورية، فهم إما في السجن أو فرّوا إلى دول أخرى. النساء والمسنون فقط هم من تبقوا في القرى".

ويؤكّد أنه منذ ترك منزله في اللاذقية على الساحل الشمالي لسورية قرب الحدود التركية، لم يتحدث إلى زوجته لأن خطوط الهاتف مراقبة. وابنه البالغ من العمر 13 عاماً، مختبئ في مكان ما في سورية.

وقال أبو محمد إنه لم يكن امامه من خيار سوى الفرار، بعدما اعتقلت قوات الأمن ابنه البالغ من العمر 16 عاماً، خلال احتجاج مناهض للحكومة، وعذبته.

وأردف أبو محمد "اخذوا طفلي ولم يسمح لي بزيارته إلا مرة واحدة. لم اتعرف على وجهه بسبب التعذيب. اضطررت للفرار إلى تركيا".

وكان مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، قال، يوم الخميس الماضي، إن عدد القتلى في سورية ارتفع إلى أكثر من 2900، منذ بداية الاحتجاجات المطالبة بالديمقراطية في مارس الماضي، فيما يؤكّد نشطاء أن آلافاً آخرين اختفوا أو سجنوا.

والصحفيون الغربيون ممنوعون إلى حد بعيد من تغطية الأحداث في سورية، لذلك يصعب الحصول على تأكيد مستقل لعمليات القتل وروايات القمع الوحشي.

وينفي نظام الأسد بشكل عام أي تقارير عن انتهاكات حقوق الإنسان، ويقول إنه ليس أمامه من خيار سوى استعادة القانون والنظام.

وبدت الكآبة على وجه أبو محمد، لكنه كان حريصاً على التخلص من همومه وهو يصف مشاهد قوات الأمن وهي تقتل الرجال والنساء رمياً بالرصاص، في بلدته.

وقال "رأيت بعيني رأسي امرأة تقتل بالرصاص، بينما كانت تنشر الغسيل خارج نافذتها. لقد شاهدت أشخاصاً يقتلون بالرصاص لدى خروجهم من المسجد بعد ادائهم الصلاة"، مشيراً "هؤلاء الأشخاص لم يكن معهم أسلحة وكانوا أبرياء تماماً. الجنود السوريون دخلوا قرية بدباباتهم وبدأوا اطلاق النار دون سابق انذار".

ويحتمي أبو محمد في أحد المخيمات الحكومية الستة في إقليم هاتاي على الحدود السورية، والذي يشترك سكانه في الروابط الثقافية والعرقية مع جيرانهم العرب.

وتقول الحكومة التركية إنه يوجد نحو 7600 سوري يعيشون في المخيمات حتى مطلع الأسبوع الماضي. ولا تشير تركيا اليهم على أنهم لاجئون، بل تصفهم "بالضيوف"، مشيرةً إلى أن بوسعهم المجيء والذهاب كما يشاؤون.

وفي حين تحاول الحكومة ابعاد وسائل الإعلام عن المخيمات للحفاظ على أمن السكان، سمحت لرويترز بدخول نادر إلى أحد المخيمات الأسبوع الماضي.

وينام الرجال والنساء والأطفال في المخيم، الذي يؤوي نحو ألف شخص، في خيام نصبت داخل مبنى مهجور، في حين تعمل الخيام المنصوبة خارجه كفصول دراسية مؤقتة. ويجري توفير التعليم من المستوى الابتدائي إلى الثانوي.

وداخل أحد الفصول، ردد الاطفال قائلين "مرحباً كيف حالكم" باللغة التركية، التي تعلموها حديثاً. وأغلب المدرسين من المنطقة المحلية، لأن كثيراً من سكان إقليم هاتاي، الذي كان جزءاً من سورية في وقت من الأوقات، يتحدثون كلاً من التركية والعربية.

لكن بينما يخرج الاطفال للعب في الفناء في الخارج متناسين فيما يبدو محنتهم، يجلس الرجال على المقاعد في احباط وملل.

وأحضر أبو ماجد (46 عاماً) أسرته بأكملها من جسر الشغور في شمال سورية، بعدما بدأت الشرطة التردد على منزله يومياً، محذرةً إياه من مغبة المشاركة في الاحتجاجات.

وقال أبو ماجد "عندما بدأت الاحتجاجات كانوا بأتون إلى منزلي كل يوم ويقولون: إذا شاركت في هذه الاحتجاجات فسنودعك السجن. فاض بي الكيل واتيت إلى هنا. الوضع في سورية سيء جداً.. بالأمس كان الجيش يطلق النار عشوائياً على الناس".

وأبلغ ناشطون وشهود هذا الصيف، عن قيام قوات الأمن التي تستخدم قنابل الغاز المسيل للدموع وطائرات الهليكوبتر، باطلاق النار على الحشود في جسر الشغور، وأبلغت الأمم المتحدة عن عمليات اعتقال عشوائية في المنطقة.

تويتر