الثوار يسيطرون على محور رئيس في سرت

سيطر مقاتلو المجلس الوطني الانتقالي، أمس، على محور رئيس في سرت، مسقط رأس الزعيم المخلوع معمر القذافي وأحد آخر معاقله في ليبيا، في حين اندلعت معارك عنيفة بالاسلحة الرشاشة في وسط المدينة، كما افاد مراسل وكالة «فرانس برس»، وأعلن آمر لواء أمن طرابلس، العقيد الفيتوري غريبيل، عن تشكيل ثلاثة ألوية عسكرية لتأمين العاصمة، وفقاً للخطة الأمنية التي أقرتها اللجنة الأمنية العليا التي تتبع المجلس، فيما قال مصدر رسمي إن الأجهزة الأمنية التونسية تمكنت من اعتقال ضابط ليبي برتبة عقيد بجهاز مخابرات نظام العقيد معمر القذافي، كان دخل الأراضي التونسية بطريقة غير شرعية.

وتفصيلاً، نجح مقاتلو النظام الليبي الجديد الذين تقدموا من الجهة الشرقية لسرت في ان يستولوا على الشارع الرئيس الطويل الذي يتحكم بالمدخل الجنوبي للمدينة، وواصلوا تقدمهم باتجاه المواقع التي لاتزال تحت سيطرة الكتائب الموالية للعقيد الفار.

وقال مراسل لـ«رويترز» في مدينة سرت إن قوة تابعة للحكومة المؤقتة تضم نحو 100 مركبة شنت هجوما بأسلحة ثقيلة متقدمة من جنوب مدينة سرت، أمس، في أحد أكبر الهجمات حتى الان. وكان المقاتلون التابعون للمجلس الوطني الانتقالي يكبرون وهم يتقدمون بالشاحنات وعليها أسلحة مضادة للطائرات ومدافع رشاشة.

وكان المقاتلون الموالون للقذافي قد واصلوا مقاومتهم الشرسة في مسقط رأسه سرت (360 كلم من طرابلس) ضد هجوم قوات المجلس الانتقالي التي تقول انها باتت تحاصرهم في وسط المدينة في مساحة لا تزيد على بضعة كيلومترات مربعة.

وشوهدت اعمدة من الدخان الاسود ترتفع في سماء المدينة في انحاء عدة، في حين كان مركز واغادوغو يتعرض لوابل من قذائف المدفعية من عيار 106 ملم ومضادات الطائرات. وفي الاثناء كانت طائرات الاطلسي تحلق في سماء المنطقة، ولكن من دون أن ترد أنباء عن قيامها بأي قصف. من جهته، اعلن المجلس العسكري لمدينة مصراتة التابع للمجلس الانتقالي ان ما لا يقل عن 12 من مقاتليه قتلوا في المعركة، اضافة الى 193 آخرين اصيبوا بجروح، في حين افاد مصدر صحافي بان سيارات الاسعاف كانت تنقل جرحى المعركة الى مستشفى ميداني اقيم قرب سرت بمعدل سيارة كل دقيقتين. وقال المسؤول في المستشفى الميداني احمد محمد ابوعود، ان اربع سيارات اسعاف دمرت بنيران قوات القذافي، وان اثنين من المسعفين اصيبا بجروح. وفي هذه الاثناء، اعلن مسؤول كبير في البنتاغون ان قيادة الحلف الاطلسي تعتبر ان القذافي فقد السيطرة على القوات الموالية له، وعلى وشك الانهزام في مسقط رأسه سرت. وقال هذا المسؤول في تصريح صحافي إن ضباطاً في الحلف الاطلسي ابلغوا وزير الدفاع الاميركي ليون بانيتا بهذه المعلومات خلال اجتماع جمع الطرفين في نابولي، أول من أمس، مضيفاً ان القذافي «لم يعد له فعليا اي سيطرة على القوات العسكرية الموالية له». واعتبر هذا المصدر ان مصير معركة سرت سيحدد بشكل كبير مستقبل الهجمات الجوية التي يقوم بها الحلف، مؤكداً ان «المجلس الانتقالي قادر على السيطرة على كامل البلاد، الا انه لايزال بحاجة الى تحسين قدراته التنظيمية». اما في جبهة بني وليد فقد اطبق مقاتلو المجلس حصارهم على المدينة، أول من أمس، وارسلوا وفد وساطة للتفاوض مع قبائلها لاقناع قوات القذافي بتسليمها في غضون يومين تحت طائلة هجوم عسكري «قريب جداً»، كما أفاد قادة ميدانيون.