5 قتلى بإطلاق نار على مشيعي تمو بالقامشلي.. وقتيلان في ريف دمشق
تعرض موكب تشييع القيادي الكردي المعارض مشعل تمو، لاطلاق نار في مدينة القامشلي شمال شرق سورية، أمس، ما اسفر عن مقتل خمسة اشخاص، في حين سقط قتيلان آخران في ريف دمشق، بإطلاق نار على جنازة. وفيما دعا البيت الابيض الرئيس السوري بشار الاسد الى التنحي فوراً، محذراً من انه يتجه بالبلاد نحو منحى خطير جدا، دان الاتحاد الاوروبي بأشد العبارات اغتيال تمو، معرباً عن قلقه الشديد حيال القمع المستمر في سورية.
وتفصيلاً، قال الناشط الحقوقي الكردي العضو في تيار المستقبل عبدالسلام عثمان إن أكثر من 100 ألف متظاهر من سكان مدينة القامشلي خرجوا امس، في تشييع جثمان المعارض مشعل تمو الذي اغتيل الجمعة. وأكد عثمان أن أفراداً من الأمن السوري بزيّ عسكري أطلقوا النار بشكل عشوائي على المتظاهرين، ما أسفر عن سقوط خمسة قتلى وجرح عشرات آخرون. وحاولت قبل ذلك قوات الأمن صد المتظاهرين بقصد الحيلولة دون وصولهم إلى مقبرة «قدور بك» لدفن تمو عبر إطلاق الغازات المسيلة للدموع بشكل مكثف. وأكد عثمان أن تشييع جنازة المعارض تحولت الى تظاهرة حاشدة تطالب بإسقاط النظام، إذ رفع المتظاهرون شعارات تنادي بالوحدة الوطنية والقصاص لمقتل تمو.
وأوضح أن التظاهرات عمّت أغلب المدن الكردية كسريكانية ودرباسة مسقط رأس تمو والعامودا التي أفادت أنباء عن توجه رتلين محملة بالقوات الامنية نحوها. وأظهرت صور فيديو بثها ناشطون سوريون حشوداً هائلة من المتظاهرين في القامشلي خرجت في تشييع الجثمان، رافعة شعارات منددة بالقمع ومطالبة بإسقاط النظام. وقال شهود عيان إن حالة من الإضراب العام عمّت المدينة وتوقفت معها كل مظاهر الحياة اليومية والمرافق العامة.
وفي جنازة أخرى في ريف دمشق استشهد طفل يبلغ من العمر 14 عاماً متأثراً بجراح اصيب بها وجرح 14 شخصاً، وذلك جراء اطلاق الرصاص على مشيعي شهداء دوما الثلاثة الذين قتلوا الجمعة باطلاق الرصاص، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان.
وفي ريف دمشق ايضاً استشهد امس داخل المعتقل شاب من مدينة الضمير كانت أجهزة الامن اعتقلته الخميس خلال حملة مداهمات في المدينة، كما اضاف المرصد. وفي حمص انتشرت قوات عسكرية كبيرة في محيط المدينة في ظل قطع الاتصالات عن معظم احياء المدينة وشوهد جنود الجيش قرب مصفاة حمص ينتشرون بأعداد كبيرة وعلى الطرق الرئيسة المؤدية الى المدينة، كما اضاف المرصد.
وأكد المرصد ان الاتصالات الخليوية والارضية قطعت عن مدينة القصير (حمص)، وهناك مخاوف من تنفيذ عملية عسكرية في المدينة نتيجة منع الحواجز للناس من الدخول والخروج وبعد حشد عشرات الدبابات خلال الايام الماضية في قرى محيطة بالمدينة.
واحتجاجاً ندد البيت الأبيض بشدة بأعمال العنف الأخيرة في سورية ومن بينها اغتيال المعارض الكردي، ودعت الإدارة الأميركية الرئيس بشار الأسد إلى التنحي في الحال. وقال غاي كارني المتحدث باسم الرئيس الأميركي باراك أوباما، إن الولايات المتحدة تندد بشدة بالعنف ضد أعضاء المعارضة أينما كان، هذه الأعمال تؤكد مجدداً أن وعود الإصلاح والحوار التي أطلقها النظام السوري جوفاء، داعياً الأسد إلى التنحي في الحال.
ودان الاتحاد الاوروبي أمس بأشد العبارات اغتيال تمو. وقالت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين آشتون في بيان، ان مقتل تمو يعقب سلسلة اغتيالات واضحة الاهداف جرت في الايام الماضية وهي غير مقبولة على الاطلاق. ان هذه الجرائم تعزز مخاوف الاتحاد الاوروبي ازاء الوضع في سورية.
وأضافت ان جميع المسؤولين والمتورطين في هذه الجرائم يجب ان تجري محاسبتهم، مؤكدة انها تدين القمع الوحشي، وكذلك كل الاعمال التي تؤجج النزاعات الاتنية والطائفية في سورية.
في هذه الأثناء اتهمت وزارة الخارجية الأميركية الحكومة السورية بتصعيد أعمال الترهيب ضد معارضين بارزين، في إطار حملتها الأمنية الضارية ضد الاحتجاجات المناهضة للرئيس الأسد.
من جهته، أعلن وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ أن بلاده أثارت أمام مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في جنيف ما قال إنه التعذيب الممنهج والاغتصاب والاحتجاز التعسفي لآلاف الرجال والنساء والأطفال من قبل النظام السوري. ودعا هيغ الحكومة السورية إلى التوقف فوراً عن أعمال العنف، وإطلاق جميع سجناء الرأي، والسماح بحرية الوصول فورا ومن دون عوائق للأمم المتحدة لإجراء تقييم مستقل للوضع على الأرض.
في المقابل، تعهدت سورية الجمعة بتنفيذ إصلاحات ديمقراطية، واتهمت قوى أجنبية بتسليح متظاهرين، ووسائل إعلام بشن حرب دعائية ضد الأسد.
وفي استوكهولم التقى 90 عضواً من المعارضة السورية بزعامة المجلس الوطني السوري امس، لبحث استراتيجيات اسقاط نظام الاسد. وقالت ليلى نراغي من مركز اولوف بالم الدولي الذي يستضيف المؤتمر «يشارك نحو 90 شخصاً.. اعضاء من المجلس الوطني السوري بمن فيه زعيم المجلس برهان غليون هنا، وممثلون عن مجموعات معارضة سورية اخرى».
ومن اثينا اعلن مسؤول كبير في وزارة الخارجية الروسية أن روسيا تتوقع زيارة وفد من المعارضة السورية الثلاثاء. وقال نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف لوكالة ايتار تاس «نحن مستعدون للقائهم في وزارة الخارجية. هذا سيحصل في 11 أكتوبر اذا تمكنوا من الوصول في الوقت المحدد».
وأضاف «نحن مستعدون للاستماع الى موقف المعارضة لنظام دمشق، ومن جانب آخر نجري تقييمنا الخاص بشكل مباشر من دون وسطاء». والوفد الذي سيلتقي دبلوماسيين روسيين على اساس غير رسمي سيضم خمسة الى ستة ممثلين عن مختلف احزاب المعارضة، كما اضاف بوغدانوف متحدثاً على هامش منتدى في رودس باليونان.